طلبة “الزراعة والبيطرة” بالرباط يتظاهرون ضد هدم سكنهم الداخلي

تظاهر طلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، احتجاحاً على هدم السكن الداخلي الخاص بهم على خلفية مشاريع لتوسيع الطرق.
ورفع المتظاهرون في المظاهرة التي دعا إليها مكتب الطلبة بالمعهد لافتات كُتِب عليها “هدم السكن يساوي هدم الطالب”،
و”سكن غير مستقر يعني طالب بلا مستقبل”، إضافة إلى “سكني حقي. وكرامتي خط أحمر”.
كما هتفوا بشعارات تطالب بالتراجع عن هدم سكنهم الداخلي من قبيل “يا طالب علّي الصوت على حقك ماتسكت”، و”العيش الكريم ولا بد”.
وفي هذا الصدد، عبر يوسف لعرش، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، وهو طالب في معهد الزراعة والبيطرة بالرباط عن رفضه هدم السكن الداخلي، وأعرب عن استغراب الطلبة من شروع الجهات المعنية في ما وصفه ب”مشروع الهدم” الذي يرمي إلى توسعة الطريق الذي يمر عبر جزء من المعهد.
ورغم أن هذا المشروع يخدم المصلحة العامة للدولة المغربية، يضيف لعرش “إلا أن ما يثير الاستغراب والاستنكار هو غياب أي أفق، أو حلول بديلة وتعويضية واضحة، خاصة وأن عدد الطلبة المتضررين يفوق الألفين”.
وأشار المتحدث إلى أن المصير الدراسي لهؤلاء الطلبة أصبح ضبابياً، إذ أنه “لا يُعرف إن كانوا سيتمكنون من الاستمرار في السكن داخل المعهد خلال السنة المقبلة أو السنوات التي تليها، أو قد يتعرضون للتشرد في شوارع العاصمة”.
وقال إن الخطوات الاحتجاجية التي اتخذها الطلبة يعتبرونها “ضرورية لإيصال صوتنا إلى الرأي العام، وإلى الجهات المسؤولة”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن تنفيذ مشاريع من هذا النوع تمسّ كرامة الطالب المغربي دون خطة واضحة، أو بدائل تحفظ كرامته والاجتماعية”.
وشدد على أن طلبة المعهد يعتبرون أنه من حقهم المشروع أن يكونوا طرفاً فاعلاً في عملية البحث عن الحلول، باعتبارهم طلبة متضررين بشكل مباشر وأساسي من هذا المشروع.
ولفت إلى أن إشراك طلبة معهد الزراعة والبيطرة في هذا المسار لا يمثل فقط استجابة لمطلب شرعي، بل يشكل أيضا خطوة ضرورية لضمان أن يتم التدخل بطريقة مباشرة وشفافة، “تطمئن الطلبة بأن معالجة الإشكال تسير بوتيرة جدية، وأن البحث جار عن حلول تحفظ حقوق الطلبة”.
وأعرب لعرش عن أمله في أن تنظر الجهات المعنية إلى هذا الملف “بعين الجدية والاهتمام الذي يليق بقضية تمسّ مستقبل الطالب المغربي، دراسياً واجتماعياً، وتمس كرامته الإنسانية كذلك”.
ويقول الطلبة إنهم توصلوا بخبر هدم مساكنهم “دون أي إشعار مسبق، وفي ظل غياب تام لأي توضيحات رسمية بخصوص تاريخ بدء عملية الهدم أو تدبير مصيرهم كمقيمين بهذا السكن”.
ويعتبرون أن “هذا الغموض يزيد من قلق الطلبة ويضع مستقبلهم الدراسي والمعيشي في دائرة المجهول”.
وقال الطلبة، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إن غالبيتهم لا يملكون الإمكانيات المادية للكراء أو الإقامة خارج السكن الجامعي، فضلاً عن أن مدينة الرباط “تعاني مسبقاً من أزمة سكن خانقة، كما لا يمكنها استيعاب هذا العدد الكبير من الطلبة في فترة قصيرة”.
وأضاف البلاغ أن انعدام البدائل أو الحلول التعويضية يجعل الطلبة أمام “خطر التوقف القسري عن الدراسة”، مشيراً إلى أنهم يستنكرون ما وصفوه ب”التهديد الصريح” لحقهم في السكن الجامعي، معتبرين ذلك “مساساً بهذا الحق وباستقرارهم النفسي والاجتماعي والأكاديمي.
كما يعبر البلاغ عن رفض الطلبة أي قرار يتخذ في غيابهم، ومن دون إشراكهم أو إعلامهم، مشددين على أن حقهم في المشاركة في اتخاذ القرارات التي تمس مستقبلهم حق مشروع لا يمكن التنازل عنه.