story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

صفقة الوداد تنتظر الضوء الأخضر من الجامعة.. زياش بين القانون والملعب

ص ص

رغم الصفقة التي هزت الشارع الرياضي المغربي، بعد تعاقد نادي الوداد الرياضي رسميا مع النجم الدولي حكيم زياش حتى سنة 2027، إلا أن فرحة الجماهير الحمراء سرعان ما اصطدمت بحقيقة قانونية مفادها أن اللاعب لن يتمكن من خوض المباريات رسميا إلا بعد موافقة استثنائية من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بسبب توقيعه خارج فترات الانتقالات الرسمية.

فالقوانين المحلية لا تسمح بتسجيل اللاعبين الأحرار خارج المواعيد المحددة، ما يجعل مشاركة زياش مؤجلة إلى الميركاتو الشتوي المقبل في يناير 2026، ما لم تتدخل الجامعة لمنحه ترخيصًا خاصًا.

يعود الأمر إلى إشكال قانوني مرتبط بتوقيت التسجيل. وتقول تفاصيل القضية إن القوانين المحلية المغربية لا تتضمن نصا صريحا يسمح بتسجيل اللاعبين الأحرار خارج فترتي التسجيل الرسميتين (الصيفية والشتوية).

فالمادة السادسة من لوائح انتقالات اللاعبين داخل الجامعة تنص على أن التسجيل “لا يتم إلا خلال الفترات المحددة سلفا”، دون أي استثناء للحالات الخاصة، بخلاف لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، التي تمنح استثناء للاعبين الذين فسخوا عقودهم قبل انطلاق الموسم الرياضي.

وبناء على ذلك، فإن وضعية زياش تضع الجامعة أمام اختبار قانوني حساس: هل تتقيد بالتفسير الحرفي للائحة الوطنية، أم تراعي روح النص الدولي الذي يهدف إلى حماية اللاعبين من البطالة التعاقدية؟

وتنص المادة 6 من لوائح أوضاع وانتقالات اللاعبين الصادرة عن الفيفا، على قاعدة أساسية تمنع تسجيل أي لاعب خارج فترتي الانتقالات، لكنها تفتح الباب أمام استثناءات دقيقة، منها:

  • انتهاء العقد أو فسخه بالتراضي قبل نهاية فترة التسجيل؛
  • الفسخ المشروع من طرف اللاعب؛
  • الظروف القاهرة أو الحالات الخاصة.

وتؤكد الفيفا من خلال هذه الاستثناءات أن الهدف ليس تقييد حركة اللاعبين، بل ضمان توازن السوق واحترام مبدأ الاستقرار التعاقدي.

من الناحية القانونية، يعتبر زياش لاعبا حرا بعد إنهاء عقده مع نادي الدحيل القطري قبل بداية الموسم الكروي، ما قد يتيح له الاستفادة من روح المادة 6 من لوائح الفيفا. غير أن غياب نص مماثل في اللوائح المحلية يجعل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الجهة الوحيدة المخولة بإصدار موافقة استثنائية تسمح بتسجيله الآن، أو تأجيل ظهوره الرسمي إلى الميركاتو الشتوي المقبل في يناير 2026.

ويبقى التحدي اليوم في مواءمة اللوائح الوطنية مع التطور الدولي الذي يعرفه سوق انتقالات اللاعبين.

غير أن الوداد اختار المسار الآمن قانونيا، إذ أعلن مسؤولو النادي أن زياش لن يلعب رسميا إلا بعد استيفاء الإجراءات القانونية أو صدور قرار رسمي من الجامعة. في المقابل، لم تخف الجماهير الودادية حماسها الكبير للصفقة، معتبرة أن مجرد وجود زياش في مركب الوداد يمثل دفعة رمزية قوية للكرة المغربية.

وفي انتظار الحسم النهائي من الجامعة، يبقى السؤال المطروح: هل سيتدخل الجهاز الوصي لتأهيل النجم المغربي قبل يناير، أم سيضطر عشاق الوداد إلى الانتظار حتى بداية العام المقبل لرؤية زياش بقميص الفريق الأحمر؟

ياسين جليل (صحافي متدرّب)