story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

دعوات مدنية ودينية إلى التجاوب مع المناشدة الملكية والامتناع عن ذبح الأضاحي في العيد

ص ص

مع اقتراب عيد الأضحى، دعا عدد من الفاعلين المدنيين والخبراء في الشأن الديني والاجتماعي، إلى الالتزام بالمناشدة الملكية التي تحث على الامتناع عن أداء شعيرة الذبح خلال هذا العيد، حفاظًا على القطيع الوطني الذي يشهد وضعًا مقلقًا خلال السنوات الأخيرة.

واعتبرت هذه الفعاليات أن الاستجابة لهذه الدعوة تمثل امتثالًا لتوجيهات الملك، وانخراطًا مسؤولًا في مبادرة وطنية تروم حماية الثروة الحيوانية وتحقيق المصلحة العامة، مشدّدين على أهمية الحملات التوعوية في تعزيز الوعي الجماعي وتعبئة المواطنين لإنجاح هذه الخطوة الاستثنائية.

وفي السياق، أكد محمد عوام، رئيس جمعية التعاون والتنمية الاجتماعية، على أهمية التعبئة المجتمعية الواسعة لإنجاح هذه المبادرة، وجعلها مناسبة لتعزيز وعي جماعي بأهمية حماية الموارد الحيوانية وضمان استدامتها، باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق السيادة الغذائية للمملكة.

من جانبه، قال الحسين الموس، مدير مركز المقاصد للدراسات والبحوث، إن الامتناع عن ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى لهذه السنة، بناءً على دعوة الملك محمد السادس، يُعدّ استجابة لمصلحة عامة تتجاوز الفرد لتشمل الوطن بأسره، مشددًا على أن “هذا الامتناع يدخل في باب طاعة ولي الأمر، ومن ثم طاعة الله تعالى، لما فيه من درء للضرر وتحقيق للمصلحة العامة”.

وأوضح الموس أن “مجالات التعبير عن الفرح بالعيد لا تقتصر على الذبح فقط، بل تشمل أيضًا مظاهر أخرى من صلة الرحم، والتزاور، والبهجة، إضافة إلى التصدق على الفقراء والمحتاجين داخل المغرب وخارجه”، مشيرًا إلى أن “فعل الخير في هذه المناسبة لا ينحصر في الأضحية، بل يتعدد ويتنوع”.

وأكد مدير المركز أن شريعة الإسلام لم تجعل الأضحية واجبة، وإنما هي من السنن المؤكدة التي حافظ عليها المسلمون عبر العصور، مشيرًا إلى أن السنة النبوية تؤكد أن بعض الصحابة لم يكونوا يضحون كل عام، إما لعدم القدرة أو مراعاة للظروف الاجتماعية.

واستدل على ذلك بحديث ورد في “مسند الإمام أحمد” يُفيد بأن النبي محمد نهى عن ادخار لحوم الأضاحي لأكثر من ثلاثة أيام في إحدى السنوات، رغبة منه في تعميم النفع بها على غير القادرين.

وفي السياق ذاته، لفت الموس إلى أن “بعض الصحابة كانوا يشترون اللحم ويعلنون للناس أنه أضحية، فقط لتبيان أن الأضحية ليست بالتكلف ولا ينبغي للمسلم أن يرهق نفسه ماديًا في سبيلها”.

وأبرز الموس أن دعوة الملك هذا العام جاءت “في ظل تدهور كبير في وضعية القطيع الوطني، نتيجة تراكم عوامل اقتصادية وهيكلية ومناخية”، مؤكدًا أن المسألة “تتجاوز نحر العيد إلى معضلة وطنية حقيقية تهدد الأمن الغذائي والاقتصادي”.

وأشار إلى أن الملك، خلال أحد المجالس الوزارية الأخيرة، وجّه إلى إعداد خطة وطنية متكاملة للنهوض بالثروة الحيوانية، تشمل إجراءات عملية ومراقبة صارمة، من أجل ضمان تجديد القطيع والحفاظ عليه كرافعة اقتصادية ضرورية للمغرب.

وختم الموس تصريحه بالتشديد على أن “الالتزام بهذه التوجيهات يعكس وعيًا جماعيًا بأهمية التضامن في أوقات الأزمات، واحترامًا لروح الشريعة التي تقوم على الرفق ورفع الحرج، داعيًا إلى التعامل مع هذه المناسبة من زاوية التكافل والتراحم بدل التظاهر والتكلف”.