story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رأي |

مستشفى لآلة عائشة بمدينة تمارة يخاطب ساكنة عمالة الصخيرات تمارة: الأفضل لكم لا تمرضوا !!..

ص ص

وسط مدينة تمارة توجد بناية المستشفى الإقليمي لالة عائشة توحي، من الوهلة الأولى، بأنها استجابة لحاجة ملحة في الرعاية الصحية. لكنها في الحقيقة، ليست سوى إسمنت مكسوّ بألوان زاهية بلا روح، يمثل نموذجًا مأساويًا لفشل في ربط البنية التحتية بالهدف الإنساني الذي شُيّدت من أجله، الذي انتظرته ساكنة الإقليم أزيد من عشر سنوات عَمَّرَ حلم افتتاحه لثلاث ولايات حكومية برغم أن المنطقة تضم رقما مهما من الكثافة السكانية: 783,457 نسمة حسب إحصاء 2024،

إلا أن الحق في العلاج ما زال ترفًا مؤجلًا وحلماً مكسورًا، على عتبة المستشفى الإقليمي لالة عائشة، لا تتوفر فيه أدنى شروط الاشتغال، فلا طواقم طبية تكفي الخصاص الحاصل حسب التخصصات، ولا معدات علاجية، ولا حتى أدوية أساسية، ناهيك عن الخصاص في غياب سيارات إسعاف بالمستشفى الإقليمي قد تنقذ روحًا في لحظة حرجة .

فالواقع هنا، ليس مجرد خصاص، بل وجه صارخ للا مبالاة هيكلية، وعجز مؤسساتي عن ملامسة أولويات الإنسان، حلم افتتاح المستشفى الإقليمي لالة عائشة وُلد مشلولًا، لا يسعف، لا يحمي، لا يُداوي، وهو ما يطرح علامات استفهام حارقة حوله :

أين الخلل؟ أين تتبخر الميزانيات؟

ولماذا يستمر المواطن بعمالة الصخيرات تمارة خارج نطاق أولويات التنمية؟

لفهم فضائح الواقع الصحي بالإقليم يكفي فقط من مسؤولي بمقر عمالة الصخيرات تمارة أن يفتحوا نوافذهم المطلة على شرفات المستشفى الإقليمي لالة عائشة لمشاهدة واقع خدمات المستشفى الإقليمي أمام أعينهم و بالمباشر.

لا يحتاجون أن يرفعو للسيد العامل عمالة الصخيرات تمارة تقارير عن الوضع الصحي و لا تقارير عن خدمات المستشفى لالة عائشة ولايحتاجون عروض عبر Datashow المقدمة من طرف مصالح المديرية الإقليمية لوزارة الصحة.

لتشاهدو الوضع الصحي على المباشر سيظهر لكم :

  • أن السيد السيكيرتي هو الطبيب و البناج و هو من يقرر في مواعيد المرضى هو “مول ساروت السبيطار” “داير فيها passe-partout”
  • ستشاهدون منذ ساعات الفجر عند مدخل باب المستشفى عند قارعة الطريق العام العديد من المرضى الذين يفترشون الأرض لعدم وجود أسرة وضرب مواعيد العلاج و التشخيص.
  • صورة قاتمة تتجسد في كثير من الصور، وأبرزها اعتماد مواعيد الفحص وإجراء العمليات في آجال بعيدة جدا إذ تمتد لشهور كثيرة. بمعنى “سير حتى تبرا و أجي لسببطار”.

هاته المشاهد اليومية كافية لإدراك مدى تردي الوضع الصحي بالمستشفى الإقليمي لالة عائشة، بعدما يُشاهد مسؤولي عمالة الصخيرات تمارة هاته المشاهد على المباشر.

ما يجري في مستشفى الإقليمي لالة عائشة ليس مجرد اختلال تقني، بل إخفاق أخلاقي في ضمان الحق في الصحة، وهو حق دستوري.

لا يجب أن يُختزل في جدران بلا مضمون إن ما نحتاجه اليوم ليس فقط بنايات إسمنتية، بل رؤية تُعلي من قيمة الإنسان، وتعترف بحقه في علاج كريم، دون تمييز بين المركز والهامش، بين المدينة و دواوير لمخاليف بجماعة سيدي يحيى .

فما يسجل على واقع الصحة بعمالة الصخيرات تمارة هو أن الصحة والعلاج لا يفتقدان إلى المال والإمكانات المادية. لكن إهدار ما هو متاح من إمكانيات وما تعتمده الإدارة الإقليمية للقطاع من نظام يؤدى إلى الدائرة المغلقة،

عندما نقف على اللازمة المتداولة والتي تقول: يُعتبر الحق في الصحة، بما يشمل الحق في الحصول على الرعاية الصحية المقبولة، والميسورة التكلفة، وذات الجودة المناسبة في التوقيت المناسب، أحد حقوق الإنسان المعترف بها دوليًا، خاصة وأن التطبيب مرتبط بدرجة قوية بالحق في الحياة، إذ أن عدم توفر العلاج يعني معاناة المريض وموته، في الوقت الذي كان بالإمكان إنقاذ حياته لو توفرت الخدمة الصحية الجيدة في الوقت المناسب!”

سنقتنع بأن أجمل ما يمكن أن يحدث لك في عمالة الصخيرات تمارة، هو ألا تمرض! فحالة المستشفى الإقليمي لالة عائشة كارثية إلى آجل غير مسمى.

*سعيد بولخير