في ذكرى النكبة.. طلاب ينددون بالتطبيع ويجددون الدعم لفلسطين

شهد محيط وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالرباط، يوم الخميس 15 ماي 2025 مظاهرة طلابية احتجاجاً على التطبيع الأكاديمي مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ 77 للنكبة الفلسطينية الذي يصادف 15 ماي من كل سنة.
ورفع المتظاهرون في الوقفة، التي دعا إليها الملتقى الطلابي الشبابي لمناهضة التطبيع ودعم ومساندة المقاومة الفلسطينية، الأعلام الفلسطينية ولافتات داعمة للقضية، كما هتفوا بشعارات تطالب بإسقاط التطبيع، وأخرى تساند المقاومة من قبيل “مافي حل إلا برحيل المحتل”.
وشارك في الوقفة الاحتجاجية فصيل طلبة اليسار الديمقراطي، الجهة القائمة على الملتقى، إلى جانب كل من شبيبة النهج الديمقراطي العمالي، وشبيبة اليسار الديمقراطي وحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها “بي دي اس” (BDS) – المغرب.
وفي هذا الصدد، قال المنسق الوطني لفصيل طلبة اليسار التقدمي، عماد دخمو، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إنه بالإضافة إلى تزامنها مع ذكرى النكبة، جاءت الوقفة في سياق ملتقى للفصيل في جامعة محمد الخامس، للتعبير عن موقف واضح ضد التطبيع الأكاديمي، مشيراً إلى أنه “تمت ملاحظة عودة هذا الأخير بشكل تدريجي داخل عدد من المعاهد والجامعات المغربية”.
وأوضح أن الهدف من تنظيم الوقفة هو إيصال رسائل عدة، “من بينها إدانة التطبيع واستنكار محاولات تمريره داخل الجامعات المغربية”، مذكرا بالمناسبة بمنع أنشطة داعمة للقضية الفلسطينية، مثل ما حدث مؤخراً من إغلاق أبواب بعض الجامعات في وجه الطلبة والنشطاء.
وبخصوص منع ملتقاهم الطلابي، قال دخمو إنه كان من المقرر أن تقام أغلب فعاليات الملتقى داخل مدرجات وقاعات كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، إلا أن “الطلبة فوجئوا بمنعهم من الاستفادة من القاعات بعدما تم القيام بجميع الإجراءات الإدارية المطلوبة لحجزها”.
وأشار إلى أن هذا المنع شمل المدرجات، والقاعات، وحتى بعض المرافق الأخرى مثل الأروقة، مسجلاً “عدداً من التدخلات والانتهاكات من طرف بعض حراس الأمن”.
وشدد المتحدث على أن منع الأنشطة الطلابية المتضامنة مع القضية الفلسطينية والمناهضة للتطبيع الأكاديمي يدخل ضمن ممارسات تهدف إلى “فرض هذا النوع من التطبيع داخل الجامعات المغربية، وإسكات أو محاصرة أي صوت طلابي يعارضه”.
وفي السياق، طالب المتظاهرون، في الوقفة الطلابية، أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في الرباط بإنهاء مظاهر التطبيع الأكاديمي في الجامعات المغربية، كما نددوا بـ”التضييق على الأصوات المناهضة للتطبيع، والتي تعمل لأجل التصدي للاختراق الصهيوني للجامعات المغربية”.
وشدد الطلبة على أن موقفهم رافض لكل أشكال التطبيع، مؤكدين ضرورة النضال من أجل إيقافه. كما نددوا “باستمرار حرب الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني بدعم من الدول الغربية وعملائها”.
وأعربوا عن استعدادهم لمواصلة التصدي لمحاولات ما وصفوه ب”الاختراق الصهيوني”، الذي يحذرون منه في ظل استمرار مسلسل التطبيع الأكاديمي من طرف الوزارة الوصية على قطاع التعليم العالي.
وتتزامن الوقفة الطلابية ضد التطبيع مع الذكرى 77 للنكبة الفلسطينية، التي توافق 15 ماي من كل سنة، وترتبط بذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، التي شهدت تهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم وأراضيهم، وباتوا مشتتين داخل وطنهم وخارجه حاملين لصفة “لاجئين” منذ سنة 1948.
وفي هذا السياق، دعا مناهضو التطبيع إلى الاحتجاج في مختلف مدن المغرب تخليدا لهذه الذكرى الأليمة، وذلك بالخروج في مظاهرات حاشدة بينها وقفة مركزية بالرباط، مساء يوم الخميس 15 ماي 2025.
وأعلنت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين تنظيم فعالية شعبية نضالية تحت شعار: “لا نكبة مع الطوفان ولا تطبيع مع الابادة والعدوان”، وذلك يوم الجمعة 16 ماي 2025 أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، وذلك في إطار فعاليات معركة “طوفان الأقصى” ضد حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني و ضد حرب التجويع الممنهج و الحصار الوحشي، و تخليدا للذكرى 77 للنكبة.
ومن جهتها، قالت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، إنها تنظم اليوم الوطني الاحتجاجي 23، بمناسبة ذكرى النكبة في جميع فروع الجبهة، فضلاً عن وقفة مركزية بالرباط، مساء الخميس أمام البرلمان، احتجاجاً على استمرار التطبيع، وتجويع الغزيين، واستمرار حرب الإبادة على الفلسطينيين.
ويعبر مصطلح النكبة عن المأساة الإنسانية المتعلقة بتهجير الفلسطينيين وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والإقتصادية والحضارية عام 1948.
وأعقبت النكبة أول حروب العرب مع إسرائيل، التي دارت بعد إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلان قيام إسرائيل، منتصف ماي 1948، والتي انتهت بهزيمة العرب، ليطلق عليها حرب “النكبة”.
وفي عام 1998، اقترح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إحياء الذكرى السنوية الخمسين للنكبة التي أعلنت يوم 15ماي، مما أضفى الطابع الرسمي على تاريخ استخدم بصورة غير رسمية منذ عام 1949.