story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
ثقافة |

مهرجان كناوة بالصويرة.. أزمة الإيواء تخنق الفرح

ص ص

في كل دورة من دورات “مهرجان كناوة وموسيقى العالم”، الذي أضحى من أبرز المواعيد الثقافية والفنية في القارة الإفريقية والعالم العربي، تتحول مدينة الصويرة إلى قبلة لعشاق النغم الروحي القادم من عمق التراث الإفريقي المغربي.

لكن خلف هذه اللوحة المبهجة، التي ترسمها إيقاعات “القراقب” وأصوات “المعلمين”، تبرز معضلة تؤرق آلاف الزوار: ندرة أماكن الإيواء وتواضع البنية التحتية السياحية.

ومع انطلاق الدورة السادسة والعشرين من المهرجان، والتي تحتضنها مدينة الرياح ما بين 19 و21 يونيو 2025، احتشد عشاق الفن الكناوي من داخل المغرب وخارجه، يحدوهم شغف عميق بحضور هذه التظاهرة العالمية, إلا أن أول ما يصطدمون به فور وصولهم للمدينة، هو رحلة شاقة للبحث عن مأوى، رحلة قد لا تختلف كثيراً عن تلك التي خاضها “المعلمون” الأوائل في تنقلهم من زاوية إلى أخرى لنشر فنهم.

فما أن تحلّ ساعات المساء، حتى تتحول الأزقة الضيقة للمدينة العتيقة إلى مسرح حي لمشهد متكرر كل عام, شبان وعائلات، يحملون حقائبهم، ويجوبون الحارات بحثاً عن فندق أو منزل للإيجار، دون جدوى، أما البعض يفترش الأرض في الحدائق أو ينام على عتبات المنازل، مستسلماً لليل طويل قد لا يحمل لهم دفء سرير، بل الإحباط.

وخلال جولة ميدانية لصحيفة “صوت المغرب” بعد منتصف الليل، رصدت مشاهد تُعبّر عن حجم الضغط الذي تعرفه المدينة، حيث إن الزوار من مختلف جهات المغرب، بل ومن دول أجنبية، يفترشون الأرصفة، ويتوسدون حقائبهم، في ظل نقص مقومات بنية تحتية لاستقبال تليق بحجم مهرجان دولي بهذا الوزن حسب الزوار.

ولحسن الحظ، أن الطقس المعتدل خفف قليلاً من وطأة المشهد، ويقول ياسين، شاب قدم من مدينة أكادير، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، “الوضع لا يُطاق حضرنا في مناسبات سابقة وواجهنا المشكلة نفسها، وكنا نظن أن الأمر تغير، لكن للأسف، المدينة لا تزال عاجزة عن استيعاب هذا العدد الكبير من الزوار”.

وأردف قائلا: “خططت للمبيت ثلاث ليالٍ هنا، لكنني مضطر للعودة بسبب عدم توفر أي مكان للإقامة.”، مطالبا في نفس الوقت بضرورة إيجاد حلول لهذه المعضلة التي أصبحت سمة معروفة عن مدينة الرياح.

ومن مدينة سلا، التقينا ثلاثة شبان أكدوا أنهم قضوا ليلتهم في العراء، بعدما باءت محاولاتهم في العثور على غرفة أو شقة بالفشل، رغم تجوالهم في أحياء متعددة داخل المدينة.

والزوار الذين تحدّثت إليهم صحيفة “صوت المغرب”، أبدوا استياءهم من غياب رؤية واضحة من الجهات المعنية، تواكب حجم المهرجان وتبعاته، فالقدرة الاستيعابية المحدودة للفنادق، وندرة المنازل القابلة للإيجار، تضع الزوار في مأزق سنوي يتجدد، وتحرم العديد منهم من فرصة الاستمتاع الكامل بتجربة المهرجان.

وأشاروا، في هذا الصدد، إلى الحاجة الملحة لمقاربة تنموية وسياحية جديدة تُراعي التزايد السنوي في عدد زوار المهرجان، مستدركين بالقول: فمن غير المعقول أن تبقى مدينة بحجم الصويرة، بتاريخها وجاذبيتها السياحية، عاجزة عن توفير الحد الأدنى من خدمات الإيواء للضيوف الذين يأتون إليها حالمين بسحر الفن الكناوي، فيغادرونها مثقلين بخيبة عدم إيجاد مأوى.

وفي السياق، تستضيف الدورة ال26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم التي تقام من 19 إلى 21 يونيو الجاري بالصويرة، 350 فنانا، من بينهم 40 معلما كناويا، يقدمون 54 حفلا موسيقيا على مدار ثلاثة أيام مكثفة من العروض بين الحفلات الكبرى في الهواء الطلق والعروض الموسيقية الوترية، إضافة إلى العروض في الأماكن التراثية مما يوفر تجربة موسيقية متكاملة في أوقات مختلفة من النهار والليل.

وأفاد بلاغ للمنظمين، بأن مدينة الصويرة باحتضانها لتظاهرة ثقافية استثنائية من 19 إلى 21 يونيو، تتحول إلى منصة عالمية للتلاقح الموسيقي والحوار الثقافي، حيث يتجاوز هذا الحدث مفهوم المهرجان التقليدي ليصبح تجربة روحية وإنسانية شاملة، حيث يجتمع معلمو فن كناوة – حماة التراث الروحي الأصيل – مع نجوم الموسيقى العالمية في لقاء فريد يمتد لثلاثة أيام.

وانطلق فعاليات المهرجان بموكب افتتاحي يعج بالإيقاعات والرموز التراثية، حيث يجوب جميع معلمي كناوة شوارع الصويرة في مشهد يجسد الفرح الشعبي والوحدة الروحية، ويمهد هذا الموكب الطريق لأجواء احتفالية تتميز بطابعها البهيج والروحاني والعالمي.