story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
إعلام |

من المدرسة إلى المنصات الرقمية.. خبراء يناقشون مقاربات مواجهة الأخبار الزائفة

ص ص

في سياق التحولات الرقمية المتسارعة، وما رافقها من انتشار واسع للأخبار الزائفة والمعلومات المضللة، اجتمع خبراء الإعلام والقانون والتعليم في لقاء وطني بعنوان “محاربة الأخبار الزائفة: مقاربات ورؤى متقاطعة”، لمناقشة التحديات وآليات المواجهة على المستوى الوطني والدولي.

وشدد المشاركون، في جلسة نقاشية، يوم الأربعاء 17 دجنبر 2025 بالرباط، خاصة بـ”الوقاية من الأخبار الزائفة: التربية على وسائل الإعلام والمواطنة الرقمية”، على أن الأخبار الزائفة لم تعد مجرد تهديد إعلامي، بل أصبحت مسألة تربوية وقانونية واجتماعية.

في هذا الصدد، عدد الكاتب العام للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، فؤاد شفيقي، مجموعة من أشكال الأخبار الزائفة، على مستوى المنظومة التعليمية بدءا بالإشاعات المرتبطة بالمباريات، أو أخبار الامتحانات، إلى المنشورات المتعلقة بالبنايات والتجهيزات المدرسية، وحتى بالتلاميذ أنفسهم “ما قد يلحق أضرارًا نفسية”.

وشدد شفيقي على ضرورة أن تبدأ التربية الإعلامية منذ روض الأطفال وصولاً إلى نهاية التعليم الإلزامي على الأقل في سن 16 عامًا، مؤكدًا أن المعلم وحده لا يستطيع تغطية هذا المجال، إذ يحتاج إلى هيئات متخصصة مثل المجلس الأعلى للتربية الإعلامية في بلجيكا، الذي يضم خبراء ومتخصصين لدعم المدارس في إنتاج محتوى متجدد ومتكامل.

وأضاف أن الأمر يتطلب آلية مؤسساتية تشرك قطاعات التربية الوطنية، التعليم العالي، والتكوين المهني، لضمان تحديث مستمر للمحتوى المتعلق بالتربية الإعلامية والتكنولوجيا الرقمية.

من جهته، أشار صانع المجتوى مصطفى الفكاك “سيونغا”، إلى أن الأخبار الزائفة تنتشر بسرعة هائلة بسبب إثارة المشاعر، سواء غضب، فرح، أو استياء، وليس بسبب مضمونها أو قيمتها المعلوماتية.

وأوضح أن الخوارزميات الرقمية تركز على المحتوى المثير، مما يجعل الموضوع المهم ثانويًا، وأكد أن بعض الأحزاب تستغل هذه الآلية للتشهير والتضليل.

ولفت أيضا إلى أن الفراغ التواصلي يعد هو الآخر أحد عوامل انتشار الأخبار الزائفة، مؤكدًا الحاجة إلى آليات تنظيمية واضحة للفضاء الرقمي للحد من الفوضى الإعلامية.

بدوره، أكد مدير التواصل والعلاقات مع الفاعلين الإعلاميين بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، مصطفى أمجار، أن التواصل الفعال يجب أن يتم ضمن بيئة سليمة، مع فاعلين معروفين وأدوات واضحة وجمهور محدد.

وأوضح أن الأخبار، حتى بعد تصحيحها في الإعلام التقليدي، قد تخضع لاحقًا للتحوير أو التضليل عند إعادة نشرها في الفضاء العام، مشيرًا إلى أن التدخلات الخارجية تمثل أحد أعمق التحديات في هذا المجال.

ومن جانبه، أشار مسؤول قسم التواصل والإعلام بمكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” لمنطقة المغرب العربي، ليم مينغ كوك، إلى أن “اليونسكو” نادرًا ما تستخدم مصطلح “الأخبار الزائفة”، معتبرة أنه يفتقر للدقة، مفضلة التركيز على التثقيف الإعلامي، الذي يشمل مجموعة من المهارات لفهم المعلومات والتحقق منها وإنتاجها ومشاركتها بطريقة نقدية.

وطرح كوك أمثلة عملية: هل يمكن للمستخدم التحقق من صحة الصور أو الفيديوهات المتداولة عبر واتساب أو تحديد ما إذا كان محتوى ما قد تم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ مؤكدا أن “اليونسكو” توفر تدريبات وموارد مجانية متعددة اللغات لتطوير هذه المهارات لدى الجمهور.

ومن جهتها، ترى ياسمين لعبي، صحافية متخصصة في الاستقصاء الرقمي، أن العاملين في مجال التحقق من الأخبار يواجهون تضييقًا متزايدًا على جهودهم، بما في ذلك قيود على السفر أو الوصول إلى مصادر المعلومات.

وأشارت إلى أن تدفق الأخبار المضللة الهائل والخوارزميات وتقنيات الذكاء الاصطناعي يجعل مهمة التنبؤ بالأخبار الزائفة والاستجابة لها أكثر تعقيدًا.

وخلصت إلى أن الدعم المؤسسي لهذه المؤسسات ليس مادياً فقط، بل بالاعتراف الرسمي بدورها ومجهودها في التحقق والتثقيف الإعلامي.