مع ربطها بالتطبيع مع إسرائيل.. واشنطن تحتفي بقدم صداقتها مع المغرب

مع اقتراب تخليد الولايات المتحدة مرور قرنين ونصف على استقلالها، يحتفي الأمريكيون بعلاقاتهم مع المغرب، باعتباره “أقدم صديق لأمريكا”، منذ أن قدّم “أول اعتراف رسمي بالأمة الجديدة من قبل قوة أجنبية”، كما ورد في تقرير حكومي في إشارة إلى السلطنة الشريفة بقيادة السلطان العلوي محمد الثالث.
ومع سرده قصة العلاقات المغربية الأمريكية، حرص التقرير، الذي نشره الموقع الحكومي “شير أمريكا” (ShareAmerica)، على ربط هذه الصداقة في الوقت الحالي بصراحة بالتطبيع مع إسرائيل.
وقال الموقع، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، إنه في عام 2020 قام المغرب بتطبيع علاقاته مع إسرائيل في إطار اتفاقيات أبراهام، بوساطة أمريكية.
وفي هذا الصدد، أشاد وزير الخارجية ماركو روبيو بدرو، في أبريل 2025، بحسب الموقع ذاته، بدور المغرب الذي وصفه بـ”القيادي” في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قائلاً إنه “يساهم في غدٍ أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين وجميع شعوب المنطقة”.
وبخصوص العلاقات التاريخية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، أشار موقع “شير أمريكا” إلى أنه مع استعداد واشنطن للاحتفال بالذكرى الـ250 لتأسيس الدولة في العام المقبل، يظل المغرب “صديقًا قديمًا”.
وفي هذا السياق، نقل الموقع عن السفير المغربي لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني، قوله: “إنها صداقة فريدة امتدت عبر القرون، متجاوزة الجغرافيا والحدود”.
وسرد الموقع كرونولوجيا لأبرز المحطات التاريخية التي دشّنت العلاقات بين الدولتين الأطلسيتين، بدءًا من دجنبر 1777، “عندما كانت الولايات المتحدة تقاتل من أجل الاستقلال عن بريطانيا”، حينها كان السلطان محمد الثالث قد أعلن عن سماحه للسفن التي ترفع العلم الأمريكي بالدخول إلى الموانئ المغربية بحرية.
وقال الموقع إنه على الرغم من أن إقامة علاقة رسمية استغرقت عدة سنوات، فإن مبادرة السلطان المغربي، التي هدفت إلى “تشجيع التجارة”، كانت أول اعتراف رسمي بالأمة الجديدة من قبل قوة أجنبية.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية حينها، بحسب المصدر ذاته، بطيئة في إقامة علاقات تجارية مع المغرب على الرغم من اهتمام السلطان، إلى أن أعرب المؤتمر القاري الثاني، في عام 1780، عن رغبته في السلام والصداقة، مع تأجيل إقامة علاقات تجارية رسمية.
واحتفى الموقع في هذا الصدد بحجم التبادل التجاري بين البلدين اليوم، مشيرًا إلى أنه بلغ أكثر من 7 مليارات دولار في عام 2024. وعدّ استثمارات الشركات الأمريكية في المغرب من بين أعلى الاستثمارات الأجنبية فيه، إذ تحتل الولايات المتحدة مكانة ضمن الدول الخمس الأولى المستثمرة في البلاد.
ولإجبار الولايات المتحدة الأمريكية على التفاوض، استولى المغرب في أكتوبر 1784 على سفينة تجارية أمريكية، لتبدأ المحادثات بين الجانبين، وهو ما أدى بالفعل، في نهاية المطاف، إلى توقيع معاهدة السلام والصداقة بين واشنطن وفاس عام 1786، مما أسهم في تأسيس لأطول علاقة ثنائية رسمية في تاريخ الولايات المتحدة.
وخلال السنوات التالية، منح المغرب الولايات المتحدة أحد أرقى المباني في طنجة ليكون مقرًّا للوفد الأمريكي، فكانت طنجة محجًّا للدبلوماسيين الأمريكيين لمدة 140 سنة، من عشرينيات القرن التاسع عشر حتى ستينيات القرن العشرين.
وأصبح هذا المبنى اليوم متحفًا، إذ يُعد الموقع التاريخي الوطني الأمريكي الوحيد الذي يقع خارج الولايات المتحدة، كما يُشكّل “رمزًا دائمًا لعلاقة خدمت كلا البلدين”، بحسب المصدر ذاته.
وجاءت الحرب العالمية الثانية، فصار المغرب موقعًا “لتمركز القوات الأمريكية لقتال الغزو النازي وصده عن شمال إفريقيا”، يقول موقع “شير أمريكا”، ويضيف، مشيرًا إلى تطور العلاقات العسكرية: “اليوم يجري المغرب والولايات المتحدة تدريبات عسكرية مشتركة، وهما شريكان في مكافحة الإرهاب”.