story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

دراسة: الإعلام المغربي يُهمّش النساء وضحايا العنف في قضايا الهجرة

ص ص

كشفت دراسة حديثة بعنوان “تغطية الصحافة المغربية للهجرات الأجنبية” عن “ضعف تمثيل المرأة المهاجرة في الإعلام المغربي، “إذ لم تتطرق سوى ثلاث مواد من أصل 184 مادة إعلامية إلى قضاياها”، بنسبة تغطية تقل عن 2 في المائة”، معتبرة أن هذا التمثيل المحدود يطرح تساؤلات حول مدى قدرة الإعلام على مقاربة النوع في معالجة قضايا الهجرة.

وفي هذا السياق، أوضحت الدراسة أن المواد الإعلامية الثلاثة التي ذُكرت فيها المرأة المهاجرة لم تخرج عن سياقات عامة، إذ اكتفى خبران بالإشارة إلى النوع، بينما تناولت المادة الثالثة تغطية ندوة دولية حول حماية النساء المهاجرات في المغرب وإسبانيا، وهو ما يعكس، بحسبها، “تغطية هزيلة شكلاً ومضمونًا لقضايا المرأة المهاجرة في الإعلام المغربي”.

واعتبرت الدراسة أن “حضور المرأة المهاجرة في الإعلام من المواضيع المهمة التي تعكس مدى تنوّع التغطية الإعلامية لقضايا الهجرة، خاصة أن تجربة المرأة المهاجرة تختلف عن تجربة الرجل”، مشيرة إلى ما تواجهه النساء المهاجرات عادةً من صعوبات إضافية تتعلق بالنوع الاجتماعي والهوية، مثل التعرض للتمييز، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والاستغلال الجنسي.

وفي هذا الإطار، دعت الدراسة الإعلام المغربي إلى تحقيق توازن أكبر في التغطية الإعلامية لقضايا الهجرة الأجنبية مستقبلاً، مع ضرورة تسليط الضوء على قصص النساء المهاجرات بشكل شامل، من خلال إبراز تجاربهن الإيجابية وتحدياتهن، بالإضافة إلى تبنّي توجه يمنح المرأة المهاجرة مساحة أكبر للتعبير عن ذاتها وتجاربها، بعيداً عن أي صورة نمطية تُقلل من شأنها وتُجردها من إنسانيتها، لتصبح مجرد رقم أو حالة ضمن تيار الهجرة العام.

ومن جهة أخرى، أبرز المصدر ذاته، أن “الإعلام المغربي يعاني من غياب شبه تام في تغطية أوضاع الفئات الضعيفة من المهاجرين، مثل القاصرين غير المرفقين، وذوي الإعاقة، وضحايا العنف”، معتبرة أن تمثيل هذه الفئات من القضايا الأساسية التي تعكس مدى شمولية وعدالة التغطية الإعلامية.

وأكد أنه، “على الرغم من حاجة هذه الفئات إلى اهتمام خاص، فإنها غالبًا ما تتعرض للإقصاء في التغطية الإعلامية، أو يتم تقديمها بأسلوب يُعزّز الصور النمطية والتمييز”، مشيرا إلى أن “التغطية الإعلامية للفئات الهشة، بما في ذلك قضايا النساء، غالبًا ما تُقدَّم بطريقة تُكرّس التمثيلات السلبية، بدلًا من تسليط الضوء على قضاياهن بشكل إنساني وشامل، لا سيما عند التعامل مع ضحايا العنف أو المهاجرات”.

وأشارت الوثيقة إلى أن “تحليل ما نَشَره الإعلام المغربي، يُظهر خلاصة صادمة، تتمثل في الغياب التام لأي تركيز على الفئات المهمشة أو الضعيفة في التغطية الإعلامية، بحيث لم تتناول أي من المواد الـ184 المشمولة بالدراسة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة أو ضحايا العنف، بينما ورد مصطلح “قاصر” مرة واحدة فقط في خبر مختصر عن إسعافات لطفلين مهاجرين غير نظاميين من دول جنوب الصحراء”.

وأرجعت الدراسة هذا “الإقصاء الإعلامي” إلى اعتماد المقاربة الخبرية التي تكتفي بتسليط الضوء على الأخبار العاجلة المرتبطة بتوقيف مهاجرين أو تفكيك شبكات، دون الخوض في تحليل اجتماعي وإنساني يُبرز معاناة المهاجرين وظروفهم الخاصة، “ما يعمّق الفجوة بينهم وبين مجتمعات الاستقبال”.

وفيما يتعلق بالانتماءات الثقافية والجغرافية للمهاجرين، كشفت الدراسة أن “التغطية الإعلامية لها تبقى سطحية ومحدودة، إذ يتم الاكتفاء بذكر الجنسيات دون معالجة مُعَمقة للقضايا المرتبطة بهذه الخلفيات المتنوعة”.

وأشارت في هذا الصدد إلى أن المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء حظوا بنصيب الأسد من التغطية، حيث ورد ذكرهم في 26 مادة من أصل 184، معظمها تناولت عمليات توقيف أو تفكيك شبكات الهجرة غير النظامية، كما ورد مصطلح “الأفارقة” في 7 مناسبات، بينما ذُكر الفرنسيون أربع مرات، والسوريون مرتين، والجزائريون مرة واحدة فقط.

وفي هذا السياق، أشار المصدر إلى أن هذه النتائج تعكس “صورة غير متوازنة لتغطية الإعلام المغربي، حيث يتم التركيز على مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء بشكل كبير، فيما تكاد تغطية الانتماءات الجغرافية الأخرى تكون غائبة أو تُذكر فقط في سياقات محددة”.