story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

جدل حول إدخال “الهيب هوب” للمدارس.. خبير: مبادرة لا مكان لها في المنهج التعليمي

ص ص

أثارت مراسلة صادرة عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمملكة المغربية، موجة من الغضب والجدل على منصات التواصل الاجتماعي وبين الأوساط التربوية، بعد أن كشفت عن تنظيم دورة تكوينية في “الهيب هوب” و”البريكينغ”، بإشراف خبير دولي.

المراسلة التي تحمل تاريخ 15 ماي 2025، جاءت بتوقيع مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية، انتشرت على نطاق واسع، منذ الأربعاء 22 ماي 2025، واعتبرها العديد من المتابعين نموذجاً لـ”سوء ترتيب الأولويات” في ظل التحديات التي تواجه المدرسة العمومية، فيما رأى آخرون فيها خطوة طبيعية تهدف إلى تنويع العرض التربوي في مجال الرياضة.

في هذا الصدد، يرى الخبير التربوي حسين الزاهيدي في حديث مع صحيفة “صوت المغرب” أنه لا يوجد اعتراض أو استنكار بشأن الفنون الغنائية والراقصة، وجميع الفنون الجميلة، كما لا يمكن استبعادها من مجال التربية، مشيراً إلى أنها “مطلوبة في بناء شخصية إنسانية متكاملة ومتوازنة”.

ومع ذلك، يضيف الزاهيدي “يجب أن يتم الأمر وفق رؤية بيداغوجية وتربوية، في إطار منهاج معين”، مشيراً إلى أن “المنهج التعليم أصبح يُدار مثل كرة الثلج، إذ كلما تفاقمت حوادث السير تحدثوا عن التربية الطرقية، وكلما برزت ظواهر معينة، تحدثوا عن التربية على المواطنة، واليوم التربية على الهيب هوب”.

واعتبر الخبير التربوي والأستاذ الجامعي أن هذا الوضع يعبر عن “غياب رؤية منهاجية متكاملة، بينما مازلنا ننتظر النموذج البيداغوجي الذي نص عليه القانون الإطار، الذي أكد على لجنة دائمة لتجديد وملاءمة المناهج والبرامج”، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة “هي الجهة المسؤولة عن وضع المناهج وفقاً لمجموعة من المعايير والأسس والمبادئ التي حدّدها القانون الإطار، والتي جاءت بها الرؤية الاستراتيجية بعد نقاش مجتمعي واسع”.

وأوضح أن هذه الرؤية “تحوّلت في القانون الإطار إلى نص قانوني ملزم للجميع، وأسّست لأسس شديدة الصرامة”، غير أن هذه اللجنة متأخرة، ولحد الآن “لم تعطِ أي شيء”، وفقاً للمتحدث.

وأشار إلى أنه في ظل غياب تفعيل القانون الإطار كخارطة طريق للإصلاح، “تخرج مبادرات يصعب إيجاد مكان لها داخل هذا الفُسيفساء الذي أصبح عليه المنهاج في تشتّته”.

وفي هذا السياق، يرى الزاهيدي أنه من الطبيعي أن تستفز مثل هذه المبادرات المواطنين، وتثير استغرابهم، ورفضهم، مشيراً إلى أنها بعيدة عن اهتماماتهم، وانتظاراتهم، كما “لم تطرح في إطار رؤية تُعطيها المكان المناسب لها داخل المشهد، حتى يكون متكاملاً”.

“فلو كان هذا هو مكانه الطبيعي، لكان التفاعل مختلفاً”، يضيف المتحدث، ويتساءل في الوقت نفسه: “لماذا بالضبط هذا الفن الغنائي؟ أين هي باقي الفنون؟”

ويسترسل قائلاً “إذا كان الأمر يتعلق بتربية فنية، ماذا نقول عن الملحون والطرب؟ ماذا عن الفلكلور والأغنية المغربية العصرية؟”

كما شدد على أن مثل هذه الخطوات تعبّر عن “نوع من العشوائية، والاعتباطية، والمزاجية، فضلاً عن غموض في الرؤية، أو غياب الرؤية بالمرة أيضاً”، معرباً عن أسفه من “غياب المنهجية، وعدم وضوح النموذج البيداغوجي”.