كأس العالم للأندية 2025.. قوانين جديدة تغير وجه اللعبة

تنطلق السبت 14 يونيو 2025، أول نسخة موسعة من بطولة كأس العالم للأندية، بتنظيم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة 32 ناديًا من مختلف القارات، في حدث يوصف بأنه الأكثر شمولًا في تاريخ بطولات الأندية، سواء من حيث التمثيل القاري أو عدد الجنسيات أو جودة اللاعبين المشاركين.
وتمثل البطولة، التي تُقام على 12 ملعبًا موزعة على 11 مدينة أميركية، تجربة تحضيرية ضخمة قبل انطلاق مونديال 2026، حيث تتوزع المباريات بين نيويورك، ميامي، لوس أنجليس، أتلانتا، فيلادلفيا، ناشفيل، واشنطن، أورلاندو، نيوجيرسي، شارلوت وسينسيناتي، وسط ترقب عالمي كبير لما ستحمله هذه النسخة من إضافات فنية وتقنية.
ووفقًا لما أعلنه “فيفا”، فإن البطولة ستضم لاعبين من 81 دولة مختلفة، وهو رقم غير مسبوق في أي مسابقة كروية للأندية، ما يعكس الطابع العالمي الذي تسعى الهيئة الدولية لترسيخه.
كما أن 22 من تلك الدول لا تملك تاريخًا في كأس العالم للمنتخبات، ما يبرز توسع خريطة اللعبة حول العالم.
وتأتي هذه النسخة في وقت يشهد فيه العالم الكروي تحولات كبيرة، سواء من حيث قوة الأندية المالية، أو تطور البنية التحتية أو تطلعات الجماهير.
وتشهد البطولة مشاركة أسماء لامعة، على رأسها ريال مدريد الإسباني، بايرن ميونيخ الألماني، مانشستر سيتي الإنجليزي، باريس سان جيرمان الفرنسي، يوفنتوس وإنتر ميلان من إيطاليا، وتشيلسي وأتلتيكو مدريد، إلى جانب فرق لاتينية بارزة مثل بوكا جونيورز وريفر بليت، ومن إفريقيا يشارك الأهلي المصري، الوداد الرياضي البيضاوي، وصن داونز الجنوب إفريقي.
ويمثل الوداد البيضاوي الكرة المغربية في هذه البطولة، بصفته أحد أبرز الأندية الإفريقية خلال السنوات الأخيرة، بعدما توج بلقب دوري أبطال إفريقيا عام 2022، وبلغ المباراة النهائية في نسخة 2023، ما منحه موقعًا مستحقًا في هذه النسخة الموسعة.
ويحظى الوداد بدعم جماهيري كبير، ويعد واحدًا من الفرق القادرة على خلق المفاجآت، خاصة في ظل ما يمتلكه من تجارب قارية مهمة وتقاليد كروية عريقة.
وفي المجمل، تضم البطولة 26 لاعبًا سبق لهم التتويج بلقب كأس العالم مع منتخبات بلادهم، وعلى رأسهم 13 لاعبًا من منتخب الأرجنتين الفائز بمونديال قطر 2022، إضافة إلى 9 فرنسيين توجوا بلقب نسخة روسيا 2018، يتقدمهم كيليان مبابي وهوجو لوريس.
ويتوقع أن يقود ليونيل ميسي فريقه إنتر ميامي في افتتاح البطولة أمام الأهلي المصري، في مواجهة مرتقبة بين نجم التانغو، وصاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب القارية في إفريقيا.
وأكد جياني إنفانتينو، رئيس “فيفا”، أن هذه النسخة ستكون “الأكثر تنافسية وشمولًا في تاريخ كرة القدم على صعيد الأندية”، مضيفًا أن الهدف هو تقديم بطولة تجمع أفضل ما في كرة القدم من مواهب، ومدارس، وجماهير، في مسابقة واحدة تكرس العولمة الحقيقية للعبة.
وعلى صعيد الابتكار، يُدخل “فيفا” تعديلات جديدة في قوانين اللعب، أبرزها تطبيق قانون الـ8 ثوانٍ على حراس المرمى، بحيث سيكون عليهم تمرير الكرة أو رميها خلال تلك المهلة بعد السيطرة عليها، وإلا فسيتم احتساب ركلة ركنية ضد فريقهم.
وسيحصل الحارس على تحذير شفهي بعد مرور 5 ثوانٍ، في محاولة لتسريع وتيرة اللعب وتقليل إهدار الوقت.
كما ستُستخدم كاميرات مثبتة على أجساد الحكام، وبالتحديد على سماعات الأذن، لنقل لقطات من منظور الحكم نفسه، لكن دون عرض اللحظات المثيرة للجدل على الهواء مباشرة.
ويقول بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة الحكام في فيفا، إن الهدف من الكاميرا “تقديم تجربة جديدة لمشاهدي التلفزيون”، وإن المجلس الدولي لكرة القدم وافق مبدئيًا على هذه التجربة، بانتظار تقييم نتائجها لاحقًا.
وستُبث اللقطات المباشرة للحكام عبر شبكة “5G” إلى فريق الإنتاج في الملاعب المعتمدة من دوري كرة القدم الأمريكية، دون عرضها للمشاهدين في الوقت الحقيقي. لكن الجماهير ستتمكن من مشاهدة شاشات الفار في الملاعب، وكذلك سماع القرار النهائي عبر البث التلفزيوني.
وتُقدَّم البطولة بوصفها واجهة لعدد من التقنيات الحديثة، مثل تقنية التسلل شبه الآلي، التي تعتمد على 16 كاميرا وذكاء اصطناعي لحسم الحالات بدقة، إلى جانب بث حي من زوايا غير تقليدية باستخدام شبكة الجيل الخامس.
وإلى جانب ذلك، تعرف البطولة تفاوتًا كبيرًا في المستويات والموارد، فبينما تضم فرقًا تقدر ميزانياتها بمئات الملايين من الدولارات، مثل باريس سان جيرمان أو ريال مدريد، هناك أندية هاوية مثل أوكلاند سيتي النيوزيلندي، الذي يشارك بتشكيلة يغلب عليها اللاعبون الهواة، معظمهم يعمل بوظائف كاملة كمدرسين أو وكلاء عقاريين أو مندوبين للمبيعات، ويمارسون كرة القدم بالتوازي مع حياتهم المهنية.
ويخوض أوكلاند سيتي مواجهات صعبة أمام بايرن ميونيخ وبنفيكا وبوكا جونيورز في دور المجموعات، في تجربة وصفها مهاجمه أنغوس كيلكولي بأنها “حلم يتحقق، ومجموعة مجنونة”.
وأتاحت لوائح البطولة لكل فريق تسجيل ما بين 26 و35 لاعبًا في القائمة، مع فتح نافذة انتقالات استثنائية خلال الفترة من 1 إلى 10 يونيو الحالي، وهي فترة شهدت تسجيل 58 صفقة جديدة، بقيمة إجمالية بلغت نحو 480 مليون دولار، ما يعكس حجم الطموحات والمنافسة بين الفرق.
كما تنص اللوائح على إمكانية استبدال وإضافة لاعبين خلال البطولة نفسها بين 27 يونيو و3 يوليوز 2025، بشرط استيفاء شروط تعاقدية محددة، بما يتيح مشاركة اللاعبين الذين تنتهي عقودهم الصيفية دون خرق اللوائح.
وتتصدرالجنسية البرازيلية قائمة الجنسيات الأكثر تمثيلًا بـ141 لاعبًا، تليها الأرجنتينية بـ103، ثم الإسبانية بـ54، فالبرتغالية بـ49، والمكسيكية بـ41 ثم المغرب ب31 من 8 أندية مختلفة.