story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

فتح السفارة المغربية في دمشق ينعش آمال حل ملف العالقين في سوريا والعراق

ص ص

لم يحي إعادة فتح السفارة المغربية في دمشق، وما رافقها من إغلاق مكاتب جبهة البوليساريو على الأراضي السورية، توقعات لمسار جديد للعلاقات بين البلدين فقط، بل بعث أيضا أملا جديدا في نفوس عائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا و العراق، بإمكانية تحريك ملفهم نحو الحل بعد سنوات من الانتظار.

في هذا السياق، قال عبد العزيز البقالي، رئيس تنسيقية عائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، إن “الصرخة التي نرفعها اليوم ليست سوى رجاء أخير لانتشال أبنائنا من الجحيم الذي يعيشون فيه”.

وأضاف البقالي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن مطلبهم يكمن في تسريع حل هذا الملف الإنساني، وذلك “قبل أن يبتلع النسيان من تبقّى من نسائنا وأطفالنا وشبابنا الذين تقطعت بهم السبل في مخيمات لا تصلها شمس الحياة، ولا تطأها رحمة العالم.”

وأوضح البقالي أن “العديد من العائلات المغربية مقطوعة تمامًا عن العالم الخارجي، ولا تصلها أخبار أو مساعدات، كما تواجه الجوع والأمراض والظروف النفسية الصعبة”، مشيرًا إلى أن “بعض المعتقلين المغاربة في العراق قضوا أكثر من عشرين سنة وراء القضبان، وهو ما يجعل الحاجة ملحّة إلى رعاية نفسية وطبية عاجلة”.

وأكد أن التنسيقية تركّز في الوقت الراهن على مطلب إعادة النساء والأطفال، باعتبارهم الفئة الأكثر هشاشة، “والتي لا تتحمّل مسؤولية القرارات التي اتخذها أزواجهم أو آباؤهم”، مضيفا أن هذا الطرح “يحظى بتفهم من عدد من المسؤولين الأمنيين والسياسيين”.

وختم البقالي تصريحه بالتأكيد على أن “العودة إلى الوطن تظل الأمل الوحيد لهؤلاء العالقين، وأن عائلاتهم تنتظرهم بشوق كبير”، داعيًا الجهات المعنية إلى “تسريع وتيرة التدخل، واتخاذ إجراءات عاجلة تضمن كرامة وسلامة المغاربة العالقين في بؤر التوتر”.

ويذكر أن وفدا حكوميا سوريا زار السبت 24 ماي 2025، مخيم الهول الذي تديره الإدارة الذاتية الكردية، ويضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، من بينهم العديد من المغاربة، وذلك في أول زيارة منذ وصول السلطة الانتقالية إلى دمشق.

وترزح المئات من النساء وأطفالهن تحت وطأة احتجاز طويل بمخيم الهول بالشمال السوري الذي كان مسرحا لمآسي، أبطالها أطفالهم الصغار الذين تعرضو لأشنع عمليات القتل والتنكيل، آخرها تعرض طفل لإطلاق نار اخترق جسده الصغير، ووفاة طفلة مغربية في ظروف “غامضة” و دفنها دون تحقيق في الموضوع.

وفي غضون ذلك، انقطعت أخبار العديد من الرجال، بعد ابتلعتهم معركة الباغوز سنة 2019، التي وضعت حدًا لآخر معقل لتنظيم داعش في سوريا، حيث كانت المعركة شاهدة على أعنف المواجهات بين التنظيم وقوات قسد المدعومة من التحالف الدولي.

وبحسب أرقام التنسيقية الوطنية لعائلات المغاربة العالقين والمعتقلين بسوريا والعراق، توجد 97 امرأة مغربية محتجزة في مخيمات بشمال سوريا وبرفقتهن 259 طفلا، بينما يبلغ عدد الرجال المقاتلين المعتقلين في سوريا نحو 130 شخصا، كما يوجد 25 طفلا مغربيا يتيما، بالإضافة إلى 10 معتقلين بالسجون العراقية، بينهم امرأتين.

وبحسب المكتب المركزي للأبحاث القضائية فإن عدد المغاربة الذين التحقوا بالساحتين السورية والعراقية، بلغ 1659 شخصاً، لقي 745 منهم حتفهم، في حين اعتقلت السلطات الأمنية 270 منهم خلال عودتهم إلى البلاد، بموجب قانون مكافحة الإرهاب المغربي لعام 2015، الذي ينص على عقوبات تصل إلى السجن 15 عاماً للذين ينضمون إلى جماعات إرهابية في الخارج.

ويذكر أن آخر عملية استعادة لمغاربة هذه المنطقة الساخنة من العالم، تعود إلى شهر أكتوبر 2023، عندما أشرفت السلطات المغربية على إعادة طفلة من أم مغربية إلى المملكة بعدما قضت 7 سنوات في أحد السجون العراقية بسبب اعتقال أمها فيه.