“لم نستطع النوم”.. مواطنون يروون تفاصيل ليلة رعب عاشتها مدينة فاس
عبر عدد من المواطنين بمدينة فاس عن صدمتهم وحزنهم الشديد، عقب انهيار بنايتين في حي المسيرة بالمدينة، ليلة الثلالثاء 09 دجنبر 2025، ما أسفر عن أضرار كبيرة، خلفت 22 حالة وفاة و16 مصابا في حصيلة محينة، معبرين عن خوفهم على حياتهم وممتلكاتهم، خاصة في ظلّ ظروف البناء العشوائي الذي يعرفه الحي.
وفي هذا السياق، أكد محمد، أحد سكّان الحي، في تصريحات إعلامية، أن الفاجعة كانت صادمة ومفاجئة، وقال: “لقد أصابتنا صدمة كبيرة ولم نستطع النوم، إذ اضطررنا إلى الخروج فوراً من منازلنا حفاظاً على حياتنا”.
ومن جانيه أوضح خالد، الذي يقطن هو الآخر بنفس الحي، أن البنايتين كانتا حديثا البناء، لكنهما شُيِّدتا بطريقة عشوائية، مشيرا إلى أن إحداهما كانت تتكوّن من خمس طوابق دون الحصول على ترخيص، ما أدى إلى انهيارها.
وفي هذا السياق، شدد بلال بن داود، فاعل جمعوي بحي المسيرة، في تصريح لصحيفة “هيسبريس” على أن البنايات المنهارة كانت تضم ثلاث وأربع طوابق وتضم على كثافة سكانية كبيرة.
وشدد أن مثل هذه المناطق الهشة والمهمشة تحتاج إلى اهتمام أكبر لضمان سلامة السكان وتفادي تكرار مثل هذه الفواجع.
وأكد بلال أن المواطن يتحمل جزءاً من المسؤولية لأنه لا يلتزم دائماً بالإجراءات القانونية عند البناء.
وقال “يجب توعية السكان بأهمية الحصول على التراخيص اللازمة واتباع الإجراءات المعتمدة لضمان بناء آمن يحمي حياة الجميع”.
وفي غضون ذلك، طالب سكان الحي بضرورة مراقبة بنايات الحي، خشية تكرار حوادث مماثلة، داعين في نفس الوقت إلى تطبيق القانون بشكل صارم لمنع أي خرق للمخططات المعتمدة.
وكان مصدر خاص قد كشف لصحيفة “صوت المغرب” أن البنايتين المنهارتين بمدينة فاس ليلة الثلاثاء 09 دجنبر 2025، تقعان بتجزئة المستقبل في حي المسيرة بمدينة فاس، موضحاً أنهما حديثتا البناء، إذ شُيّدتا سنة 2007، وكانت تسكنهما أسر استفادت من بقع أرضية في إطار البرنامج الوطني لمحاربة دور الصفيح.
وأشار المصدر إلى أن هذه الأسر، بعد حصولها على البقع الأرضية، قامت بالبناء بشكل غير قانوني، إذ ينص مخطط التهيئة على بناء طابق سفلي وطابقين فقط، غير أن بعض المستفيدين شيّدوا ثلاث أو أربع أو حتى خمس طوابق، ما جعل البناء يتم بطريقة عشوائية تخالف الضوابط العمرانية المعمول بها.
وأوضح المتحدث ذاته أن جزءاً من هذه العشوائية يعود إلى الوضعية الاقتصادية الهشة لبعض السكان، بحيث اضطر بعضهم إلى الاقتصاد في مواد البناء، ما أثر على جودة البنايات التي شُيّدت بإمكانات محدودة، لا تستوفي المعايير المطلوبة.
ولفت إلى أن البنايتين المعنيتين بالانهيار، إحداهما مكوّنة من أربعة طوابق، وأن البناية المجاورة لها سقطت مباشرة بعد انهيار الأولى بفعل الترابط البنيوي بينهما.
وفي غضون ذلك، أفادت السلطات المحلية بعمالة فاس بوفاة 19 شخصا، فيما أصيب 16 آخرون بإصابات متفاوتة الخطورة، في حصيلة أولية، جراء الحادث الأليم لانهيار بنايتين (من 4 طوابق) متجاورتين، تقطن بهما 8 أسر، ليلة الثلاثاء بحي المستقبل، المنطقة الحضرية المسيرة بمدينة فاس.
وفور إشعارها بالحادث، انتقلت السلطات المحلية والأمنية ومصالح الوقاية المدنية إلى عين المكان، لمباشرة عمليات البحث والإنقاذ، حيث تم العمل على اتخاذ كافة التدابير اللازمة، من ضمنها تأمين محيط البنايتين المنهارتين وإجلاء قاطني المنازل المجاورة، كإجراء احترازي لضمان سلامة السكان تحسبا لأي أخطار أخرى محتملة قد تهدد سلامتهم.
وأضافت السلطات المحلية، في بلاغ لها، أنه جرى نقل الأشخاص المصابين إلى المركز الاستشفائي الجامعي بفاس للخضوع للفحوصات اللازمة وتلقي العلاجات الضرورية، فيما تتواصل إلى حدود الساعة عمليات البحث لإنقاذ وإسعاف أشخاص آخرين يحتمل وجودهم عالقين تحت الأنقاض.