story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

موجة حر تضرب المغرب.. وخبراء يُحذرون من تداعيات صحية وجلدية خطيرة

ص ص

مع توقعات المديرية العامة للأرصاد الجوية بتسجيل درجات حرارة قياسية تتراوح بين 44 و47 درجة في عدد من مناطق المملكة، دقّ خبراء الصحة ناقوس الخطر بشأن التداعيات المحتملة لهذه الموجة الحرارية على صحة المواطنين، لاسيما الفئات الهشة والأشخاص ذوي البشرة الحساسة.

وفي هذا السياق، حذّرت الدكتورة سارة حجوّجي، طبيبة صيدلانية وخبيرة في مستحضرات التجميل العلاجية، من الأضرار الجلدية الناتجة عن التعرض المفرط لأشعة الشمس، فيما شدد الطبيب والباحث في السياسات الصحية، الدكتور الطيب حمضي، على ضرورة الالتزام بتدابير الوقاية لتفادي مضاعفات قد تصل إلى الجفاف أو حتى الوفاة، مؤكدًا أن التعامل الاستباقي مع موجات الحر أمر بالغ الأهمية لحماية الصحة العامة.

وتعليقا على الموضوع، حذّرت الدكتورة سارة حجوّجي، طبيبة صيدلانية وخبيرة في مستحضرات التجميل العلاجية، من الأضرار الصحية والجمالية التي يُمكن أن تلحق بالجلد جرّاء التعرض المباشر والمطوّل لأشعة الشمس خلال، داعية إلى ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية لتفادي المضاعفات.

وأكدت حجوّجي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن الاحتراق الجلدي يُعد من أبرز المخاطر، خصوصًا في الفترات ما بين الساعة 12 ظهرًا و6 مساءً، حيث يُصاب الجلد بما يُعرف بـ”الحمى الشمسية”، ما يُسبب ارتفاع حرارة الجسم وظهور فقاعات مائية مؤلمة، مشيرة إلى أن تكرار هذه الحروق قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.

كما نبّهت إلى أن التصبغات الجلدية تزداد حدتها في الصيف بسبب تنشيط الخلايا الصبغية (الميلانوسيت)، مما يؤدي إلى ظهور الكلف والبقع الداكنة، إضافة إلى النمش والبقع البنية التي تتكاثر بسبب التعرض المتكرر للشمس دون استخدام واقٍ مناسب.

وأشارت الخبيرة في مستحضرات التجميل إلى أن جفاف الجلد هو من الأعراض الشائعة خلال هذا الفصل، نتيجة فقدان الماء بفعل الحرارة المرتفعة، خصوصًا في غياب كريمات الترطيب والوقاية.

كما شدّدت على أن التعرض المزمن لأشعة الشمس دون حماية يساهم في تسريع شيخوخة الجلد عبر إضعاف إنتاج مادتي الكولاجين والإيلاستين، ما يُعجّل بظهور التجاعيد وعلامات التقدم في السن.

واختتمت حجوّجي حديثها بالتأكيد على أهمية استعمال الواقي الشمسي بشكل يومي، وتفادي التعرض المباشر للشمس خلال الفترات الحرجة، إضافة إلى ضرورة ترطيب البشرة باستمرار للحفاظ على صحتها ونضارتها.

تداعيات صحية

من جانبه، حذّر الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الدكتور الطيب حمضي، من المخاطر الجسيمة التي قد تترتب عن موجات الحرارة، مؤكداً أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي، في غياب الاحتياطات اللازمة، إلى الوفاة أو مضاعفات صحية خطيرة، من أبرزها اجتفاف الجسم (الجفاف) أو الضربة الحرارية، أو حتى كليهما معًا.

وأشار حمضي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” إلى أن هذه الآثار الصحية لا تقتصر على فئة دون أخرى، بل قد تُصيب الجميع، وإن كانت الفئات الهشة، كالمسنين والأطفال، أكثر عرضة للخطر.

وشدّد الدكتور حمضي على أهمية اتباع الإجراءات الوقائية بشكل استباقي، وعدم انتظار ظهور أعراض خطيرة، مثل التعب، الدوار، العطش الشديد، آلام الرأس، التشنجات العضلية، الغثيان، التقيؤ، الإسهال، الهذيان أو فقدان الوعي، إذ قد تكون هذه العلامات مؤشرًا على بداية ضربة حرارة أو اجتفاف متقدم.

أولى النصائح التي قدمها حمضي تتمثل في شرب الماء والسوائل باستمرار، قبل الإحساس بالعطش، مع عدم الاكتفاء بالماء فقط، بل ضرورة تناول عصائر طبيعية، شوربات، فواكه وخضر، لما توفره من أملاح معدنية وفيتامينات ضرورية، داعيا إلى تجنب الشاي، القهوة، والمشروبات السكرية، التي قد تزيد من فقدان السوائل دون تعويض فعلي لها.

النصيحة الثانية التي يعتبرها الدكتور حمضي “بالغة الأهمية”، خاصة بالنسبة لكبار السن، هي ترطيب الجسم خارجيًا بالماء، موضحا أنه يجب، قدر المستطاع، الاستحمام أو رش الجسم بالماء عدة مرات في اليوم، دون تجفيفه بالفوطة، أو تعويض ذلك بـبخاخ مائي أو تبليل الوجه، اليدين، القدمين، وجدع الجسم مباشرة بالماء.

كما نصح بـتعريض الأجزاء المبللة للهواء أو للمروحة الكهربائية أو اليدوية، خصوصًا لدى المسنين، للمساعدة على تبريد الجسم عبر تبخر الماء وسحب الحرارة الداخلية.

للمساعدة في مقاومة تأثير الحرارة، شدد حمضي على أهمية، تناول وجبات خفيفة ومتعددة خلال اليوم، مع التركيز على الخضر والفواكه، الحفاظ على برودة المنازل، من خلال إغلاق النوافذ أثناء النهار لمنع دخول الحرارة، وفتحها خلال الليل أو في الصباح الباكر لإحداث تيار هوائي، واستعمال المكيفات الهوائية أو المراوح قدر الإمكان، خصوصًا بعد ترطيب الجسم بالماء.

وفي هذا الصدد، دعا حمضي إلى توفير مكيفات هوائية داخل مراكز إيواء المسنين والمستشفيات، وإذا تعذر ذلك، تخصيص قاعات مكيّفة يتم التناوب على استعمالها من طرف النزلاء، بمعدل 3 إلى 4 ساعات لكل مجموعة، تفاديًا للإجهاد الحراري.

في ما يخص الخروج خلال فترات الحرارة المرتفعة، أوصى حمضي بتفادي التنقل من الساعة 11 صباحًا إلى التاسعة مساءً، إلا للضرورة القصوى، وارتداء ملابس قطنية، خفيفة، وفضفاضة، وبلون فاتح، وارتداء قبعة كبيرة أو واقٍ للرأس، والابتعاد عن النشاط البدني المرهق، والسير في الظل كلما أمكن، محذرا بشدة من ترك الأطفال، أو المسنين، أو الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة داخل السيارات، حتى ولو لمدة قصيرة، لأن درجة الحرارة داخل المركبات ترتفع بسرعة لمستويات خطيرة.

وفسّر حمضي أن الحرارة تؤدي إلى الوفاة عن طريق سببين رئيسيين أولهما الجفاف حيث إنه نتيجة للتعرق الشديد، يفقد الجسم كميات كبيرة من الماء والأملاح، ما قد يؤدي إلى اختلال في الوظائف الحيوية، خاصة لدى الأطفال، كبار السن، والمرضى.

والثاني، يضيف المتحدث، الإجهاد الحراري، مبرزا أن الجسم يعمل باستمرار للحفاظ على درجة حرارة ثابتة (37 درجة)، ولكن مع استمرار موجة الحرارة، واستحالة التعافي ليلًا، تتراكم علامات الإجهاد، مما قد يُسبب مضاعفات خطيرة على القلب، الكليتين، أو الدماغ، وقد يؤدي إلى الوفاة في الحالات الحادة.

وفي ختام توصياته، شدد حمضي على أهمية الاعتناء الخاص بكبار السن، إذ إنهم، لا يشعرون غالبًا بالعطش، ولا يتعرقون بشكل فعال بسبب تراجع نشاط الغدد العرقية، وبالتالي، تتراكم الحرارة في أجسامهم بشكل أسرع وخطر، ولهذا، أوصى بضرورة تذكيرهم بشرب الماء بشكل دوري، وتبليل أجسامهم، حتى دون انتظار الشعور بالعطش، لتفادي الأخطار التي تهدد حياتهم.