واجهوا نظرات الغضب.. تقرير: إسرائيليون يهاجرون إلى المغرب بحثاً عن انتماء

في خضم العدوان الإسرائيلي على غزة وتصاعد مناخ التوتر داخل المجتمع الإسرائيلي، يتزايد عدد الإسرائيليين الذين يقررون الهجرة إلى المغرب، معظمهم من الجيل الثالث للمهاجرين اليهود ذوي الأصول المغربية.
وصف موقع “واي نت نيوز” الإسرائيلي هذه الحركة برحلة “بحث بين الهوية والجغرافيا السياسية، والانتماء، عن وطن يبدو مألوفاً وغريباً في آن واحد”.
ويواجه القادمون إلى المغرب واقعاً معقداً رغم تعبيرهم عن الشعور بالانتماء إلى حيث كان يعيش أجدادهم، إذ تصطدم هويتهم الإسرائيلية بحساسية الشارع المغربي الداعم للقضية الفلسطينية. وفي هذا الصدد تحدث بعض هؤلاء العائدين، بحسب الموقع ذاته، عن مواقف مثل تعليق علم فلسطيني على سيارة أحدهم، أو مقاطعة لهم بسبب جنسيتهم.
ومن بين المهاجرين الإسرائيليين الذين نقل موقع “واي نت نيوز”، كانت نيتا حزان التي تروي لحظة حصولها على هوية مغربية اعتبرتها حلماً، لكنها تضمنت “القدس، فلسطين” على خلاف ما يدعيه الإسرائيليون “القدس، إسرائيل”.
تقول إنها اتصلت بوالدها فور ركوبها سيارة أجرة، بعدما غادرت مركز الشرطة في الرباط، فأجابها ساخراً: “لا مشكلة، هذا يتماشى مع آرائك السياسية”، إذ أنها كانت تنشط في منظمات تدعو للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وبينما كانت تتحدث مع والدها الذي هاجر المغرب وهو في الرابعة من عمره، تشير حزان إلى أن سائق سيارة الأجرة استغل الموقف وأخبرها بأن “إسرائيل غير موجودة”.
وحدثها السائق عن موقف الشارع المغربي من الاحتلال الإسرائيلي، مع عرض مقاطع فيديو لمشجعي كرة القدم في الدار البيضاء، وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويهتفون “الحرية لفلسطين”.
تقول حزان: “لقد حققت حلمي، وأصبحت مواطنة مغربية، ولن أسمح له (السائق) بأن يفسد علي هذه اللحظة، لم أكترث”.
ويشير الموقع الإسرائيلي إلى أن نيتا حزان جزء من حركة غير منظمة “تتكون من عشرات الإسرائيليين في الثلاثينات والأربعينات من العمر، من أبناء الجيل الثاني للمهاجرين اليهود من أصول مغربية، الذين انتقلوا إلى المغرب”.
وتشمل هذه المجموعة، وفقاً للمصدر ذاته رجال أعمال، وممثلين، وكوميديين وأكاديميين من خلفيات اقتصادية وسياسية متنوعة، بعضهم استقر بشكل دائم بالمغرب، بينما يتنقل البعض الآخر بين تل أبيب والرباط.
وتعمل حزان اليوم، وهي أم عازبة، على استخراج جواز سفر مغربي لابنها، مشيرة إلى أنه “أمر معقد لأنهم (المغاربة) لا يفهمون طفلاً بلا أب. لكننا سنعود، بلا شك”.
ويشير الموقع إلى أن الهجرة الإسرائيلية إلى المغرب بدأت قبل توقيع اتفاق التطبيع بين الرباط وتل أبيب في 2020.
وأوضح أن المحاكم الحاخامية كانت تصدر آنذاك مستندات باللغة العبرية تثبت الأصل المغربي للحصول على الجنسية، إلا أن الموافقة القضائية أصبحت أكثر صرامة بعد انكشاف شبكة إجرامية، تم ترحيل أفرادها أو اعتقالهم في المغرب.
ويواجه جميع المهاجرين الإسرائيليون إلى المغرب شعوراً معادياً لهم، “ازداد سوءاً بعد أحداث 7 أكتوبر”. ومن بين هؤلاء كوميدي يدعى بيني بيريتس، يقيم في مراكش منذ عامين وينشط على مواقع التواصل الاجتماعي.
يشير بيريتس إلى أنه يواجه مقاطعة من المغاربة بسبب دعمهم لفلسطين، مستذكراً ما تعرض له بعد أحد العروض التي قدمه، إذ تم تعليق علم فلسطيني على سيارته. ومع ذلك يقول إنه مازال يشعر بالأمان: “أتحدث العربية المغربية وأعرف كيف أتعامل مع التوتر”.
ويلفت الموقع إلى أن “المشاعر المعادية لإسرائيل تصاعدت في المغرب بعد تقارير عن قصف مستشفى من قبل الجيش الإسرائيلي” في بداية الحرب على غزة.
وأشار إلى أن هذه المشارع “تغذيها جماعة الإخوان المسلمين في المغرب”، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، “في مقابل دفاع القصر الملكي ورجال الدين عن التعايش بين اليهود والمسلمين”.
ويذكر أن الشارع المغربي لم يهدأ منذ السابع من أكتوبر 2023 وبداية العدوان الإسرائيلي على غزة، ما جعل المغرب يحتضن ثاني أكبر عدد من المظاهرات عربياً بعد اليمن دعما للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ورفضاً لحرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ 650 يوماً، والتي راح ضحيتها أكثر من 50 ألف شهيد ونحو 140 ألف مصاب وعشرات آلاف المفقودين.