مغاربة يتظاهرون أمام السفارة المصرية احتجاجاً على تجويع غزة

تظاهر عشرات النشطاء المغاربة في وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية بالعاصمة الرباط للمطالبة بفتح معبر رفح وفك الحصار عن قطاع غزة المحاصر من طرف الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 18 سنة، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية واستمرار الحرب الهمجية الإسرائيلية على القطاع للشهر الثاني والعشرين على التوالي.
وحمل المتظاهرون في الوقفة الاحتجاجية، يوم الأربعاء 30 يوليوز 2025، الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بشعارات تندد باستمرار الجمهورية المصرية والاحتلال الإسرائيلي في إغلاق معبر رفح، والحيلولة دون مرور المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين بالقطاع المدمر.
كما رددوا شعارات من قبيل “لا للتجويع” و”لا للإبادة”، مع قرع الأواني الفارغة من أجل التنبيه إلى خطر التجويع في غزة، وسط تطويق أمني مكثف.
وفي هذا الصدد، قال الناشط إسماعيل الغزاوي، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن هذه الفعالية الشعبية تأتي للمرة الثانية، “استجابةً لنداء الجوع في غزة الجريحة، التي ما زالت تتضوّر جوعًا للشهر الرابع على التوالي”.
وأضاف الغزواي قائلاً: “جئنا لنُسمع كلمتنا أمام السفارة المصرية، لما لها من رمزية، لأنه لا يُعقل أن معبر رفح لا يزال مغلقًا في وجه الأبرياء والجوعى”.
وأشار إلى أن ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية في ازدياد بسبب الجوع والعطش، وذلك بمعدل 14 إلى 16 حالة في اليوم، في الوقت الذي “لا أحد يُحرّك ساكنًا”، مشيراً إلى أن كل من يتواطأ، وكل من يملك القدرة على تقديم العون ولا يُقدّمه، “يعد شريكًا وتجب محاسبته”.
وشدد على أن المحاسبة تتم بطريقة سلمية، مشيراً إلى أنه ينبغي أن يتم إنهاء هذه المأساة. وقال: “نُريد من الحكومات العربية خاصة أن تُصغي لصوت الشعوب”، منبها إلى أنه “قد بلغ السيل الزبى، ولا بد من أن تصل الرسالة لمَن بيده القرار بأنه عليه أن يتحرّك”.
من جانبه، طالب أنس لحلو، وهو أستاذ جامعي، بفتح المعابر اتجاه غزة، وفك الحصار عن القطاع، “حتى يطعم أهل غزة مما نطعم ويشربون مما نشرب”.
وأضاف لحلو: “لن تُثنينا عن احتجاجنا بعض الحركات الإعلامية الرخيصة، التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع”، مشيراً إلى أنه يسمح فقط بدخول خمسين شاحنة غزة يوميًا”، في حين أن سكانها” بحاجة إلى أكثر من ألف شاحنة يوميا”.
وبخصوص مؤتمر نيويورك، الذي عقد بداية الأسبوع الجاري من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية ومشروع حل الدوليتن، قال لحلو، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب” إنه بعدما فشلوا في حرب الإبادة، “ها هم يبدؤون حربًا جديدة هناك وهي حرب ‘الاحتواء’ تمهيدًا لإبادة أخرى”.
ووجه الأستاذ الجامعي، المشارك في الوقفة أمام السفارة المصرية، رسالة إلى المجتمع الغربي، قائلاً :”كما أنكم لن تقبلوا أن يكون في وسط أوروبا كيانٌ لا يمتّ لثقافتكم بصلة، لا من قريب ولا من بعيد، ولن يغيّر من ذلك شيئًا كونه يملك دولة كاملة أو حتى نصف دولة. فكذلك نحن في العالم العربي والإسلامي، لن نقبل بوجود كيان سرطاني في وسطنا”.
وأشار إلى أن هذه الوقفات “شكلت نوعًا من الضغط، ليس فقط على الأنظمة، بل حتى على الكيان الصهيوني نفسه”. ولهذا هو يحاول -على حد تعبيره- شن حملة إعلامية مضادة، “لكنها لا تزال بعيدة كل البعد عن التأثير الحقيقي”.