غالي: رغم التهديدات الإسرائيلية.. سنبحر إلى غزة مهما كان الثمن – حوار

ينتظر أن ينطلق، يوم الأربعاء 10 شتنبر 2025، من المياه التونسية، أسطول الصمود المغاربي، المشارك ضمن أسطول الصمود العالمي، الذي انطلق هو الآخر من المياه الإسبانية والإيطالية، والمتوجه نحو قطاع غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 18 سنة.
ويشارك المغرب في الأسطول بسفينتين، تضم الأولى سفينة مغربية خالصة، فيما تضم الثانية سفينة مشتركة يشارك فيها ناشطون من المغرب والجزائر وتونس، وتتكون المشاركة المغربية من فريقين متكاملين.
ويوجد الفريق الأول على متن السفن، ويشمل طاقم إبحار مغربي يضم الربان ومساعده والمهندس الميكانيكي، إلى جانب شخصيات وطنية بارزة وأطباء من مختلف التخصصات وأطقم تمريضية، إضافة إلى أساتذة جامعيين وباحثين وإعلاميين ومهندسين وتقنيين ومنسقين؛ بينما يعمل الفريق الثاني من الأرض، مكلفًا بالتنسيق والدعم اللوجستي والإعلامي والتعبوي لضمان متابعة ميدانية مستمرة لكل مراحل المبادرة التضامنية.
ومن بين المشاركين في الوفد المغربي ضمن هذه المبادرة الإنسانية العالمية، عزيز غالي، الطبيب الصيدلاني والرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الذي أكد أن الأسطول سيبحر إلى غزة مهما كان الثمن، بالرغم من التهديدات الإسرائيلية، وذلك في حوار أجرته معه صحيفة “صوت المغرب”، حول مشاركته رفقة الوفد المغربي وأهداف أسطول الصمود العالمي.
. ما الذي دفعك شخصيًا إلى الانخراط في هذه المبادرة؟
ج: شخصيًا، هذه ليست أول مشاركة لي في المبادرات الإنسانية، فقد كنت في بغداد عام 2003 خلال الحرب، وغادرت المدينة بعد سقوطها يوم 12 أبريل، وفي 2006، عملت في مستشفى بن جبيل جنوب لبنان منذ بداية حرب تموز وحتى نهايتها.
كما زرت قطاع غزة بين عامي 2008 و2009، حيث عملت في مستشفى العودة، وعملت أيضًا في مستشفى “بن جبيل” على الحدود اللبنانية-الفلسطينية.
ولقد زرت غزة مرتين، في 2008 و2014، وهذه ليست أول مهمة إنسانية أقوم بها، لأنني أعتبر من واجب أي مهني صحي تقديم المساعدة، حيث كنت حاضرًا في زلزال هايتي وزلزال تركيا، وأيضًا في أزمة وباء الإيبولا في ليبيريا.
لأنه أرى أن واجب رجل الصحة يتطلب الحضور في هذه المواقف الإنسانية، خاصة إذا كانت مرتبطة بقضية وطنية مثل القضية الفلسطينية.
وبالتالي سأكون مسؤولًا عن وصف الأدوية للمشاركين في الرحلة في حالة مرض أحدهم، خاصة مع نقص عدد الأطباء على السفن، لذلك دورنا يشمل العون الطبي إلى جانب الجانب الحقوقي والإنساني.
. كيف يمكن تصنيف هذه المشاركة كعمل تطوعي إنساني؟
ج: هذه المشاركة لها طابع تضامني واستمراري في العمل الحقوقي، فنحن نعتبر أنفسنا امتدادًا للوقفات والمبادرات التضامنية مع فلسطين وما يقع في غزة التي شهدها المغرب خلال الأشهر الـ23 الماضية.
فالمغرب يشكل استثناءً في المنطقة، بحيث أنه الشعب الوحيد الذي ظل في الشوارع منذ بداية الحرب وحتى الآن.
لذلك، تأتي مشاركتنا كاستمرار لهذا الزخم ودعمًا للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
. ما هو الهدف الأساسي من مشاركتكم ضمن أسطول الصمود العالمي؟
ج: الهدف المباشر من مشاركتنا هو خلق ممرات إنسانية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، ففكرة السفن جاءت بعد فشل القوافل البرية التي كانت تنطلق من ليبيا ومصر منذ عامي 2006-2007 وأيضا السفن التي كانت تبحر نحو غزة.
لذلك تم التفكير في بدائل أخرى، من بينها “قافلة الصمود”، التي تضم مجموعة من السفن محملة بالمساعدات الإنسانية، إضافة إلى حضور شخصيات دولية لكسر الحصار.
بالطبع، هذه المساعدات لن تغطي كل احتياجات سكان غزة، لكنها على الأقل تكسر الحصار وتسلط الضوء على ضرورة فتح ممرات إنسانية.
. هل تتلقون تهديدات إسرائيلية مباشرة بخصوص هذه المبادرة، خاصة بعد استهداف الأسطول في مناسبتين على المياه التونسية؟
ج: نعم، إسرائيل طالما هددت أكثر من مرة مثل هذه المبادرات، ومؤخرًا، صرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أن المشاركين هذه المرة لن يُعاملوا كنشطاء إنسانيين، بل سيتم اعتبارهم إرهابيين وقد يُحتجزون في السجون.
لكن موقفنا واضح: سنتوجه إلى غزة مهما كانت التهديدات، وهناك تنسيق قانوني وحقوقي لمتابعة أي انتهاكات محتملة، يشمل الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان وعددًا من الجمعيات الدولية، لضمان أن كل شيء يتم وفق القانون الدولي.
سنتحرك من تونس إلى المياه الدولية، ثم إلى المياه الإقليمية لغزة، مع احترام القانون الدولي، ولن نحمل سوى الأدوية والمساعدات الغذائية لسكان غزة الذين يتعرضون للجوع، وتجدر الإشارة إلى أن هذه المياه لم تكن يومًا تحت السيطرة الإسرائيلية.
كيف ترى المشاركة المغربية في هذه المبادرة؟
ج: المشاركة المغربية تشمل ثلاث مجموعات: ضمن الأسطول المغاربي، ومجموعة حركة “إلى غزة”، ومغاربة انضموا مباشرة من أوروبا عبر تونس.
وأرى أن المشاركة جيدة جدًا، خصوصًا أن احترام خيارات كل شخص يعكس الوحدة في دعم القضية الفلسطينية.
أما رسالتنا الأساسية موجهة إلى الشعوب، فنحن نمثل موقفًا عربيًا رافضًا للاحتلال، ونرفع الصوت أمام المجتمع الدولي والصمت الغربي تجاه الانتهاكات.
كما نوجه رسالة إلى حكام العرب ندين فيها “خيانتهم للقضية الفلسطينية”.