مغاربة ينددون من الدار البيضاء بجرائم الاحتلال في قطاع غزة

ندد عشرات المغاربة، في وقفة شعبية بساحة الأمم المتحدة بمدينة الدار البيضاء مساء الجمعة 1 غشت 2025، بالجرائم الإسرائيلية التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المدمر بشكل متواصل منذ ما يقرب من سنتين، معبرين عن تضامنهم مع سكان غزة في وجه سياسة التجويع والتقتيل والحصار التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر منذ أكثر من 18 سنة.
ورفع المشاركون في الوقفة، التي نظمتها المبادرة المغربية للدعم والنصرة وفاءً لأرواح شهداء غزة، شعارات قوية تندد بالمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال، وبالحصار الخانق المفروض على القطاع، كما عبّروا عن إدانتهم لما وصفوه بـ”التجويع الممنهج” الذي يستهدف المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء.
وفي هذا الصدد، قال محسن بن خلدون، عضو المكتب التنفيدي حركة التوحيد والإصلاح، إن “هذه الوقفة جاءت للتنديد بالأعمال الإجرامية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة بشكل خاص، وفي عموم فلسطين بشكل عام”.
واستنكر بن خلدون في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” سياسة التجويع الممنهج، وهندسة الحصار الغذائي، التي بلغت مستويات لا تُطاق، مشيرا إلى أن ذلك أصبح محل رفض من عموم الجماهير ومحل إدانة من المجتمع الدولي بأسره.
وفي غضون ذلك، جدد المتحدث دعمه لنضال الشعب الفلسطيني، وتشبثه بعدالة القضية الفلسطينية، آملا في أن تشكل هذه الوقفة الرمزية، حلقة من حلقات التعاطف الشعبي العربي والإسلامي مع هذه القضية العادلة.
ودعا بن خلدون كل الدول العربية والإسلامية وكافة أحرار العالم إلى الاتحاد من أجل التحرير الكامل للأراضي الفلسطينية، وللمسجد الأقصى المبارك.
ومن جانبها، أشادت إيمان طريفي، عضو الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بجهة الدار البيضاء-سطات وعضو المكتب الوطني لشبيبة الحزب، بالمواقف الشعبية والرسمية المساندة للقضية الفلسطينية، مؤكدة أن الوقفة تأتي امتداداً لسلسلة من التحركات التضامنية، وعلى رأسها الاعتصام الذي شهدته المدينة قبل أسبوع، وذلك دعماً لصمود الشعب الفلسطيني وتنديداً بجرائم الاحتلال المتواصلة ضد المدنيين، خاصة في قطاع غزة.
وأكدت طريفي، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن ما يتعرض له سكان القطاع من تجويع ممنهج يرقى إلى مستوى جريمة حرب، مشددة على أن ما يشهده العالم اليوم من صمت وتواطؤ أمام هذه المأساة الإنسانية يمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي.
وفي هذا الإطار، ثمنت المتحدثة تضحيات الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، مشيدةً بالشهيد القائد إسماعيل هنية “أبو العبد” في ذكراه السنوية، إذ اعتبرت أن إحياء هذه الذكرى بمدينة الدار البيضاء “هو تجسيد حقيقي لرفض ساكنة المدينة لجرائم الإبادة الجماعية وحرب التجويع التي يقودها الكيان المحتل”.
كما أشادت في نفس الوقت بالمبادرة الإنسانية للملك محمد السادس بإرسال المساعدات لغزة، ووصفتها بـ”الاستثنائية”، داعية باقي الدول إلى الاقتداء بها والانخراط الجاد في جهود فك الحصار وإنهاء المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وفي سياق متصل، دعت طريفي الدولة المغربية إلى مراجعة علاقاتها الديبلوماسية مع إسرائيل، معتبرةً أن “الاستمرار في هذه العلاقة لا ينسجم مع المواقف المشرفة التي عبّر عنها المغرب تاريخياً تجاه فلسطين”.
وأشارت في هذا السياق إلى “الموقف البطولي للصحافي المغربي محمد البقالي، الذي اعتبر أن وقوف الدولة المغربية إلى جانبه في محنته يمثل دليلاً على التزام رسمي بقضايا الأمة”.
كما وجهت المتحدثة نداءً إلى الدول التي أبدت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين، وعلى رأسها فرنسا، للتسريع في اتخاذ هذه الخطوة دون شروط مسبقة، ودون الزج بالمقاومة الفلسطينية في خانة “الإرهاب”، أو التركيز الحصري على الأسرى الإسرائيليين دون الإشارة إلى آلاف الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال.
واعتبرت أن مثل هذا الاعتراف يجب أن يكون مبدئياً ومنسجماً مع قرارات الشرعية الدولية، وبعيداً عن أية مقايضات سياسية، “خاصة في ظل التعنت الأمريكي والإسرائيلي الرافض لأي تسوية توقف العدوان وتنهي الحرب”.
وختمت طريفي تصريحها بالتشديد على ضرورة توحيد الصف الوطني الفلسطيني وتكثيف الجهود الشعبية والرسمية عربياً وإسلامياً من أجل دعم مقاومة الشعب الفلسطيني حتى تحقيق استقلاله الكامل وإقامة دولته على كامل أراضيه وعاصمتها القدس الشريف.