story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
استثمار |

عبر تعاون تركي.. المغرب يتجه لتصنيع مسيرة خاصة بالقوات المسلحة الملكية

ص ص

في خطوة استراتيجية تهم التعاون الصناعي العسكري بين المغرب وتركيا، يستعد البلدان لإطلاق مصنع متطور لشركة “بايكار” التركية في مدينة بنسليمان، بهدف تصنيع طائرات بدون طيار (درون) جديدة عالية التقنية، موجه حصريًا للمغرب.

وسيُقام هذا المشروع الصناعي عبر نقل التصنيع الكامل داخل المغرب، إذ سيشمل إنتاج الطائرتين الشهيرتين بيرقدار تي بي 2 (Bayraktar TB2) وأقنجي (Akıncı).

وعلى عكس التوقعات، فإن الوحدة الإنتاجية المستقبلية في بنسليمان لن تقتصر على تجميع طائرات الدرون من طراز TB2 أو Akinci، بل ستركز، بحسب Medias24، على تصنيع “مسيرة مخصصة أساساً للمغرب”، عالي القيمة المضافة، ويتمتع بإمكانيات كبيرة للتصدير.

وأضاف المصدر أن اختيار الموقع “لم يكن اعتباطياً”، مشيرا إلى أن مدينة بنسليمان أصبحت قطباً صناعياً رئيسياً في مجال الطيران الدفاعي. كما أن موقعها الاستراتيجي يجعلها قريبة من القاعدة الجوية للدعم اللوجستي للقوات الملكية الجوية، “مما يعزز التآزر والخدمات اللوجستية.

“وتكمن النقطة الأكثر استراتيجية في هذا المشروع في طبيعة المنتج الجديد (مسيرة جديدة)”، بحسب المصدر ذاته.

ويُذكر أن المغرب سبق أن اقتنى عدداً من طائرات “بيرقدار تي بي “2 التي أظهرت كفاءة عالية في مهام المراقبة والدعم العملياتي، ما شجع على توطين صناعتها محلياً في إطار الرؤية المغربية لتعزيز استقلاليتها الدفاعية وتطوير قدراتها التكنولوجية.

وبعد طائرات “بيرقدار تي بي2” التي أعلنت شركة “بايكار” التركية تزويد المغرب بها خلال شهر غشت 2024، أعلن منتدى “فار-ماروك”، في فبراير الماضي، تسلم المغرب لأولى وحدات المسيرات الثقيلة القتالية الأحدث من نوع “أكينجي” من ذات الشركة التركية.

وحسب نفس المنتدى الإخباري المتخصص في الأخبار التي تهم المؤسسة العسكرية، فقد استقبلت القوات الملكية الجوية قبل أيام أولى وحدات المسيرات الثقيلة القتالية “أكينجي” التي تصنعها شركة “بايكار” التركية استعدادًا لدخول أولى أسرابها للخدمة الفعلية.

وتوج هذا التعاون بإعلان شركة بايكار التركية الرائدة في صناعة الطائرات المسيّرة، في يناير 2025، عن تأسيس فرع لها بالمغرب تحت اسم “أطلس ديفنس” (Atlas Defense).

وعلق الخبير الأمني والاستراتيجي محمد الطيار على الموضوع، حينها، بأن التعاون المغربي-التركي شهد تطورًا ملحوظًا خلال الأشهر الأخيرة، حيث برز ذلك بشكل واضح من خلال زيارة وفد من شركة “أسيلسان” التركية، إحدى أكبر وأهم 50 شركة دفاعية عالميًا، إلى المغرب.

وأضاف أن المغرب أبرم اتفاقية مع “أسيلسان” بقيمة 50.7 مليون دولار للحصول على منظومة الحرب الإلكترونية “كورال”، كما أن هناك تقارير تفيد بأن المغرب يجري محادثات مع الشركات التركية لاقتناء نظام إدارة القتال من الجيل الجديد “CMS”، مما يعزز قدراته الدفاعية.

وفي المقابل، أظهرت الأسلحة التركية فعاليتها في العديد من ميادين العمليات، مثل الحرب الأوكرانية الروسية، والحرب بين أرمينيا وأذربيجان والحرب الليبية، وأيضاً في مواجهة التهديدات الأمنية في شمال سوريا ومالي والعراق.

وتعتمد مسيرة “بيرقدار تي بي 2” التي تستطيع البقاء في الجو بشكل مستقل لأكثر من 20 ساعة، على نظام صاروخي موجه بمحدد ليزر عالي الأداء، وهي تستخدم 4 ذخائر ذكية من طراز “روكستان مام” في ضرباتها “المدمرة”، كما أنها أثبتت كفاءة عالية في الحرب الروسية الأوكرانية لصالح كييف.

أما مسيرة “أقنجي” فتتميز بدورها بقدرات استثنائية مثل التحليق لمُدد طويلة وارتفاعات عالية، إضافة إلى حمل حمولات ثقيلة ومتنوعة من الأسلحة، فضلاً عن استخدام أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة، وقدرات قتالية جو-جو وجو-أرض، مما يجعلها منصة جوية قتالية استراتيجية قادرة على أداء مهام المراقبة والهجوم بكفاءة عالية، مع خفض الأعباء عن المقاتلات التقليدية.

وكانت، صحيفة “لوموند” الفرنسية قد أفادت، في يناير الماضي، بأن المغرب يستعد ليصبح أول دولة إفريقية تحتضن مشروعًا لإنتاج الطائرات المسيرة التركية، وذلك عبر تأسيس شركة “أطلس ديفنس”، التي تم الكشف عن تسجيلها حديثًا في المحكمة التجارية بالرباط عبر إعلان قانوني ورد في الجريدة الرسمية بتاريخ 29 يناير 2025.

وأشارت الصحيفة إلى أن تسجيل الشركة أثار تساؤلات حول هوية ملاكها، ليُكشف لاحقًا أنها تعود للأخوين حلوك وسلجوق بيرقدار، وهما من أبرز الشخصيات في قطاع الصناعات الدفاعية التركية.

وفي هذا السياق، أكد الخبير الدفاعي نزار دردابي، وفق ما نقلته لوموند حينها، أن “المغرب قد يصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج الطائرات التركية، خاصة مع زيادة الطلب عليها في شمال وغرب إفريقيا نظرًا لتكلفتها المنخفضة مقارنة بجودتها”.

ووفقًا لموقع ميليتاري أفريكا المتخصص، تتركز أكثر من نصف الطائرات بدون طيار المستخدمة في إفريقيا في منطقة شمال القارة، حيث يمتلك المغرب حوالي 230 طائرة، ما يجعله ثاني أكبر جيش يمتلك هذا النوع من الطائرات في إفريقيا، في حين تمتلك الجزائر نحو 120 طائرة، وتحتل المرتبة الخامسة.