story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أمن وعدالة |

وُجد ميتًا قرب سكة قطار.. الغموض يلف وفاة طبيب متقاعد بعد 6 أيام من اختفائه

ص ص

مرت ستة أيام دون خبر عنه منذ اختفائه، وتلتها 16 يومًا دون أن تعرف عائلته شيئًا عن ملابسات وفاته، بعدما تم العثور عليه ميتًا قرب سكة القطار يوم السبت 19 يوليوز 2025. ومنذ ذلك الحين، تطالب ابنة بوبكر، الطبيب المتقاعد، بكشف الحقيقة والمعلومات التي تعتقد أنها بحوزة المكتب الوطني للسكك الحديدية بشأن الحادث الذي تعرض له والدها.

تبدأ القصة يوم الإثنين 14 يوليوز 2025، حين كان الدكتور بوبكر منعم يعتزم ركوب القطار من مراكش إلى مدينة مكناس، قبل أن يواصل رحلته إلى مدينة العرائش، ومنها إلى مرتيل حيث تقيم ابنته التي تربطه بها علاقة قوية ويحرص على التواصل الدائم معها.

فٌقد الاتصال فجأة في ذلك اليوم، ما أثار قلق ابنته ماجدة، التي افترضت في البداية أن يكون هاتفه قد سُرق، فسارعت في اليوم الماولي إلى تقديم بلاغ لدى الشرطة التي أصدرت من جانبها مذكرة بحث وطنية. تقول ماجدة لصحيفة “صوت المغرب”: “طال الانتظار. عندها توقعت أن مكروهاً قد وقع له، لأنه كان سيتصل بي حتى لو سُرق منه الهاتف. رقمي معه دائمًا”.

وتضيف: “انتظرنا إلى غاية يوم الأربعاء، ولم نتلق أي خبر لا من الوالد ولا من الشرطة. فبدأت البحث بشكل فردي، وتوجهت إلى محكمة العرائش”.

طلبت ماجدة من المحكمة الإذن بتفحص كاميرات المراقبة التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، لمعرفة ما إذا كان والدها قد اقتنى تذكرة فعلاً من مراكش، غير أن النيابة العامة اكتفت بمنح الإذن بتتبع رقم الهاتف، وهو ما لم يسفر عن نتيجة.

استمر غياب الوالد، واستمر معه امتناع المكتب الوطني للسكك الحديدية عن الإدلاء بأي معطيات قد تساعد في البحث، أو السماح بالاطلاع على تسجيلات الكاميرات التابعة له، بحسب ابنته ماجدة، ما دفعها للتوجه إلى محكمة مراكش، ومنها إلى الرباط، بعدما أوضحت المحكمة الأولى أن منح الإذن لا يدخل ضمن اختصاصها، بحكم أن المقر الرئيسي للمكتب الوطني للسكك الحديدية يوجد بالعاصمة.

وصلت ماجدة إلى الرباط يوم الخميس 17 يوليوز 2025، حيث طلبت من إدارة السكك الحديدية مساعدتها في الاطلاع على التسجيلات المتعلقة بذلك اليوم، لكنها أٌبغت بضرورة الحصول على إذن من النيابة العامة. وبعد محاولات دامت يومين، “أخبرها نائب وكيل الملك بأنه لا يمكنه في هذه الحالة سوى الدفع بعدم الاختصاص، لأن واقعة الاختفاء حدثت خارج نطاق اختصاصه الترابي”.

غادرت ماجدة الرباط مثقلة بخيبة الأمل، لكنها لم تيأس وتوجهت مجدداً إلى مراكش لمواصلة البحث، هذه المرة خارج محيط المكتب الوطني للسكك الحديدية، من خلال الاستعانة بكاميرات تابعة لمحلات تجارية قريبة من محطة القطار.

وبينما كانت منهمكة في هذا المسعى، جاء الخبر من الدرك الملكي يوم السبت 19 يوليوز 2025: “لقد عثرنا على والدك في إقليم سطات”. وُجد الطبيب المتقاعد ميتًا قرب سكة القطار، على بعد 3 كيلومترات من محطة سطات، بحسب ماجدة، وبجيبه تذكرة من الدرجة الأولى من مراكش إلى مكناس، حُجزت بتاريخ الإثنين 14 يوليوز على الساعة 11:50 صباحًا.

تقول ماجدة: “إهمال إدارة السكك الحديدية زاد من حجم مصيبتنا. نشعر أننا وحدنا في مواجهة هذا الوجع، دون أن تتحمل الجهات المعنية مسؤوليتها، أو حتى تُبدي أي اعتراف بها”. وتتساءل كيف لمؤسسة بهذا الحجم أن لا تُتابع حالة ركابها، أو تتفقد مساراتها وسككها “حيث كان جسد والدي في جهة بينما ذراعه في جهة أخرى، في ظل مرور متواصل للقطارات دون انتباه”.

وبينما يتواصل التحقيق بشأن الحادث من طرف السلطات، تتشبث ماجدة بكشف ملابسات ما وقع لوالدها مهما كانت تفاصيلها، وتقول في حديثها مع صحيفة “صوت المغرب” إن المكتب الوطني للسكك الحديدية “يواصل إلى اليوم رفض التعاون أو تقديم أي معلومات، معتبرة ذلك “تماطلًا إداريًا واضحًا”.