مرعي: الإعلام الغربي خذلنا والمغاربة قدموا قيما تُعبّر عنا وتُشبهنا

شدد مدير المبادرات الإعلامية في معهد الجزيرة للإعلام، منتصر مرعي، على أهمية امتلاك نموذج ناجح في مجال الصحافة والإعلام بالمنطقة العربية، على نهج النجاح الذي حققه “أسود الأطلس” في مونديال قطر سنة 2022، والقيم النبيلة التي قدمها لاعبوه، والتي “تعبر عنا وتشبهنا”، بعيدا عن النموذج الغربي في الإعلام، الذي أكد أنه “خذلنا في غزّة والسودان وسوريا في كل مكان”.
وجاء ذلك ضمن كلمةٍ له، خلال افتتاح الدّورة الرابعة لمبادرة «سفراء الجزيرة»، التي انطلقت يوم الإثنين 19 ماي الجاري، بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، بمدينة الرباط.
وقال منتصر إنّ “أحلام شعوبنا تُوجد، دائماً، في القمة.. إنها أحلام كبيرة”، مستحضراً، في هذا السياق، التّجربة المشرّفة التي قدّمها المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، ضمن نهائيات كأس العالم، في قطر، سنة 2022.
وأضاف أنّ المنتخب المغربي قدّم للعالم “قيّمنا في الأسرة والأخلاق، ورفع علم فلسطين في الملعب”، مردفا: “أتذكر أن جيلنا، كان يعرف رونالدو ومارادونا وسكيلاتشي، أمّا اليوم لدينا نماذج مُختلفة؛ فأولادنا الصغار يعرفون زيّاش ومزراوي وحكيمي”.
واعتبر أنّ المغاربة قدّموا في نهائيات كأس العالم “قيما حقيقية، قيما تُعبّر عنا وتُشبهنا، وأثبتوا أننا قادرون على الوصول، وهذا ينطبق على الصحافة كذلك.. لدينا نموذج في الجزيرة التي تضم أبناء المغرب الرائعين”.
التكوين المستمرّ والتطوّر التكنولوجي
ومن جانبه، اعتبر رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنّشر، يونس مجاهد، أن تنظيم الدورة الرابعة للمبادرة، تُعدّ برهانا للنّجاح، موضحا أنه “نجاح للعمل المشترك بين معهد الجزيرة والمعهد العالي للإعلام والاتصال والمجلس الوطني للصحافة، والذي يدخل في إطار التكوين”.
وفي هذا الصدد، أورد يونس مجاهد، ضمن كلمةٍ له، أنّ الصحافة تُواجه، اليوم، تحديا عالمياً يرتبط بتطوّر التكنولوجيات الحديثة، متسائلاً عن مصير المهنة؟ وكيف سيتفاعل الصحافي مع الذكاء الاصطناعي؟ وهل سيُعوّض هذا الأخير العمل الصحافي؟
وأردف مجاهد أنّ لا أحدا يملك أجوبةً جاهزة وقطعية، مستدركا: “لكن الجواب الذي سارت فيه البشرية حالياً، هو أنّ الذكاء الإنساني هو الذي صنع الذكاء الاصطناعي، وهو القادر على التفوّق”.
ويرى المتحدث أنّ “الذكاء الإنساني ليس معطى عفويا مُكتسباً، وإنما يدخل في إطار التنشئة الاجتماعية والتكوين والرفع من القدرات”، مُعتبرا أنّ “الجواب الأول والرئيسي على التحديات المطروحة في المستقبل بالنسبة لمهنة الصحافة، وحتى بالنسبة للمهن الأخرى، هو تطوير القدرات والرفع من الإمكانات في مجال التكوين”.
ونبّه المسؤول ذاته، إلى أنّ القطاع الصحافي والإعلامي في المغرب يُواجه تحدي غيّاب برامج التكوين والتكوين المستمر في أجندات المقاولات والمؤسسات الصحافية، داعيا إلى مواجهة هذا النقص.
التكوين.. عقلية إعلامية جديدة
ومن جهته، أشار مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، عبد اللطيف بن صفية، إلى أنّ فلسفة التكوين الجديدة بالمعهد لا تنحصر في الجوانب التربوية والأكاديمية فحسب، “بل إن التكوين أصبح من صميم الرهانات المجتمعية لبلادنا على المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والجيوستراتيجية”.
واعتبر بن صفية، ضمن كلمةٍ له بالمناسبة، أنّ “دورة سفراء الجزيرة” المُنظمة برحاب المعهد، تُشكل دعما للتصوّر السالف الذكر، داعيا إلى “التأسيس لعقلية إعلامية جديدة في المجتمع”.
ويُذكر أن الدورة الرابعة لسفراء الجزيرة، ستستمر إلى غاية يوم الجمعة 23 ماي الجاري، وتعرف مشاركة حولي 260 صحافيا/صحافية، من مؤسسات مختلفة، في 12 دورة تدريبية، تتناول مواضيع ومجالات متنوعة.
ويحتوي برنامج نسخة هذه السنة من مبادرة “سفراء الجزيرة” دورة الصحافة الاستقصائية مع محمد أحداد، ودورة إنتاج البودكاست مع أمينة الصياد، ودورة التحقق من الأخبار مع لحسن سكور، ودورة أخلاقيات الصحافة في العصر الرقمي مع محمد خمايسة، ودورة التقديم التلفزيوني مع محمد كريشان، ودورة المراسل التلفزيوني مع محمد البقالي، ودورة الصحافة الرياضية مع محمد عمور، ودورة إنتاج النشرات الإخبارية مع أبوبكر مشالي، ودورة إنتاج الفيلم الوثائقي مع سامي درباشي، ودورة صحافة البيانات مع أروى الكعلي، ودورة الصحافة الرياضية عمار نامق.
*المحفوظ طالبي