story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
بيئة |

هومي: تحيين المخطط التوجيهي للمناطق المحمية يوفر مرجعا حديثا لتدبير التراث الطبيعي

ص ص

أكد المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، عبد الرحيم هومي، اليوم الأربعاء 10 دجنبر 2025 بالرباط، أن تحيين المخطط التوجيهي للمناطق المحمية يوفر مرجعا حديثا، مهيكلا وطموحا، يتوافق مع المعايير الدولية، من أجل حماية التراث الطبيعي الوطني وتدبيره وتثمينه.

وأوضح هومي، خلال ورشة وطنية خصصت لعرض نتائج هذا التحيين، أن المخطط التوجيهي الجديد يمهد الطريق فعليا لجيل جديد من تخطيط المناطق المحمية، قائم على الصرامة العلمية، والابتكار، والتعبئة الجماعية، بما يضمن تمثيلية ترابية أفضل ومزيدا من الترابط الإيكولوجي.

وأشار إلى أنه في إطار تنفيذ استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، التي أطلقها الملك محمد السادس، أتاحت عملية تحيين المخطط التوحيهي للمناطق المحمية، المنجزة ضمن برنامج “غابتي حياتي” الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية، إعادة هيكلة عميقة للشبكة الوطنية للمناطق المحمية.

وأضاف أن نتائج هذا التحيين أظهرت تقدما واضحا، إذ انتقل عدد المواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية من 154 موقعا، التي تم إحصاؤها خلال أول دراسة وطنية للمناطق المحمية سنة 1994، إلى 197 موقعا، بينما اتسعت المساحة المصنفة ذات القيمة البيئية إلى 7.6 ملايين هكتار، مقارنة بـ 2.5 مليون هكتار خلال الفترة ذاتها.

وأوضح أن هذه الزيادة ليست كمية فقط، بل نوعية وبنيوية واستراتيجية كذلك، إذ تعكس تقدما مهما في ما يخص تمثيلية المنظومات البيئية وإدماج مواقع كانت، إلى وقت قريب، ممثلة بشكل ضعيف.

وأضاف هومي أن الشبكة الوطنية للمناطق المحمية لم يعد ينظر إليها كفسيفساء من المواقع المعزولة، بل أصبحت نظاما مترابطا يأخذ بعين الاعتبار الممرات البيولوجية، واستمرارية المشهد الطبيعي، والقدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية.

وأبرز أن هذا التحيين أتاح إرساء نظام معلوماتي للتراث الطبيعي (SIPN)، وهو منصة رقمية مخصصة لجرد وإحصاء الأصناف وموائلها الطبيعية، والرصد والتتبع الإيكولوجي، ودعم اتخاذ القرار، مؤكدا أن هذه المكتسبات تعد ثمرة عمل منهجي صارم اعتمد على بيانات حديثة وجرد بيولوجي متجدد.

من جهته، اعتبر نائب مدير الوكالة الفرنسية للتنمية بالرباط، برتران بوش، أن تحيين المخطط التوجيهي للمناطق المحمية وإرساء النظام المعلوماتي للتراث الطبيعي يشكلان مرحلة أساسية في تنسيق الجهود المبذولة من أجل تعزيز المعرفة العلمية بالمنظومات الإيكولوجية الغابوية المغربية.

وأشاد بالتعاون المغربي الفرنسي في مجالات الخرائطية والتدبير التشاركي للمنظومات الغابوية، مشددا على أهمية تضافر الجهود من أجل إرساء سياسة فعالة ودائمة للحفاظ على النظم البيئية واستعادتها، في سياق مطبوع بتحديات اجتماعية ومناخية متزايدة.

كما أبرز أن الجهود المبذولة من طرف المملكة لصون تراثها الطبيعي، خصوصا المناطق المحمية، أثمرت دينامية متميزة جعلت التجربة المغربية نموذجا يحتذى على الصعيد الدولي.

وتميز هذا اللقاء بتقديم عرض حول الإطار الاستراتيجي، الوطني والدولي، لمراجعة المخطط التوجيهي للمناطق المحمية، مع التركيز على أهمية استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030” التي تكرس الرؤية الملكية من أجل التنمية المستدامة.

وشمل برنامج الورشة ثلاث جلسات حول “مراجعة المخطط التوجيهي للمناطق المحمية: الإطار الاستراتيجي، المنهجية والنتائج”، و”أدوات تنفيذ المخطط: خارطة الطريق والنظام المعلوماتي للتراث الطبيعي” ، والمخطط الأولي لتنفيذ المخطط التوجيهي للمناطق المحمية”.

ويأتي تحيين المخطط التوجيهي للمناطق المحمية تماشيا مع الالتزامات الدولية للمغرب في مجال صون الموارد الطبيعية، لاسيما تلك المنصوص عليها ضمن الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لكونمينغ–مونتريال.