منير القادري بودشيش يختار “حلا ثالثا” لتجنب صراع خلافة الزاوية البودشيشية

قرر منير القادري بودشيش، شيخ الزاوية القادرية البودشيشية، اللجوء إلى خيار “الحل الثالث” فيما يتعلق بمشيخة الزاوية البودشيشية، والمتمثل في التنازل عن موقع القيادة الشكلية مع الاستمرار في خدمة الطريقة ومبادئها، وذلك “للحفاظ على وحدتها ومكانتها الروحية”.
وفي هذا السياق، قال القادري في أول خروج إعلامي له السبت 16 غشت 2025، إنه اتخذ هذا القرار بعدما “لاحظ نوعا من التشردم والانقسام”، مضيفا أن الطريقة “أصبحت مادة إعلامية لمن يفهم التصوف ولا يفهمه ومن يريد أن يسيء إليه”.
وأكد أن البودشيشية “كانت دائما طريقة كونية متبعة للكتاب والسنة”، مشددا على أن “حب الرئاسة هو رأس كل الخطايا”، وأن الهدف “ليس دنيويا سياسيا، بل أن نكون فقراء إلى الله”.
كما أوضح أن قراره لا يعني نهاية الدور الروحي للطريقة، بل “إعادة مكانتها وهيبتها، وتقديم درس في الأخلاق والقيم لكل من يهمه الأمر”، مؤكدا أن البودشيشيين سيظلون “مجندين وراء صاحب الجلالة، وممتثلين لاختيارات أمير المؤمنين سواء كانت لسيدي معاذ أو لغيره”.
وختم بالقول: “سنبدأ صفحة جديدة، صفحة الولاء والوفاء لسر هذه الطريقة ومشيختها وشيوخها، حتى تظل حاضنة للقيم الأخلاقية السامية، ومستمرة في نهجها الروحي والإشعاعي”.
وخيمت سحابة من الغموض حول مستقبل قيادة الزاوية القادرية البودشيشية بعد رحيل شيخها جمال الدين بودشيش القادري، وسط بروز جدل بين مريدي الزاوية بشأن من يتولى مقام شيخ الطريقة بين نجلي الشيخ الراحل جمال الدين، معاذ ومنير، رغم ورود وصية تُسمّي هذا الأخير.
وتداول مريدون في الطريقة بلاغات متباينة، بين ما يفيد بترك شيخ الطريقة منير بودشيش القادري مشيخة الزاوية لصالح أخيه معاذ “خوفًا من التشرذم”، وما ينفي هذه الخطوة متهمًا جهات “تسعى لشق الصف وتقسيم الطريقة”.
وبين هذا وذاك، فسّر متابعون لشأن الطريقة الصوفية المغربية هذه الحالة بوجود صراع داخلي حول من يتولى مشيخة الزاوية القادرية البودشيشية بعد الشيخ الراحل جمال الدين.
وتوفي شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، جمال الدين بودشيش القادري، يوم الجمعة 8 غشت 2025 بالمستشفى العسكري بالرباط، عن عمر يناهز 83 سنة، وذلك بعد معاناة مع المرض.
وكان شيخ الطريقة القادرية البودشيشية قد تعرض لوعكة صحية بعد أيام من مشاركته في إحياء الذكرى الثامنة لوفاة والده، الشيخ حمزة بودشيش القادري، بمقر الزاوية في مداغ بإقليم بركان، وقد تم نقله في أبريل إلى المستشفى العسكري بالرباط على متن مروحية طبية تابعة للدرك الملكي، لمتابعة حالته الصحية بشكل دقيق.