العزيز: المغرب يعيش هوة بين شارع محتقن ومسؤولين في عالم مواز

قال الأمين العام لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، عبد السلام العزيز، إن المغرب يعيش “مفارقة صادمة” بين واقع اجتماعي مأزوم وخطاب رسمي “في عالم مواز”، داعيا إلى حوار وطني مفتوح على كل القوى الحية.
وأوضح العزيز، في تدوينة له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، أن المغاربة يخرجون للاحتجاج معبرين عن نبض “مجتمع يرفض العيش في عالم مواز”، مشيراً إلى أن الأمر “لا يتعلق بمؤامرة”، وأن الحل هو “الحوار والانكباب الجدي على الإصلاح، عوض التخوين والقمع والترقيع”.
وأضاف أن المواطنين يطالبون بالحقوق الأساسية من صحة وتعليم وشغل كريم، بينما يأتي الجواب الرسمي بـ”الهراوات والاعتقالات وخطابات وردية عن الدولة الاجتماعية والفتوحات الاقتصادية ونِعم كأس العالم المنتظرة”.
وشدد على أن المغاربة يريدون “صحة لا تُهينهم، ومدرسة توفر الحد الأدنى من شروط التعلم، وشغل منتج يقيهم من البطالة والعوز، وقدرة شرائية لا تُسحق تحت نار الأسعار”.
وانتقد المسؤول الحزبي ما وصفه بـ”هوة متزايدة” بين الشارع المحتقن والمسؤولين الذين “يعيشون في عالم مواز”، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة يَعِد بعشرات المليارات و”معجزات” الدعم المباشر للفقراء والمعوزين، ويبشر بمستشفيات عمومية تفوق في جودتها مصحات خمس نجوم، “بينما المواطن يقف في طوابير المستشفيات التي قد تمتد لأشهر، إن بقي على قيد الحياة”.
وعلى مستوى التعليم، أشار العزيز إلى أن رجال التعليم “يعيشون حالة قلق وتساؤل دائم حول احترام الوزارة لتعهداتها والاتفاقات التي أبرمتها مع ممثليهم”، وسط اكتظاظ الفصول، في الوقت الذي يتحدث فيه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة محمد سعد برادة عن “مدرسته الرائدة التي أصبح يتنافس علماء التربية عبر العالم لمعرفة أسرار نجاحها الباهر”، في إشارة إلى برنامج مدارس الريادة وتصريحات الوزير بشأنه.
وأكد الأمين العام أن المغرب “يتذيل مؤشرات الصحة والتعليم والنزاهة عالميًا، ومستوى البطالة به فاق كل المستويات المألوفة”، مقابل مسؤولين “يتحدثون مع أنفسهم لغة سماوية مستمتعين بصدى أصواتهم في عالمهم الذي يسير فيه قطار التنمية بسرعة الضوء”.
وحذر من أن الاستمرار في هذا النهج، خاصة مع التحضير لانتخابات 2026 وفق قوانين “تصاغ من قبل نفس الأحزاب المسؤولة عن الأزمات”، سيؤدي إلى “تعميق الشرخ وانعدام الثقة ونضوب الأمل في التغيير”، في الوقت الذي يعبّر فيه المواطنون “بقوة وبشكل جماعي عن رفض السياسات التي أنتجت هذا الواقع”.
وختم بدعوة إلى حوار وطني حقيقي مفتوح على كل قوى المجتمع، “وقائم على الاعتراف بالأزمات بدل تزويقها”، مؤكداً أن هذا هو الحل الوحيد الذي “يمكن أن يفتح أفقًا جديدًا ويعيد الأمل في بناء وطن يتسع للجميع”.
وأكد أن الاحتجاجات ليست مؤامرة، مشيراً إلى أنها نبض مجتمع “يرفض أن يعيش في عالم مواز”، مجدداً الدعوة إلى “الحوار والانكباب الجدي على الإصلاح، عوض التخوين والقمع والترقيع”.