story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

ولعلو: الإصلاح الدستوري المغربي كان الجواب الإيجابي على الربيع العربي

ص ص

اعتبر فتح الله ولعلو، الوزير الأسبق للاقتصاد والمالية، والقيادي البارز في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن الربيع العربي، بعد مرور حوالي أربعة عشر عامًا على اندلاعه، لم يعد ربيعًا، بل تحوّل إلى خريف سياسي لم يُنتج شيئًا ملموسًا في نهاية المطاف.

وقال ولعلو، خلال حلوله ضيفا على برنامج “ضفاف الفنجان” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، إن تلك اللحظة التاريخية كانت، في سياقها الزمني، فرصة حقيقية، غير أن الأجوبة التي سادت داخل عدد من البلدان كانت أجوبة خاطئة، أفرزت أنظمة ديكتاتورية وأخرى تكرّس منطق الرأي الوحيد.

وفي مقابل هذا المسار، يرى ولعلو أن المغرب قدّم “جوابًا إيجابيًا” من خلال الإصلاح الدستوري لسنة 2011، معتبرا أن هذا الإصلاح لم يكن معزولًا، بل امتداد لثقافة إصلاح انطلقت منذ أواخر القرن الماضي، وتكرّست في بداية القرن الحالي، لكنه هذه المرة جاء بطابع مؤسساتي واضح.

وشدد على أن الدستور الجديد أعاد التأكيد على الهوية المغربية بجميع مكوناتها، وأظهر قدرة المغرب على تقديم أجوبة إصلاحية متقدمة، في لحظة إقليمية صعبة.

وأضاف القيادي الاتحادي أن قضية الوحدة الترابية لعبت دورًا جوهريًا في هذا المسار، إذ ظلت، بحسبه، “عنصرًا موحِّدًا للمغاربة”، مشيرًا إلى أن تزامن الإصلاح الدستوري مع زخم القضية الوطنية أعطى لهذا التحول بعدًا خاصًا.

وأكد أن “القضية الوطنية والإصلاح الدستوري شكّلا عنصرين إيجابيين تركا بصماتهما الواضحة في مسار التراكمات السياسية والدستورية التي يعيشها المغرب اليوم”.

وبخصوص القضية الفلسطينية، اعتبر فتح الله ولعلو أنها كانت، في لحظات تاريخية معينة، تعرف “صعودًا لافتًا”، والسبب في ذلك، كما يقول، هو “وجود قيادة سياسية قوية مثل ياسر عرفات، الذي تمكن من فرض القضية على أجندة المنتظم الدولي، وانتزع لها اعترافًا رسميًا في مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو”.

ويرى ولعلو أن القضية الفلسطينية، رغم عدالتها الجوهرية، “تحتاج اليوم إلى قيادة جديدة تمتلك مصداقية سياسية ومؤسساتية ومصداقية في التدبير، وتعيد الاعتبار للعمل السياسي، وتراعي التناقضات الداخلية والخارجية”.

وأكد أنه رغم التحديات، “فإن القضية الفلسطينية لا تزال حاضرة في عقول وقلوب الشعوب العربية، وضمنها الشعب المغربي”، مشيرًا إلى أن “الإسرائيليين لا يدركون بعد هذا العمق الوجداني، بل ولا يبدو أنهم مستعدون لفهمه في المدى القريب”.

ولفت إلى أن القوى الآسيوية الكبرى، وعلى رأسها الصين، ستلعب دورًا محوريًا في المستقبل، نظرًا لارتباط مصالحها الاستراتيجية بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة من حيث الطاقة والتوازنات الجيوسياسية.

وخلص بالقول إلى إن العبقرية المغربية يمكن أن تساهم في دعم القضية الفلسطينية، “لكن هذا يتطلب، بالمقابل، أن تفرز العبقرية الفلسطينية واقعًا سياسيًا جديدًا، من خلال قيادة تملك الشرعية والمصداقية وتُجيد تدبير المرحلة، تمامًا كما فعلت قيادات تاريخية في السابق”.

لمشاهدة الحلقة كاملة، يرجى الضغط على الرابط