“لا يهدد الخصوصية”.. “إكس” يفضح الحسابات الوهمية ويربك “الذباب الإلكتروني”
كشفت الميزة الجديدة لمنصة “إكس”، التي تُظهر بلد الحساب الحقيقي، عن معطيات مثيرة تتعلق بعدد من الصفحات التي اشتهرت بمعاداتها لمصالح المغرب، أو التي رافقت موجة التعبيرات الاحتجاجية خلال شهري شتنبر وأكتوبر الماضين، إذ تبيّن أنها تُدار من خارج البلاد رغم ادعائها الانتماء إلى سياق مغربي.
وأظهرت متابعة الحسابات التي كانت تنسب نفسها إلى حركة “جيل زد 212” أن أغلبها يُدار من الجزائر وكندا، إلى جانب حسابات أخرى من دول عربية.
ومن جهة أخرى، أظهرت الميزة الجديدة حجم التضليل الذي مارسته حسابات صُنفت ضمن ما يُعرف بـ”الذباب الإلكتروني”، والتي استخدمت لأغراض سياسية واضحة.
ومن أبرز الأمثلة حساب “مريانا تيمز” الذي كان يستعمل صورة فتاة مع علم إسرائيل، قبل أن يتبين أنه غيّر اسمه أكثر من 15 مرة وأن صاحبه مقيم في الهند بعدما اشتراه من متجر أندرويد هندي.
وأطلقت منصة “إكس” هذه الميزة التجريبية، المدرجة في قسم “حول هذا الحساب”، بهدف تعزيز الشفافية وتقليص الحسابات الوهمية، غير أن الخطوة، رغم أهدافها المعلنة، أثارت جدلاً واسعاً بين المستخدمين الذين أبدوا مخاوف من تأثيرها على أمانهم وخصوصيتهم.
في تعليقه على الموضوع، أوضح الخبير في التكنولوجيات الحديثة بدر بلاج أن المنصة فعّلت الميزة بعد قرابة شهرين من الإعلان عنها، وأنها بدأت تُظهر الدولة الحقيقية لكل مستخدم حتى في حال استعماله VPN، وهو ما كشف، “مفاجآت غير متوقعة تتعلق بحسابات كانت تدعي أنها مغربية بينما تبث في الواقع من أوروبا أو آسيا أو دول شرق أوسطية”.
وفي هذا السياق، يضيف بلاج أن الميزة فضحت أيضاً حسابات ادعت أنها أمريكية، بينها حساب نُظر إليه كأحد أبرز مناصري ترامب، قبل أن يتبين أنه حساب هندي، كما كشفت وجود شبكات منظمة من الذباب الإلكتروني تسعى لخلق الفتنة والتأثير في الرأي العام عبر محتوى موجّه.
إلى جانب ذلك، أظهرت الميزة أن حسابات، كانت تدعي وجودها في المغرب، تديرها جهات من شرق آسيا أو الشرق الأوسط.
ويشرح بلاج أن مشكلة الذباب الإلكتروني ليست جديدة بالنسبة لمنصة “إكس”، موضحاً أن كثيراً من هذه الحسابات ليس وراءها أشخاص حقيقيون، بل تُدار بواسطة برامج آلية (روبوتات) تُنشأ خصيصاً لنشر محتوى موجّه والتأثير على النقاش العام.
ويُذكّر بلاج بما حدث في الولايات المتحدة عندما جرت محاولات للتأثير على الناخبين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مشيراً أيضاً إلى بروز شركات أصبحت تعمل خصيصاً على إدارة الروبوتات والحسابات الوهمية بهدف التأثير في الرأي العام.
ويشير الخبير إلى أن هذا التحول في سياسات المنصة جاء بعدما أصبحت في ملكية إيلون ماسك، إذ يؤكد أن “تويتر” سابقاً كان، يدعم هذا النوع من التوجهات، “بينما يسعى ماسك حالياً إلى جعل الشبكة أكثر شفافية وإنسانية من خلال محاصرة الحسابات غير الأصيلة”.
وفي ما يتعلق بالخصوصية، يوضح بلاج أنه “لا وجود لتهديد حقيقي”، لأن إظهار الدولة أو المنطقة لا يمس المعطيات الشخصية للمستخدم، بل يدخل في إطار الشفافية، أما الخصوصية، كما يشرح، “فهي مرتبطة فقط بالمعلومات التي تكشف الهوية الحقيقية للمستخدم”، وهو ما لم تقم به المنصة.
وفي السياق، أماطت منصة إكس (تويتر سابقا) اللثام، أمس الأحد، عن ميزة جديدة تدعى “عن هذا الحساب” (About This Account)، والتي تكشف عن بلد أو منطقة إقامة المستخدمين بناء على بيانات الاتصال مثل عنوان IP أو موقع متجر التطبيقات، وهو الأمر الذي خلق جدلا واسعا بشأن تعزيز الثقة في مقابل الحفاظ على الخصوصية.
ويمكن الوصول إلى هذه الميزة عبر النقر على تاريخ الانضمام في الملف الشخصي، حيث يظهر صفحة تفصيلية تشمل أيضًا عدد تغييرات اسم المستخدم وتاريخ آخر تغيير.