ماذا كانوا ينتظرون من الوداد ؟
وكأن الجميع كان ينتظر من الوداد الرياضي شيئا آخر غير المهزلة..
الإستياء العارم الذي عبر عنه الوداديون ومعهم الكثير من المغاربة في وسائل التواصل الإجتماعي أمس، عقب نهاية مباراة الفريق الأحمر ضد نادي العين الإماراتي، والهزيمة الثالثة التي ختمت مشاركة مخجلة على جميع المستويات التقنية والتدبيرية في أول نسخة من مونديال الأندية بشكلها الجديد، أعطى خلاصة أن التتبع المغرق في العاطفة يجعل المشجع يغمض عينيه عن حقائق موضوعية قبل انطلاق المنافسة ليبدأ في انتظار الأوهام.
ماذا كنا سننتظر من فريق وصل إلى مونديال الأندية من موسم محلي مليء بالأصفار ؟
ثم هل كنا نعتقد أن فريقا عرف وضعا تقنيا كارثيا قبل شهور من السفر للولايات المتحدة الأمريكية، كان قد أقال فيه المدرب “الهضري” ماكوينا، وفشل في جل صفقات اللاعبين الذين تعاقد معهم على أساس اللعب بهم في المونديال.. ستنزل عليه معجزة من السماء ليهزم السيتي واليوفي والعين الإماراتي بالأدعية الصادقة؟
ثم هل كان الوداديون ينتظرون شيئا آخر من الرئيس أيت منا غير هذا التدبير الكاريكاتوري الفاشل المعروف عنه في كل مهامه السياسية والرياضية التي تكفل بها في مسار حياته ؟
هل محبو الفريق الأحمر وهم يتحدثون بشعارات “وداد الأمة” و”وداد المقاومة” و”الفريق الكبير” والتاريخ والإنجازات والبطولات، أن كل هذا الخطاب الملحمي سينهي واقع ناديهم الرديء وهو يواجه أندية تمتلك مؤسسات كروية واقتصادية عملاقة ومهيكلة بأحدث الطرق الإحترافية، وسيشفع لهم في الصمود أمامها حتى وهي تلعب بأقل إمكانياتها في بداية منافسة طويلة ومتعبة ؟
هل الذين كانوا يأملون في مشاركة مشرفة، لا يعرفون أن استقطاب لاعبين قبل أيام من المونديال لصناعة تشكيلة قوية “بالزز”، يمكن أن تفوز فقط بدوري شاطئي لفرق الأحياء، وليس اللعب بها أمام أندية عريقة مثقلة بالألقاب والبطولات القارية والعالمية ؟
من ينظرون لأمور الأندية المغربية بموضوعية، كانوا يعرفون أن مشاركة الوداد الرياضي في مونديال الأندية ستكون بمثابة ضربة حظ عابرة، أو مثل شخص يربح مالا في لعبة “التيرسي”، ثم بعدها يبعثر ذلك المال برعونة على “من والا”، فيعود في الأخير إلى فقره وخصاصه وحياته التعيسة.
قبل سنة من اليوم تعالت أصوات الحكماء والعقلاء لتنبه الوداديين ومن يدبر أمور ناديهم، إلى أن المشاركة في مونديال الأندية والعائدات المالية الكبيرة منه، يجب أن يكون الحدث المفصلي الذي من المفروض أن تبدأ به الوداد مرحلة جديدة تقطع مع كل ماضي الهواية وتسيير الشكارة، لتبدأ في بناء مؤسسة رياضية واقتصادية مهيكلة تُدار باحترافية وبشفافية وعقلانية وتخضع لقواعد الحكامة والمحاسبة وتستغل قاعدتها الجماهيرية المليونية الممتدة في كل المغرب والعالم.
لكن يبدو أن كل تلك النداءات لم تجد لها صدى وسط الخطابات العاطفية والغوغائية التي اعتادت هذه النوعية الهاوية من الوجود الكروي، والتي لا ترى عنه بديلا وتعتبره “حمضها النووي” الذي يؤطر ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
نادي الوداد الرياضي أضاع بمشاركته التقنية والتدبيرية الهزيلة في مونديال الأندية، فرصة تاريخية ربما لن تأتيه مستقبلا.. على الأقل خلال الأمد القريب.