محكمة مدريد تصدر حكمًا بالسجن مع وقف التنفيذ ضد أنشيلوتي

قضت محكمة في العاصمة الإسبانية مدريد، الأربعاء 9 يوليوز 2025، بحبس المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني الحالي لمنتخب البرازيل، لمدة عام واحد، وذلك في قضية تتعلق بالتهرب الضريبي خلال فترة تدريبه لفريق ريال مدريد عام 2014.
وجاء الحكم بناءً على اتهام أنشيلوتي بعدم التصريح الكامل بمداخيله الناتجة عن حقوق استغلال صوره التجارية، وهي العائدات التي تجاوزت مليون يورو، بحسب ما أكدته النيابة العامة الإسبانية.
ورغم الإدانة المتعلقة بسنة 2014، فقد تمت تبرئة المدرب من التهم الموجهة إليه عن العام التالي 2015.
وبموجب القانون الإسباني، فإن العقوبات السجنية التي تقل عن عامين في قضايا غير عنيفة، وغالبًا ما تخص مخالفات مالية أو ضريبية، لا تستوجب تنفيذًا فعليًا للحبس طالما لم يكن للمدان سوابق جنائية، وهو ما يجعل تنفيذ الحكم ضد أنشيلوتي غير مرجح، ما لم تظهر معطيات قانونية أخرى.
تفاصيل القضية
وفقًا للنيابة العامة، فإن أنشيلوتي لم يصرّح سوى براتبه الرسمي الذي كان يتقاضاه من نادي ريال مدريد، متجاهلاً في المقابل إيرادات كبيرة حصل عليها من بيع حقوق صوره خلال فترة تدريبه للنادي بين 2013 و2015.
وتشير الوثائق الرسمية إلى أن المدرب الإيطالي حصل على 1.24 مليون يورو من هذه الحقوق سنة 2014، و2.96 مليون يورو في 2015، دون أن يتم تضمينها في تصريحاته الضريبية.
واعتبرت النيابة أن هذه الخطوة تمّت عبر “شبكة معقّدة من الشركات الوهمية والصناديق الائتمانية” التي مكنت أنشيلوتي من تحويل العائدات بعيدًا عن رقابة سلطات الضرائب.
وفي المقابل، تمسك أنشيلوتي ببراءته، مؤكداً خلال جلسات التحقيق أنه لم تكن لديه نية التهرب، مشيرًا إلى أن النظام الذي اعتمده كان سائدًا بين المدربين واللاعبين في تلك المرحلة، وجرى بتنسيق مسبق مع إدارة ريال مدريد نفسها.
وقال أنشيلوتي: “كان هذا النظام مقترحًا من النادي، ولم أكن وحدي من اعتمده. حتى المدرب السابق جوزيه مورينيو كانت لديه تسوية ضريبية مماثلة”.
كما اعتبر محاميه أن القضية “كان يمكن تسويتها خارج أروقة المحكمة، لكن السلطات اختارت التصعيد بغرض تشويه صورة موكلي علنًا”، بحسب تعبيره.
ضمن حملة أوسع
وتُعد هذه القضية واحدة من عدة ملفات فتحتها مصلحة الضرائب الإسبانية في السنوات الأخيرة ضد نجوم كرة القدم، سواء لاعبين أو مدربين، ممن لم يصرحوا بعائداتهم من الحقوق التجارية والشخصية.
وكان كل من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو قد واجها أحكامًا مشابهة انتهت بتسويات مالية وغرامات، فيما اعترف المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بالاحتيال الضريبي عام 2019، ونال حكمًا بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ.
وتأتي هذه الإدانة بعد أقل من شهرين على تولّي أنشيلوتي مهامه الجديدة كمدرب للمنتخب البرازيلي، بعد نهاية ولايته الثانية مع ريال مدريد، التي دامت أربع سنوات حصد خلالها كل الألقاب الممكنة، من بينها ثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، ولقبين في الدوري الإسباني، إضافة إلى لقبين لكأس العالم للأندية.
ولا تزال تبعات هذا الحكم القضائي على مستقبله الرياضي مجهولة، خصوصًا في ظل تعهدات الاتحاد البرازيلي ببناء مشروع جديد مع المدرب الإيطالي، الذي يملك سجلًا حافلًا يجعله من أبرز الأسماء التدريبية في كرة القدم المعاصرة.