وفاة الطيار صالح حشاد أحد الناجين من سجن تازمامارت

توفي النقيب الطيار صالح حشاد، أحد الناجين من معتقل تزمامارت الرهيب، عن سن تناهز 87 سنة. وذلك حسبما أكده رفيقه في المحنة الحقوقي أحمد المرزوقي، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع “فايسبوك”، مساء يوم السبت 13 شتنبر 2025.
وقال المرزوقي، في تدوينة باسم جمعية قدماء تزممارت،”ببالغ الحزن والأسى، تلقينا قبل قليل وفاة رفيقنا في المحنة، النقيب الطيار صالح حشاد”.
وأضاف أنه “بهذه المناسبة الأليمة نرفع أحر تعازينا القلبية وأصدق مواساتنا الخالصة إلى زوجته الكريمة الدكتورة عائدة، وبنته هدى، وابنه خليل، وإلى كل أسرته قاطبة، وكذا إلى كل الحقوقيات والحقوقيين الشرفاء الذين ساهموا في انتشالنا من معتقل العار تزممارت، راجين من العلي القدير أن يشمل المرحوم بواسع مغفرته وجليل رحمته، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
ووُلد الراحل صالح حشاد سنة 1938 بمدينة بني ملال، والتحق في سن مبكرة بـسلاح الجو الملكي، حيث تألق كطيار مقاتل ضمن جيل من الضباط الشباب الذين تشبعوا بروح الوطنية والطموح لبناء مغرب ما بعد الاستعمار.
لكن مساره العسكري انقلب رأساً على عقب بعد محاولة الانقلاب الثانية عام 1972، للإطاحة بحكم الحسن الثاني، بقيادة الجنرال محمد أوفقير.
وبعد فشل المحاولة، كان حشاد من بين العشرات من الضباط الذين تم اعتقالهم ومحاكمتهم، قبل أن يُنقل إلى معتقل تزممارت السري، مواحي مدينة الرشيدية.
هناك، قضى الراحل أكثر من 18 سنة في ظروف مأساوية وغير إنسانية، عانى خلالها من الجوع والمرض والعزلة، في زنزانة ضيقة تحوّلت إلى ما يشبه القبر، رفقة العشرات من رفاقه.
ومع ذلك، ظل صامداً حتى أُفرج عنه سنة 1991 رفقة آخرين من بينهم أحمد المرزوقي، في أعقاب حملة ضغط حقوقية واسعة داخل المغرب وخارجه.