النهار الزين يبان من صباحو !
هناك تعبير بليغ يتدوله جمهور كرة القدم يقول: “الكرة كتخلص”، في إشارة إلى مصير أي فريق تهاون مدربه ولاعبوه في التحلي بالجدية اللازمة، والعمل على إصلاح الهفوات وتدارك النقص في جانب من الجوانب التقنية على صعيد التشكيلة أو على مستوى منظومة اللعب.
ما وقع لريال مدريد ليلة أمس في لندن من بهدلة على يد الأرسنال النادي المجتهد بلاعبيه الشبان ومدربه الواعد ميكايل أرتيتا، كان ينتظرها جمهور النادي الملكي منذ مدة طويلة، لأن كل المعطيات خلال مباريات الريال منذ انطلاق الموسم، كانت تؤكد أن فريق كارلو أنشيلوتي ليس بخير، وأن الآداء السيء أمام خصوم ضعيفين في الدوري الإسباني والدور الاول من كأس رابطة الأبطال الاوربية كان ينذر ب”صفعة” قوية قادمة، لأنه ليس في كل مرة ستسلم الجرة من الإنكسار، وليس كل مرة سيقف الحظ والتفاصيل الصغيرة بجانبك لكي تحقق انتصارات غير مستحقة.
وحده كارلو أنشيلوتي كان يرى غير ذلك، وكان يلوذ بتبرير غريب أمام كل الإنتقادات التي يتعرض لها جراء اختياراته البشرية والتقنية، وطريقة تدبيره للمباريات. كان العجوز الإيطالي يرد بكون ريال مدريد تحقق الأهم وتفوز، وان الفريق لازال يلعب على جميع الألقاب الممكنة. فيما كان منتقدو الآداء السيء ل”الميرينغي” يحذرون من أن ذلك الآداء سينتهي بسقوط مريع أمام الأندية الكلاسيكية المتمرسة التي تعرف جيدا التعامل مع الأدوار المتقدمة.. وهذا ما حصل أمس في لندن.
ما وقع لريال مدريد أمام أرسنال ليلة أمس، هو النتيجة الحتمية ل”قصوحية الراس” والتعنت الذي يصيب المدربين، ويؤذي بهم إلى تجاهل مؤاخذات الجمهور والتقنيين، ويصرون على اختياراتهم الخاطئة حتى يقع ما يقع. فيكتفون بعد الهزيمة الثقيلة الذي حذرهم الجميع منها، بالإعتذار وتحمل المسؤولية.. وانتهى الأمر.
لا أدري لماذا بعد نهاية مباراة أرسنال وريال مدريد ببهدلة تاريخية تعرض لها أنشيلوتي ولاعبوه، ذهب تفكيري إلى وليد الرݣراݣي، وكيف يواجه جميع الإنتقادات التي تطال اليوم الآداء السيء للمنتخب الوطني أمام منتخبات إفريقية مغمورة، وهو يلعب جميع مبارياته في المغرب.
وليد يردد نفس ما كان يقوله كارلو أنشيلوتي منذ انطلاق الموسم أن “الأهم هو نقاط الفوز”، وأننا “كبرنا مع توالي المباريات”، وأن الذين ينتقدون آداء الفريق الوطني يتآمرون عليه، و”مغيارين” منه.. وينسى أن الناس فقط يتخوفون من أن يأتي خصم في ساعة الجد ل”يجفف” بنا أرضية ملعبنا أمام إفريقيا والعالم لا قدر الله.
للمغاربة مثل بليغ يغني عن أي شرح.. يقول: “النهار الزين يبان من صباحو”.