story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

وسط تدخل أمني.. مغاربة يحتجون على المشاركة الإسرائيلية بمنتدى السوسيولوجيا

ص ص

انطلق المنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع، يوم الأحد 6 يوليوز 2025، بالعاصمة الرباط، على وقع احتجاجات متواصلة ضد مشاركة أكاديميين إسرائيليين، وذلك على خلفية حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.

وشهد محيط مسرح محمد الخامس وقفة شعبية احتجاجاً على السماح للأكاديميين الإسرائيليين بالمشاركة في المنتدى. ورفع المتظاهرون الكوفيات والأعلام الفلسطينية، كما حملوا لافتات كُتب عليها: “نرفض استقبال ممثلي جامعات الإبادة”، باللغتين العربية والإنجليزية، قبل أن تتدخل القوات العمومية لفض الاحتجاج بالقوة.

وفي هذا السياق، قال إسماعيل الغزاوي، الناشط في حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن هذه الوقفة تأتي في سياق التصدي المتواصل لأنشطة التطبيع التي تعرفها البلاد.

وأضاف الغزاوي أن المنتدى يشهد حضور ممثلين عن مؤسسات وجامعات إسرائيلية، مشيراً إلى أن “الباحث الإسرائيلي يتبنى السردية الاستعمارية ويُروّج للرواية الصهيونية التي تبرّر الإبادة وتُظهر المعتدين في صورة الضحايا، ضمن سردية مقلوبة”.

ورداً على هذه المشاركة، دعت الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية إلى “مقاطعة المنتدى”، كما جُمعت توقيعات على عريضة من قِبل 250 باحثاً وباحثة في علم الاجتماع والعلوم الإنسانية، وهو ما اعتبره الغزاوي “خطوة مهمة في مسار المقاطعة”.

وأوضح أن الوقفة، التي شارك فيها نشطاء وممثلون عن الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، تُعد “تحركاً رمزياً يجسد رفض المغاربة لما يمثله هذا المنتدى من تطبيع واضح وصارخ”.

وتعرضت الوقفة لتدخل أمني لفض التجمع أمام مسرح محمد الخامس بالراط، في حين واجه المتظاهرون التدخل بشعارات من قبيل: “لا لا يا مخزن لا، عن غزة ما نتخلى”، و”بالروح بالدم نفديك يا غزة”، و”لا للتطبيع”.

وأكد الغزاوي في تصريحه لـ”صوت المغرب”، أن المتظاهرين حضروا الوقفة السلمية للتعبير عن رفضهم للتطبيع الأكاديمي، وإبراز الموقف الشعبي المغربي المتضامن مع الفلسطينيين والرافض لكل أشكال “التطبيع المخزي”.

وأضاف: “تعرضنا لمضايقات وتم دفعنا لمسافة تقارب 200 أو 250 متراً، لكننا صمدنا، واستمررنا في ترديد شعاراتنا”.

وشدد على رفض منح أي شرعية أكاديمية “لمؤسسات تُشرعن الاحتلال، وتبرر نظام الفصل العنصري (الأبارتايد)، وتدعم تقنيات القمع والإبادة والاستعمار، في مساواة غير مقبولة بين مؤسسات احتلالية وأكاديميين أحرار من المغرب والمنطقة العربية وباقي أنحاء العالم”.

واعتبر الغزاوي أن “الاحتلال لا يمكن أن يُعد أمراً طبيعياً، ولا الإبادة مسألة عادية”، معبّراً عن ترحيبه بقرار الجمعية الدولية لعلم الاجتماع القاضي بتجميد عضوية الرابطة الإسرائيلية لعلم الاجتماع، وقال: “نعتبره خطوة إيجابية، لكنها غير كافية”.

وأشار إلى أن النشطاء والحقوقيين والهيئات المناصرة للقضية الفلسطينية مستمرون في الدعوة إلى المقاطعة، داعياً الباحثين إلى اتخاذ الموقف ذاته، سواء من داخل المنتدى أو خارجه، من خلال تحرك واضح ورافض للمشاركة التطبيعية.

يذكر أن الجمعية الدولية لعلم الاجتماع قررت، في وقت سابق، تعليق عضوية الإسرائيليين فيها، بعد الجدل الذي خلفته مشاركتهم في المؤتمر العالمي للسوسيولوجيا بالعاصمة الرباط.

وقالت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إنها تعرب عن أسفها بخصوص عدم اتخاذ الجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع موقفاً واضحاً يدين الوضع المأساوي في غزة.

وأوضحت أن قرار اللجنة التنفيذية تعليق العضوية الجماعية للجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع “يعكس خطورة الوضع الاستثانئي الحالي” في قطاع غزة.

وأكدت الجمعية الدولية على موقفها العلني ضد الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، مشددة على أنه لا تربطها أي علاقات مؤسسية مع المؤسسات العامة الإسرائيلية.

وفي المقابل، دعت الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل إلى استمرار مقاطعة المنتدى الخامس للسوسيولوجيا رغم تعليق الجمعية الدولية لعلم الاجتماع عضوية إسرائيل فيها.

وأوضحت الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، في بلاغ، أن تجميد عضوية رابطة علم الاجتماع الإسرائيلية من قبل اللجنة التنفيذية للجمعية “لا يعني بالضرورة عدم مشاركة ممثلي جامعات الإبادة في المنتدى الخامس”.

وأشارت إلى أن برنامج المنتدى مازال يتضمن 17 مداخلة لباحثين ينتمون إلى مؤسسات إسرائيلية، مما يدل على عدم استجابة الجمعية الدولية لعلم الاجتماع للمطالب الداعية إلى منع مشاركة الأكاديميين الإسرائيليين.

واستنكرت استمرار إدراج مداخلات الباحثين الإسرائيليين ضمن البرنامج الرسمي للمنتدى دون إصدار أي بيان يُلغي مشاركتهم أو يُدين المؤسسات التي وصفتها بأنها “متواطئة بحكم الواقع مع نظام الاستعمار الاستيطاني، والفصل العنصري (الأبارتايد)، والإبادة الجماعية”، معتبرة ذلك “عملاً تطبيعياً محضاً”.