ملف “إسكوبار الصحراء”.. شهادة صهر الناصري تثير استغراب القاضي

استمعت محكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء، يوم الخميس 16 أكتوبر 2025، إلى شهادة صهر سعيد الناصري (ع.ح)، على خلفية ما يعرف إعلاميا بقضية “إسكوبار الصحراء”، التي يتابع فيها سعيد الناصري الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي لكرة القدم إلى جانب عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق.
وبعد أدائه اليمين، أدلى الشاهد الذي يدعى (ع.ح) بشهادته التي وصفها رئيس الجلسة، القاضي علي الطرشي، بأنها “متناقضة”.
ويبدو أن توتر الشاهد أنساه قرابته بسعيد الناصري، بحيث أنه بعد أن سأله القاضي عما إذا كانت هناك عداوة أو قرابة تربطه بالمتهم، نفى أن تكون هناك أية عداوة أو حتى قرابة.
ليتدخل ممثل النيابة العامة قائلا: “في الواقع، الشاهد هو صهر سعيد الناصري”، ليعود القاضي ليسأل الشاهد: “هل نسيت قرابتك للمتهم؟”، فأجابه الشاهد: “لم أسمع جيدا”.
وذكّر القاضي علي الطرشي الشاهد بأقواله لدى الضابطة القضائية، حين صرح: “إنه عُين مديرا للمركب الرياضي لنادي الوداد محمد بنجلون من قبل سعيد الناصري، وتتمثل مهمته في تسيير شؤون جميع المستخدمين في المركب، إلى جانب السهر على تدبير أوضاعه”.
غير أن الشاهد نفى تصريحه السالف الذكر، موضحا أن “لا مهمة لي في النادي، مهمتي لا تتعدى أنني أساعد سعيد الناصري، أتردد بين الفينة والأخرى على منزله، وأحيانا أحضر إلى المركب، في حالة ما إذا احتاجني العاملون لقضاء بعض الأغراض”، موضحا أنه كان يتقاضى مقابل ذلك راتبا “يتراوح ما بين 2000 و4000 درهم، من طرف سعيد الناصري وليس من طرف نادي الوداد الرياضي”.
وعرّج القاضي على موضوع السيارات النفعية المتواجدة داخل مركب بنجلون، والتي يقول الحاج إبراهيم المالي، تاجر المخدرات الملقب بـ”إسكوبار الصحراء”، إنها في ملكيته، وإنه فشل في الحصول على شهادة المطابقة لها، وتركها لسعيد الناصري الذي أبقاها بالمركب.
وفي هذا الإطار، استفسر القاضي، صهر الناصري، عن أنواع هذه السيارات، فأجابه الشاهد أنها من نوع “كيا” و”هيونداي”، لافتا إلى أنه لا يعرف من هو صاحبها. غير أنه لما عرضت صورها على شاشة إلكترونية داخل القاعة، نفى الشاهد علمه بهذه السيارات.
وتابع القاضي، مسائلا الشاهد (ع.ح): “هل كذبت عليك الضابطة القضائية؟”، أجابه: “الله أعلم”. فعاد القاضي قائلا: “أديت اليمين، انتبه لعواقب شهادة الزور”.
وعن ألوان هذه السيارات، قال إن هناك سيارات بألوان مختلفة، منها الحمراء والرمادية والبيضاء، لكن الشاهد نفسه صرح لدى قاضي التحقيق بأنها كلها بيضاء.
وتبعا لذلك، سأله القاضي: “هل نسيت ذلك؟ ولماذا لم تخبر قاضي التحقيق بهذه الألوان؟” وأضاف: “تصريحاتك متناقضة ما بين الشرطة وقاضي التحقيق والمحكمة”، ليجيبه الشاهد: “أقول لكم الحقيقة”.
وفيما يخص السيارة التي يستعملها الشاهد لقضاء أغراض شخصية لسعيد الناصري، والتي يصرح “إسكوبار” لدى الشرطة أنها في ملكيته وقد تركها لسعيد الناصري، أمر هذا الأخير صهره بالتخلص منها، حينما سمع الناصري أنه يخضع للتحقيق، غير أن المتهم نفى أمام القاضي هذه المعطيات.
وحينما استفسره القاضي عن بطاقتها الرمادية، رد عليه الشاهد بالقول: “لم يسبق لي أن رأيتها أو اطلعت عليها”، وهو الأمر الذي أثار استغراب القاضي.
هذا الشاهد، بحسب تصريحه للمحكمة، كان ضابطا في جهاز القوات المساعدة. استفسره القاضي عن الشهادة التي التحق بها لولوج سلك القوات المساعدة، فرد عليه بالقول: “ولجت جهاز القوات المساعدة بشهادة ابتدائية سنة 1976، ومنذ ذلك التاريخ، كنت في كل مرة أترقى إلى أن وصلت إلى رتبة ضابط، وأنا حاليا متقاعد منذ سنة 2012”.
وبخصوص فيلا “كاليفورنيا” التي يتهم “إسكوبار الصحراء”، سعيد الناصري بالسطو عليها، أجاب الشاهد بأنه لم يذهب إليها يوما، لكنه سمع عنها.
وفي المقابل، استدعى القاضي سعيد الناصري الذي بدا غاضبا من شهادة صهره، قائلا “هذا السيد لم يكن متواجدا خلال الفترة التي تفجر فيها موضوع السيارات السالفة الذكر، أي خلال سنتي 2013 و2014″، قبل أن يقاطعه القاضي: “إذن هو يشهد زورا؟”، فشدد الناصري على كلامه بأن صهره “لم يكن حاضراً أو مطلعا على الأحداث، بل كان مكانه شخص آخر يدعى (ع.ب)”.