مهني: ارتفاع أسعار الفواكه مرتبط بباعة التقسيط

تشهد الأسواق المغربية خلال صيف هذا العام ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار عدد من الفواكه الموسمية، مثل البطيخ الأصفر، الكرز والخوخ، ما جعلها خارج متناول فئات واسعة من المواطنين، خاصة في ظل موجات الحر المتكررة التي جعلت من الفواكه عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي اليومي للأسر المغربية.
وفي السياق، أكد رئيس جمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، عبد الرزاق الشابي، أن الفواكه متوفرة بكميات وفيرة داخل الأسواق، وأن أثمانها، في أسواق الجملة، تظل “مقبولة إلى حد كبير”، مشددا على أن “الإشكال الحقيقي يكمن في ما يحدث خارج هذه الأسواق، خاصة داخل المراكز التجارية الكبرى والأسواق الوطنية النهائية، حيث ترتفع الأسعار بشكل غير مبرر”.
وأوضح الشابي، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن السبب الرئيسي في هذا الارتفاع يعود إلى “تحرير الأسعار وتعطيل دور القسم الاقتصادي، إضافة إلى غياب اللجان المكلفة بمراقبة الجودة والأسعار”، مما أدى إلى ما وصفه بـ”فوضى التسعير”، مشيرًا إلى أن المراكز التجارية الكبرى أصبحت تعرض منتجات بـ”أسعار خيالية”، تتجاوز في بعض الأحيان ثلاثة أضعاف أسعار الجملة، “دون أن تقابلها جودة مناسبة”.
وذكر المتحدث أن جمعيات من المجتمع المدني سبق أن رصدت تجاوزات كبيرة في إحدى المراكز التجارية القريبة من سوق الجملة، خصوصًا في قسم الخضر، حيث تم تسجيل “فوارق مهولة” في الأسعار، مما دفعها إلى مراسلة السلطات قصد التدخل.
وأشار إلى أن “استمرار هذا الوضع يُثقل كاهل المواطنين ويضغط على قدرتهم الشرائية، في وقت تطورت فيه الثقافة الاستهلاكية، وأصبح المستهلك المغربي أكثر حرصًا على الجودة وبأثمان مناسبة لدخله”.
تفاوت في الأسعار
من جهة أخرى، أبرز المتحدث أن الأسواق المغربية تعرف خلال فصل الصيف وفرة في الفواكه الموسمية، وهو ما ينعكس على الأسعار التي تتأرجح صعودًا ونزولاً بحسب قاعدة العرض والطلب.
وتُسجل الفاكهة المعروفة بـ”السويهلة”، حسب الشابي، أقل الأسعار داخل سوق الجملة، حيث تتراوح بين 1.5 و3 دراهم للكيلوغرام حسب الجودة، فيما يُعرض البطيخ الأصفر بأسعار تبدأ من درهمين، ويرتفع السعر تدريجيًا وفق الجودة والمنطقة المنتجة، أما البطيخ الأحمر فيتأثر سعره بتقلبات التصدير، إذ يرتفع عند الإقبال الأوروبي وينخفض بتوقف إقبالهم بسبب وفرة العرض.
وأشار إلى أن التفاح الصيفي، من جهته، يتراوح سعره بين 4 و9 دراهم للكيلوغرام، غير أنه يُعد أقل صلابة من الأنواع الأخرى ولا يتحمل التخزين لأكثر من 48 إلى 72 ساعة، مما يجعله أكثر عرضة للتلف.
ولفت الشابي إلى أن أسعار الكرز أو ما يعرف بـ”حب الملوك” تختلف بحسب جودته ومصدره، بينما تتراوح أسعار الخوخ بين 6 و11 درهمًا للكيلوغرام، وفقًا للون والنوع والمنطقة المنتجة.
وتبقى قاعدة العرض والطلب حسب المتحدث ذاته، هي المحدد الأساسي للأسعار في أسواق الجملة، فكلما كان العرض مرتفعًا والطلب ضعيفًا، انخفضت الأسعار بشكل ملحوظ، والعكس بالعكس.