ماذا يفعل النواب؟.. تقرير يرصد عمل النواب البرلمانيين في المغرب

سلط تقرير حديث لمركز الأبحاث “طفرة” الضوء على نشاط النواب البرلمانيين خلال الدورة السادسة من الولاية التشريعية الجارية، وذلك من خلال جمع وتحليل جميع أسئلة النواب البرلمانيين وكذا تفاعل الحكومة معها، موضحًا أن الهدف من خلال هذه العملية يكمن في تزويد المواطنين بصورة واضحة ودقيقة عن العمل الذي يقوم به ممثلوهم وممثلاتهم، مع مدهم بأدوات للمشاركة بطريقة أفضل في النقاش العمومي واتخاذ القرارات.
وحسب ذات التقرير، فقد تم التركيز على أسئلة البرلمانيين من أجل تتبع النشاط الفردي للنائبات والنواب، حيث تسمح الأسئلة البرلمانية بقياس النشاط الفردي للمنتخبين والمنتخبات، على عكس المهام الأخرى التي تتطلب مشاركة جماعية، مثل التصويت على القوانين في اللجان أو في الجلسات العامة.
كما تطرق التقرير أيضا لتحليل تفاعل مختلف الوزارات مع أسئلة البرلمانيين، لتحديد قائمة بأكثر وأقل الوزارات استهدافًا بأسئلة النواب والنائبات خلال الدورة السادسة من الولاية التشريعية 2021-2026، بالإضافة إلى تقييم مدى وسرعة تجاوب هذه الوزارات مع النواب.
ومن ضمن أهم ما جاء به تقرير “طفرة” في نسخته الثالثة، فقد قام النواب والنائبات بطرح ما مجموعه 2932 سؤالًا، وأجابت الحكومة على 1002 منها، أي بمعدل استجابة بلغ 34%، وهو ما يمثل زيادة بنحو 15% مقارنة بالدورة الخامسة.
وأوضح المصدر أيضًا أن المعارضة طرحت ما يقارب ضعف عدد الأسئلة المطروحة من قبل الأغلبية، حيث بلغت نسبة الأسئلة المطروحة 64% مقابل 36% للأغلبية.
وداخل الأغلبية، يضيف التقرير، طرح نواب فريق الأصالة والمعاصرة في المتوسط ما يناهز 5 أسئلة لكل نائب، أما في صفوف المعارضة، فقد طرح نواب الفريق الاشتراكي في المتوسط ما يناهز 18 سؤالًا لكل نائب.
التقرير تطرق أيضًا لتحليل عمل النواب الجدد الذين يباشرون مهامهم للمرة الأولى داخل مجلس النواب، والذين يشكلون نسبة 30% من إجمالي تركيبة المجلس، حيث بلغ متوسط أسئلة هؤلاء ما معدله 12 سؤالًا لكل نائب، مقابل متوسط 4 أسئلة للنواب الذين أُعيد انتخابهم أو سبق لهم الحصول على عضوية المجلس.
وبخصوص الوزارات، فقد كانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة هي الأكثر “استهدافًا” بالأسئلة، حيث تلقت 344 سؤالًا. وتميزت أيضًا بأقصر مدة استجابة، حيث بلغ متوسط أجل الرد 44 يومًا، وهو الأقصر بين جميع الوزارات، في المقابل كانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الأفضل أداءً، بمعدل استجابة بلغ 65%.
ويذكر أن مركز طفرة يقوم بجمع وتحليل أسئلة النائبات والنواب منذ سنة 2019، حيث أصدر سنة 2023، النسخة الأولى من سلسلة التقارير المخصصة لتتبع النشاط البرلماني من خلال تحليل الأسئلة التي يطرحها النائبات والنواب على الحكومة.
وفي نهاية كل دورة برلمانية، يتم نشر نسخة جديدة من هذا التقرير، الذي يأتي بتمويل مشترك من طرف الاتحاد الأوروبي، مصحوبة بقاعدة بيانات محينة ومفتوحة، على الموقع الإلكتروني لمركز “طفرة”، حيث تسمح هذه الأداة للجميع بتحليل البيانات واستقراء مختلف الديناميات البرلمانية من أجل الإجابة على سؤال: “ماذا يفعل النواب البرلمانيون؟”