story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

مثقفون مغاربة يتضامنون مع غزة المُجوّعَة ويدعون إلى إعادة النظر في التطبيع

ص ص

أطلق عدد من المثقفين والفنانين والأدباء والباحثين والنشطاء المدنيين المغاربة، بيانًا تضامنيًا مع الشعب الفلسطيني بغزة، في ظل ما يتعرض له من تجويع وعدوان متواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 22 شهرًا، داعين فيه السلطات المغربية إلى إعادة النظر، بشكل مستعجل، في اتفاق التطبيع مع إسرائيل.

وطالب البيان الذي وقعه أكثر من 200 مثقف مغربي، بالضّغط من أجل الوقف الفوريِّ لإطلاق النار، والسّعي الدَّؤوب إلى إدخال المُؤَن والمساعدات الإنسانية إلى غزّة وإغاثة الجرحى وإسعاف المرضى والأطفال والعجزة وإنقاذ النّاجين من الإبادة الوحشية ممّا يكابدونه اليوم مِن تجويعٍ جماعيٍّ مُمنهَج حتى الموت.

“إدانة صريحة”

وتعليقا على الموضوع قالت الشاعرة والأستاذة الجامعية مليكة العاصمي، إن البيان التضامني مع الشعب الفلسطيني، الذي وقّعه عدد من المثقفين المغاربة، يندرج ضمن سلسلة من المبادرات التي يعتزم أصحابها مواصلتها خلال الفترة المقبلة، تعبيرًا عن الموقف الأخلاقي والإنساني للمثقفين تجاه ما يجري في قطاع غزة.

وأضافت العاصمي أحد الداعين لهذه المبادرة، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن هؤلاء المثقفين، كتابًا وشعراء ومبدعين وأكاديميين ونخبًا من مختلف الاهتمامات والانتماءات المهنية”، اجتمعوا حول قناعة واحدة بضرورة اتخاذ مواقف عملية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان ممنهج.

وأوضحت أن البيان يمثل “إدانة صريحة وتحميلًا للمسؤولية لحكام العرب، الذين يشاهدون هذه المجازر اليومية، من قتل وتجويع وتعطيش، دون أن يقدموا على أي خطوة جدية توقف هذا العدوان”، مشيرة أيضا إلى أن الموقعين يحمّلون مسؤولية مباشرة “للقوى الدولية التي تزوّد الكيان الصهيوني بالسلاح، وتوفر له الدعم اللوجستي والمالي، وتغطي جرائمه، مما يمنحه أسباب الاستمرار في الإبادة الجماعية لشعب أعزل”.

وأكدت العاصمي أن المثقفين المغاربة ظلوا، منذ فترة، يتابعون ويتفاعلون مع ما يحدث في غزة “بأشكال متعددة، تعبيرًا عن رفضهم لهذا الهولوكوست اليومي الذي يُرتكب أمام أنظار العالم”، لافتة إلى أن “أحرار العالم عبّروا عن استنكارهم من خلال احتجاجات متنوعة وأعمال فنية وإبداعية”، لكنّ الأصوات التي يُفترض أن تصغي ما تزال صمّاء، بينما تستمر بعض القوى الدولية في دعم الكيان الغاصب.

وذكّرت المتحدثة بأن “الكيان الإسرائيلي قد أدانته محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، كما أدانه المفكرون والأحرار في العالم، بمن فيهم مثقفون يهود، بل إن بعض الصهاينة أنفسهم تبرّأوا من صهيونيتهم بسبب فظائع الاحتلال وساديته تجاه شعب أعزل، يُقتل ويُجوّع ويُحرم من أبسط شروط الحياة، من ماء وغذاء ودواء”.

واختتمت مليكة العاصمي حديثها بالتأكيد على أن إصدار البيان ليس سوى خطوة أولى، وستليها، بحسب قولها، خطوات قريبة، “وفاءً منا لمسؤوليتنا الأخلاقية والإنسانية تجاه ما يجري في فلسطين”.

“إجماع على عدالة القضية

من جانبه، قال الروائي والصحافي ياسين عدنان إن البيان التضامني مع غزة، حظي بتفاعل واسع داخل الأوساط الثقافية، حيث وقّعه “المثقفون بحماس وصدق”، مشيرًا إلى أن “الكثير منهم لا تتاح لهم الفرصة عادة للتعبير عن مواقفهم، ولولا ذلك، لانخرطوا جميعًا في هذه المبادرات دون استثناء”.

وأشار عدنان أحد الداعين للمبادرة، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، إلى أن التوقيع على البيان انطلق من مراكش، بمشاركته إلى جانب الأستاذة مليكة العاصمي، وضمت إلى جانبهما أسماء فكرية وثقافية وازنة، من بينها صلاح الوديع، وعبد اللطيف اللعبي، وعبد الإله بلقزيز، وطه عدنان، الذين ساهموا في صياغة البيان بشكل جماعي، بهدف التعبير عن موقف المثقفين المغاربة من المجازر والانتهاكات التي تطال الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أنهم حاولوا أن يكثفوا في هذا البيان مواقف المثقفين المغاربة، حيث وجدوا أن أغلبهم، متحمسون للدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية، وما يعيشه شعب غزة من تهجير وقتل وتجويع ممنهج”.

وأوضح عدنان أن هذه المبادرة جاءت في سياق استئناف لمبادرة الأمسية الفنية التضامنية مع غزة، والتي نظمها مركز التنمية لجهة تانسيف وتراثيات مراكش، بشراكة مع مركز ذاكرة مراكش للتراث والثقافة، وهيئة المحامين بمراكش، وذلك مساء الإثنين 23 يونيو 2025 بمسرح “ميدان” (Meydene) بمدينة مراكش.

“التدمير والتجويع

وفي غضون ذلك، أكد البيان، أن الوضع في غزة بلغ مستوى كارثيًا من التدمير والتجويع، واصفًا ما يجري بـ”الإبادة الجماعية والتطهير العرقي”، في ظل صمت دولي و”سياسة الكيل بمكيالين” من قبل القوى الكبرى.

وأضاف الموقعون أن المشاهد التي تنقلها وسائل الإعلام ووسائط التواصل تكشف حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها أبناء غزة من أطفال ونساء ومدنيين ومرضى يعانون الحصار والتجويع ونقص الدواء والغذاء.

ودعا الموقعون السلطات المغربية إلى إعادة النظر، بشكل مستعجل، في اتفاق التطبيع مع إسرائيل، مؤكدين أن “المغاربة لا يشرفهم أن تواصل حكومتهم التعامل مع كيان مارق متورط في جرائم إبادة جماعية”.

وشددوا على أن الدولة المغربية يجب عليها احترام التزاماتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، بما في ذلك قرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة.

كما حيّا البيان أحرار العالم الذين يواصلون نضالهم من أجل القضية الفلسطينية، معلنًا الوقوف الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه غير القابل للتقادم في العودة وتأسيس دولته المستقلة.

إضافة إلى ذلك، طالب المصدر ذاته بالشروع الفوري في تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.

وفي ختام البيان، حذر المثقفون والنشطاء من أن ما يشهده العالم اليوم سيكون له أثر حاسم في تحديد مستقبل الإنسانية، داعين إلى الانتصار للقيم العليا التي صاغتها البشرية عبر قرون من النضال والتضامن، بدل الاستسلام لقانون الغاب والتوحش.