نواب فرنسيون يحيون في الجزائر ذكرى مجازر الثامن من ماي 1945

أحيا أكثر من عشرة نواب من اليسار الفرنسي السبت 10 ماي 2025 في مدينة سطيف الجزائرية ذكرى القمع الفرنسي الدموي للاحتجاجات المطالبة باستقلال الجزائر في الثامن من ماي 1945، وفق مراسل وكالة فرانس برس.
وقالت النائبة صابرينا صبايحي، عضو مجلس النواب الفرنسي عن حزب الخضر “نحن مجموعة منتخ بين نعمل كثيرا على ملف الذاكرة والاعتراف بمجازر الثامن من ماي 1945. لقد طلبنا من الرئيس (إيمانويل) ماكرون الاعتراف بأنها جريمة دولة”.
وكانت قد وضعت مع أعضاء آخرين في البرلمان الفرنسي إكليلا من الزهر عند النصب التذكاري لبوزيد سعال، أول ناشط مناهض للاستعمار ق تل في هذه التظاهرات السلمية بيد الشرطة الاستعمارية الفرنسية بينما كان يرفع علم الجزائر.
وقالت دانيال سيمونيه النائبة اليسارية الفرنسية “من المؤثر جدا” التواجد في سطيف، لافتة إلى أنه “حان الوقت لأن تعترف فرنسا بأن هذه المجازر هي ما هي عليه، أي جريمة دولة”.
وقمعت القوات الاستعمارية التظاهرات بوحشية ما تسبب بمقتل الآلاف. ويؤكد الجزائريون أن عدد القتلى بلغ 45 ألفا فيما يقدر الفرنسيون أنه يراوح بين 1500 و20 ألفا.
بالنسبة للنائب الجزائري توفيق خديم “يجب على فرنسا الرسمية أن تقر بالجرائم التي ارتكبتها وبمسؤوليتها عن هذه المجازر”.
وحضر كثر من سكان سطيف لرؤية المشرعين الفرنسيين يضعون باقة من الزهر. في الشارع الذي سقط فيه بوزيد سعال رفعت الأعلام الجزائرية وصدحت الأغاني الوطنية التي بثت عبر مكبرات الصوت.
وقال سليم عيادي البالغ 26 عاما في تصريح لفرانس برس “من الجميل أن نرى فرنسيين يطالبون حكومتهم، بعد مرور 80 عاما على هذه المجزرة، بالاعتراف بالجرائم التي ارتكبها أجدادهم ضد أسلافنا العزل والأبرياء”.
وتابع “لقد جاؤوا للاحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية والمطالبة باستقلال بلدهم. لكن النظام الاستعماري رفض هذا الحق وقرر قتلهم”.
والخميس، شارك آلاف الجزائريين في مسيرة في سطيف لمطالبة القوة الاستعمارية السابقة بأن “تعترف بجرائمها” في الجزائر.
بالنسبة لصبايحي “بالحوار فقط يمكننا إحراز تقدم في كل هذه القضايا”.
ويدور حاليا نزاع دبلوماسي حاد بين الجزائر وباريس بشأن قضايا مختلفة، بينها طرد جزائريين غير مرغوب فيهم من فرنسا واعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في الجزائر منذ نونبر الماضي.