وزارة الصحة: هدفنا صفر وفيات بسبب لسعات العقارب ولدغات الأفاعي

قال الكاتب العام لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية عبد الكريم مزيان، إن السلطات الصحية سجلت انخفاضاً على مستوى معدل الإماتة المرتبط بلسعات العقارب من 2.37% إلى 0.14%، إضافة إلى انخفاض معدل الوفيات الناتجة عن لدغات الأفاعي من 7.2% إلى 1.9%.
وأضاف مزيان، في كلمته خلال يوم دراسي نظمته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، يوم الثلاثاء 1 يوليوز 2025، لتسليط الضوء على الجهود الوطنية المبذولة في مجال مكافحة التسممات، أن هذه النتائج، رغم أهميتها، لا تزال غير كافية ما يستدعي “مواصلة الجهود بنفس الصرامة وبطموح متجدد”.
وشدد المسؤول الوزاري، خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن الوزير أمين التهراوي، على أن الهدف يتمثل في الوصول إلى صفر حالة وفاة، مؤكداً أنه “رغم صعوبة تحقيق هذا الهدف، فإنه يظل غاية مشروعة تُجسد التزاماً إنسانياً وأخلاقياً”، لكون كل حياة يمكن إنقاذها “وهذا واجب تتحمله الدولة تجاه جميع المواطنين دون تمييز”.
واعتبر المتحدث أن هذا اليوم الدراسي، الذي يواكب انطلاق الأسبوع للتحسيس والتوعية حول مخاطر لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، يمثل “محطة مهمة في الالتزام الجماعي بمكافحة التسممات الناتجة عن لسعات العقارب ولدغات الأفاعي”، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل من خلال هذا الأسبوع، على تعزيز إحدى أولويات الصحة العامة، “ألا وهي حماية الفئات السكانية الأكثر عرضة لهذا الخطر، والحد من مخاطره، وتعبئة كافة الفاعلين المعنيين”.
وأشار مزيان إلى أن لسعات العقارب ولدغات الأفاعي “لا تزال تمثل إشكالية صحية قائمة ومستمرة في بلادنا، بحيث تؤثر بالدرجة الأولى على المناطق القروية، والأسر في المناطق النائية، والفئات الهشة”.
وفي هذا السياق، يسجل المغرب سنوياً حوالي 25 ألف حالة لسعة عقرب، وحوالي 250 حالة لدغة أفعى. وتعكس هذه المعطيات وفقاً للمسؤول في وزارة الصحة، واقعاً طبياً “لا يُستهان به، ولا يمكن تجاهله، وغالباً ما تتفاقم خطورته بسبب البُعد الجغرافي، أو نقص المعلومات، أو محدودية الولوج السريع للعلاجات الملائمة”.
ولمواجهة هذا الوضع، انخرط المغرب منذ أكثر من عشرين سنة في استراتيجية وطنية مهيكلة لمكافحة التسممات، يقول مزيان، وارتكزت هذه الاستراتيجية “القائمة على بيانات علمية محيّنة، على أربعة دعائم أساسية، هي: الوقاية، والتكفّل العلاجي، والمراقبة الوبائية، والتوعية المجتمعية”.
وتُعبّئ هذه المقاربة المتعددة القطاعات، بحسب المتحدث، جميع الفاعلين، من المستوى المحلي إلى المركزي.
ومن نتائج هذه الاستراتيجية، “انخفاض معدل الإماتة المرتبط بلسعات العقارب من 2.37% إلى 0.14%، وانخفاض معدل الوفيات الناتجة عن لدغات الأفاعي من 7.2% إلى 1.9%”. هذه المؤشرات يرى مزيان أنها “تعكس تقدماً ملموساً في مجال الصحة العامة، تحقق بفضل الالتزام الجماعي وفعالية التدابير المعتمدة”.
وشدد الكاتب العام لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية على أن التحديات المطروحة تتعلق بعوامل بيئية، مثل تأثير التغيرات المناخية، وأبعاد هيكلية أخرى كالبُعد الجغرافي، وتفاوت سبل الولوج إلى الرعاية الصحية، ونقص المعلومات الوقائية في بعض المناطق المعرضة لهذا الخطر.
وأوضح أن استجابة الوزارة “تستند إلى نموذج مغربي في الصحة العامة، محوره الإنسان، يقوم على التضامن، ويسترشد بالخبرة العلمية، وتوجهه مبادئ الإنصاف المجالي”. كما يتطلب هذا النموذج “تعبئة مستدامة وشاملة لمختلف القطاعات”.
وأوضح أن التنسيق المحكم بين قطاع الصحة، والجماعات الترابية، وقطاع التعليم، ووسائل الإعلام، والمجتمع المدني، “هو ما سيمكّن من تعزيز الوقاية، وتأمين البيئات المعرضة للخطر، وضمان ولوج منصف للرعاية الصحية عبر مختلف ربوع الوطن”.
وخلص المصدر إلى أن الأسبوع الوطني للتوعية “ليس مجرد مناسبة ظرفية، بل هو رافعة علمية للتعبئة الجماعية، يُشرك جميع الأطراف المعنية من مهنيي الصحة، إلى الجماعات الترابية، والمؤسسات الشريكة، والقطاعات التربوية والدينية والإعلامية”، فضلاً عن المواطنين أنفسهم، إذ أن كل فرد من موقعه “له دور يلعبه في الوقاية، واليقظة، ونشر السلوكيات السليمة”، بحسب المسؤول الوزاري.