story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

“محاولة لنزع الشرعية عن النظام”.. الحزب الحاكم بجنوب إفريقيا يرفض لقاء زوما وبوريطة

ص ص

اعتبر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، والرئيس الجنوب إفريقي السابق وزعيم حزب “أومكونتو وي سيزوي” جاكوب زوما، “محاولة خطيرة” لنزع الشرعية عن النظام الحالي.

وأوضح الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا موقفه، عبر بيان نشره على حسابه الرسمي بموقع إكس (تويتر سابقاً)، بأن اللقاء الثنائي الذي اعتبره “استفزازاً وتدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية”، تم مع شخصية معارضة لا تمثل الحكومة المنتخبة، مع استخدام العلم الوطني لجنوب إفريقيا.

وقال الحزب الجنوب إفريقي إن إدراج الرموز الوطنية في أنشطة حزبية “تنظمها قوى أجنبية هو أمر مضلل، ويمثل جزءاً من أجندة أوسع للتدخل الأجنبي”، داعياً وزارة العلاقات الدولية والتعاون في البلاد، إلى تقديم احتجاج دبلوماسي، ومطالبة السلطات المغربية “باعتذار وتفسير فوري”.

كما أعرب حزب المؤتمر الوطني الإفريقي عن استنكاره لموقف زوما الداعم لمغربية الصحراء، معتبراً إياه “خيانة”.

وقال: “ندين انخراط جاكوب زوما الانتهازي، والذي اصطف مع جهود تقوض مكانة جنوب إفريقيا في المجتمع الدولي وتخون المبادئ التي ادعى يوماً الدفاع عنها، كعدم الانحياز، والسلام، والتضامن المناهض للاستعمار”. وأضاف: “من المخزي أن يخون زعيم سابق لحركة تحرير، مهمتنا التاريخية”. وختم الحزب بيانه بتأكيده مواصلة دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، وتعزيز الروابط معها.

وفي هذا الصدد، يعتبر الخبير في العلاقات الدولية خالد الشيات، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب” أن موقف حزب المؤتمر الوطني الإفريقي نفسه “لم يكن معادياً من قبل للوحدة الترابية للمغرب”، خاصة في عهد مؤسسيه ومناضليه الأوائل، حتى أن الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا “رفض أن يكون موقف جنوب إفريقيا عدائياً تجاه المغرب طيلة فترة رئاسته”.

ونبه الشيات إلى أن الموقف الحالي للمؤتمر الوطني الإفريقي “لا يُمثّل توجهاً مبدئياً”، معتبراً إياه “موقفاً ظرفياً يرتبط بحسابات مصلحية وعلاقات سياسية مرحلية، خاصة مع الجزائر”، كما أنه “لا يُعبر عن قناعة ثابتة أو موقف مبدئي أصيل”.

وفي المقابل، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة أن موقف حزب الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما “تعبيراً طبيعياً وعادلاً عن دعم مغربية الصحراء، في سياق تراكمي من الانتصارات السياسية والمواقف الدولية التي تُساند مبادرة الحكم الذاتي”، التي طرحها الملك محمد السادس سنة 2007، “كحل واقعي وجاد” لهذا النزاع الإقليمي.

وعدّ زيارته للمغرب “تتويجاً لموقف يُعبّر عنه فاعل بارز في الحياة السياسية بجنوب إفريقيا، ومنافس قوي لحزب ‘المؤتمر الوطني الإفريقي’، الذي كان زوما من أبرز رموزه سابقاً”.

وتكمن أهمية هذا الموقف من حيث الرمزية، بحسب الشيات، في كونه تأكيداً على أن حزب “أومكونتو وي سيزوي” منفذ من المنافذ المساندة للمغرب على المستوى السياسي في جنوب إفريقيا، وهو “ما يضحد فكرة ‘الإجماع’ الجنوب إفريقي ضد مغربية الصحراء”، إذ أن هناك “منافذ تبرز من خلال أحزاب سياسية تتبنى مواقف مختلفة عن الحكومة الحالية، وهذا الحزب أحد هذه التوجهات”.

كما يُعد حزب “أومكونتو وي سيزوي” منافساً قوياً للمؤتمر الوطني الإفريقي في الانتخابات، “خاصة في ظل التراجع المستمر على مستوى شعبية هذا الأخير، دورة انتخابية بعد أخرى”. بحيث أن الحصيلة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لحكوماته “لا تجد تطبيقاً ناجحاً على أرض الواقع، مما أضعف نفوذه السياسي رغم محاولاته المستمرة للارتكاز على الرمزية التاريخية”، باعتباره حزب نيلسون مانديلا.

وأوضح الشيات أن هذا الخطاب أصبح يُنظر إليه على أنه “خطاب ديماغوجي لم يعد يجدي على مستوى الانتخابات”. وأشار إلى أن هناك مؤشرات قوية “تُظهر إمكانية فوز حزب زوما في الانتخابات المقبلة، وهو ما قد ينعكس إيجاباً على موقف جنوب إفريقيا من قضية الصحراء المغربية”.