مؤتمر الاتحاد الاشتراكي.. قيادي: فرصة لتقييم مسارنا بعد 50 عاماً من العمل داخل المؤسسات

يقترب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من عقد مؤتمره الوطني الثاني عشر، وذلك في النصف الثاني من شهر أكتوبر، بعد مصادقة مجلسه الوطني على مقرر تكوين اللجنة التحضيرية للمؤتمر.
وفي هذا الصدد، يقول يوسف إيدي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر 12 للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن القيادة السياسية للحزب حرصت على انعقاد المؤتمر في موعده، معتبراً أن هذه الخطوة “مؤشر إيجابي”.
وقال إيدي إن انعقاد المؤتمر القادم داخل الأجل القانوني الخاص بالتجديد وفقاً لما يقتضيه القانون التنظيمي للأحزاب السياسية، “من شأنه أن يحول دون ظهور إشكال يمنع تمويله، إذ أن امتناع وزارة الداخلية عن تمويل المؤتمر السابق كان بسبب انقاده خارج الأجل القانوني المحدد بأربع سنوات”.
ويرى إيدي، الذي جرى انتخابه يوم السبت 17 ماي 2025 على رأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي ضمت أيضاً عمر بنعياش مقرراً، أن الفترة الزمنية المخصصة للإعداد للمؤتمر، والتي تمتد لخمسة أشهر، كافية للتحضير، وذلك بالنظر إلى اعتماد اللجنة التحضيرية على مجموعة من اللجاجن الموضوعاتية المتفرعة عنها، من قبيل اللجنة السياسية، واللجنة الاقتصادية الاجتماعية، واللجنان الخاصة بالمرأة والشباب ومغاربة العالم وغيرها.
وأوضح أن العمل مقسم بشكل يسمح بإنجاز المهمة في وقت وجيز. هذا فضلاً عن كون جميع أعضاء المجلس الوطني هم أعضاء في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني عشر، ويستم توزيعهم بين كافة اللجان الموضوعاتية.
وأشار إيدي إلى أن المؤتمر الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعد “حدثاً مميزاً” هذه السنة، لأنه يتزامن مع مرور 50 عاماً على تبني الحزب لاستراتيجية النضال الديمقراطي.
واعتبر المتحدث أن هذه المناسبة “تشكل فرصة لتقييم المسار السياسي للحزب، وأيضاً لتقييم عدد من الإصلاحات السياسية والمؤسساتية التي عرفتها البلاد خلال العقود الماضية”.
وأضاف أن الحزب يتشرف كذلك ممن خلال هذا الحدث المستقبل، “وفقاً لقواعد استراتيجية النضال الديمقراطية التي تبناها الحزب في 1975”.
وأوضح إيدي أن المؤتمر الاستثنائي، الذي كان قج انعقد في 1975، تم فيه “اعتماد خيار النضال الديمقراطي، واتخاذ القرار بالمشاركة السياسية داخل المؤسسات السياسية”، وفقاً لتعبيره.
وصادق المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالإجماع على عقد المؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب أيام 17 و18 و19 أكتوبر المقبل بمدينة بوزنيقة.
جاء ذلك خلال اجتماع المجلس في دورته العادية، يوم السبت 17 ماي 2025، حيث صادق على مقررين تنظيميين، يتعلق الأول بتكوين اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني عشر، والثاني بإضافة 5% من الفعاليات إلى ذات اللجنة.
كما تمت المصادقة كذلك على مقترح المكتب السياسي بإحداث إحدى عشرة لجنة فرعية منبثقة عن اللجنة التحضيرية، تشمل اللجنة السياسية، ولجنة القوانين والأنظمة، ولجنة الإعداد المادي واللوجستيكي، ولجنة قضايا الشباب والرياضة، ولجنة قضايا المرأة، إلى جانب لجنة مغاربة العالم، ولجنة الإعلام الحزبي، ولجنة الإدارة، فضلاً عن اللجنة الثقافية، ولجنة العلاقات الخارجية، ثم اللجنة الاقتصادية والاجتماعية .
هذا وانعقد أول اجتماع للجنة التحضيرية التي انتخب يوسف إيدي رئيساً لها، وعمر بنعياش مقرراً، لتباشر بعدها مباشرة عملية تشكيل وهيكلة اللجان الفرعية المنبثقة عنها، في خطوة تنظيمية تؤشر على انطلاق مسار الإعداد الفعلي للمؤتمر الوطني المقبل للحزب.
وجاءت هذه المصادقة بعد عرض الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، للتاريخ الذي اقترحه المكتب السياسي، حيث شدد على أن اختيار هذا التاريخ يهدف إلى “كسب الوقت وتيسير عمل المجلس”، داعياً إلى انخراط كافة أعضاء المجلس الوطني في عمل اللجنة، كما ينص على ذلك القانون الأساسي للحزب.
ويسعى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى تنظيم هذا المؤتمر في موعده المحدد، بعدما منعت وزارة الداخلية التمويل في المؤتمر الماضي، إذ اعتمد الحزب حينها، وفقاَ لتعبير كاتبه الاول ادريس لشكر، على إمكانياته الذاتية، حيث “تجاوزت تكلفة المؤتمر حينها 350 مليون سنتيم”.