قنصلية للسلفادور بالعيون.. خبير: دعم أكثر متانة لوحدة المغرب الترابية

كشفت جمهورية السلفادور عن دراستها لإمكانية فتح قنصلية في مدينة العيون، مجددة دعمها للوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وجاء هذا الموقف، الذي عبر عنه نائب رئيس السلفادور فيليكس أولوا، خلال لقائه بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج ناصر بوريطة، في العاصمة الأكوادرية كيتو يوم السبت 24 ماي 2025، أثناء تمثيل بوريطة الملك محمد السادس، في حفل تنصيب الرئيس الأكوادوري دانييل نوبوا.
في هذا الصدد، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية خالد الشيات، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن تأكيد السلفادور دعمها الوحدة الترابية “يأتي في إطار الأنساق التصاعدية للدبلوماسية المغربية فيما يتعلق بقضية الصحراء”، مشيراً إلى أنه “قد تم إرساء آلية أساسية لتعبير الدول عن مواقفها الداعمة للمغرب، خصوصاً من خلال دعم مقترح الحكم الذاتي”.
وأشار الشيات إلى أن هناك دولاً تربطها بالمغرب علاقات متميزة أكثر، كما هو الحال مع السلفادور، التي التزمت أيضاً بفتح قنصلية لها في الأقاليم الجنوبية، وهو ما اعتبره أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة محمد الأول بوجدة “دعماً أكثر مثانة لموقف المغرب من وحدته الترابية”.
ويرى المتحدث أن هذا الموقف يندرج ضمن الدينامية التي يشهدها المغرب دبلوماسياً في علاقاته مع منطقة أمريكا الجنوبية ومنطقة الكاريبي تحديداً، مشيراً إلى أنها دينامية يمكن وصفها بـ”دبلوماسية استرجاع القوة بالنسبة إلى المغرب في هذه الدول”.
وشدد على أن المواقف التي تدعم الطرح الانفصالي في أمريكا الجنوبية “قليلة”، لافتاً إلى أنها “تتمثل غالباً في بعض الجيوب المحدودة المتأثرة بأنظمة سياسية ما زالت تتبنى مواقف مساندة للانفصال”.
وذكر أن منطقة أمريكا الجنوبية “تشهد تحوّلاً عميقاً وجذرياً لصالح دعم الوحدة الترابية للمغرب، عوض التوجه التقليدي الذي كان سائداً في عدد من دولها، والتي كانت ترتبط بأنظمة سياسية يسارية”، والتي “غالباً ما كانت تدعم الطرح الانفصالي”.
واعتبر الشيات موقف السلفادور ومواقف دول أمريكا الجنوبية عموماً “تحولاً محورياً”، يمثل إحدى الأدوات الأساسية في الضغط على الانفصاليين وعلى الجهات الداعمة لهم، “من أجل الدفع نحو تبني الحل الواقعي والسياسي المتمثل في مقترح الحكم الذاتي”، الذي يطرحه المغرب كحل واقعي.
وتشهد أمريكا اللاتينية، التي كانت تاريخياً معقلاً لدعم الانفصال بقيادة جبهة البوليساريو بدعم جزائري، تطورات دبلوماسية متسارعة، خلال السنوات الأخيرة، إذ سحبت دول مثل الأكوادور والسلفادور وبنما اعترافها بجمهورية البوليساريو الانفصالية، فيما أبدت أخرى مثل البرازيل دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.
وكانت بنما التي تعد أول دولة في المنطقة تعترف بـجبهة “البوليساريو” في 1978، قد انضمت في نونبر 2024 إلى قائمة الدول التي قررت تعليق علاقاتها بالجبهة، والاتجاه إلى دعم جهود الأمين العام والمجتمع الدولي، في إطار الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم ومقبول لدى الأطراف.
وقبل ذلك، في أكتوبر 2024، أقدمت الأكوادور على نفس الخطوة التي اتخذتها بنما بسحب اعترافها بالبوليساريو، وقبل ذلك بيوم واحد أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دعمه لخطة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب.
كما أعلنت وزارة الخارجية البيروفية، في شتنبر 2023، سحب الاعتراف بالبوليساريو، وقطع جميع العلاقات معها. وقبل ذلك بأكثر من سنتين، كانت قد أعلنت كل من باربادوس والسلفادور، عن تجميد علاقتهما بالجبهة الانفصالية.