“ما جرى أصبح من التاريخ”.. ابن كيران يدافع عن العثماني بسبب التطبيع

عاد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، ليدافع من جديد عن سلفه، سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، وذلك بعض الانتقادات التي طالته من جديد بسبب توقيعه على الاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الاسرائيلي، سنة 2020، وهو الاتفاق الذي أعاد تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب.

وفي هذا الإطار، قال ابن كيران “إن سعد االدين العثماني كان ولا يزال ضد التطبيع، وخاصة في الظروف الراهنة”، مشددا على أن “موضوع التطبيع محسوم بالنسبة للحزب ولم يعد مطروحا للنقاش داخله”.

ودعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في كلمته خلال اللقاء التواصلي مع الهيئات المجالية للحزب بجهة مراكش آسفي، الأحد 07 دجنبر 2025، (دعا) “إلى ترك العثماني وشأنه وعدم استهدافه أو التشكيك في مواقفه، مؤكدا أنه “شخصية محترمة وعالم من علماء المغرب، وأن ما وقع في تلك اللحظة كان مسألة خاصة”.

وأضاف أن “الظروف التي أدت إلى التوقيع على التطبيع آنذاك كانت لها أسبابها”، مشيرًا إلى أن “العثماني سيكشف عنها حينما يكون الوقت مناسبًا والظروف مواتية”.

وتابع المتحدث قائلا: “العثماني منا وإلينا أخطأ أو أصاب”، مؤكدا أن ما جرى أصبح جزءًا من التاريخ الذي لا يحق لأحد الحكم عليه”، داعيًا أعضاء الحزب إلى عدم الرد على خصومهم عند إثارة هذا الموضوع.

وقال إن “بعض الذين يوجّهون له اتهامات هم أشخاص طيبون، ولكنهم في الغالب مغفلون وسذج”.

وشدّد في هذا السياق على أن “حزب العدالة والتنمية ليس حزبًا سياسويا، بل حزب يحترم كلامه”، مستشهدا أيضا بما حدث مؤخرا بين البرلماني عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، عبد الصمد حيكر، ووزير العدل عبد اللطيف وهبي، خلال الجلسة الأسبوعية للأشئلة الشفهية بمجلس النواب، يوم الإثنين 01 دجنبر 2025.

وأوضح رئيس الحكومة الأسبق، في هذا الصدد، أنه “بالرغم من الإساءة التي صدرت عن وهبي، والتي أكد أنها غير مقبولة، فقد سامحه المعني بالأمر، وتم تجاوز الموضوع، واعتُبر في الحزب أن الأمر انتهى”.

ورغم ذلك، شدد ابن كيران على أن “وهبي بالفعل لا ينتبه لما يقوله”، لافتا إلى أن “من الأمور الكبيرة التي قالها بالبرلمان هي وصف تعقيب النائبة البرلمانية عن مجموعة العدالة والتنمية هند بناني الرطل ببيان الثورة”.

وأكد في هذا السياق مخاطبا وهبي، “نعم معك حق، الثورة عليك وعلى حكومتك وعلى حزبك لأننا ضد هذه الحكومة التي لم تكتف بالإساءة إلى الناس وإنما أصبحت والغة في الفساد”.

وكان النائب البرلماني عبد الصمد حيكر، ضحية “تجاوز لفظي مشين في حق أحد الوالدين”، من طرف وزير العدل عبد اللطيف وهبي، بعد مشادات كلامية بين الوزير وأعضاء عن مجموعة العدالة والتنمية خلال الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفهية بمجلس النواب يوم الإثنين 01 دجنبر 2025.

وانطلقت شرارة التوتر بعد تعقيب للنائبة البرلمانية هند بناني الرطل على جواب وزير العدل، بخصوص مشروع القانون المتعلق بمهنة العدول، مؤكدة أن أن المشروع فيه “انقلاب على مخرجات الحوار والإجهاز على بعض مكتسبات هذه الفئة”.

تعقيب النائبة البرلمانية لم يعجب وزير العدل، الذي وصف في تعقيبه هو الآخر ما قالته بناني الرطل بـ”بيان مجلس قيادة الثورة”، وهو الأمر الذي استنكره حيكر، مطالبا الوزير باحترام النائبة والإجابة على تعقيبها الذي وصفه بالدقيق.

بعد تعقيب حيكر، تدخل رئيس الجلسة حينها، النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية، الذي منع حيكر من التعقيب مرة أخرى عن الوزير قبل أن يقرر طرد النائب البرلماني وإبعاده من مواصلة الجلسة.

وحينما كان عبد الصمد حيكر يهم بمغادرة القاعة، دخل في نقاش مع وزير العدل عبد اللطيف وهبي، قبل أن يسب هذا الأخير والد عبد الصمد حيكر، ناعتا إياه بوصف مشين.

وفي هذا الإطار، عبر عبد الصمد حيكر، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” عن شعوره بـالألم تجاه هذا الموضوع، غير أنه شدد في مقابل ذلك، على أن هذا السلوك غير مقبول إطلاقا، خاصة داخل قبة البرلمان.

وأردف قائلا: “فعل السب لا يجب أن يكون تحت قبة البرلمان فما بالك أن يكون في حق أحد الوالدين، هذا غير مقبول”.