صرخة مؤلمة لامرأة حاصرتها الفيضانات: “شادة غير فالحيط…عتقوني”!
نجت من موت محقق، بعد أن ظهرت وهي تتمسك بالحياة وسط سيول جارفة اجتاحت حي باب الشعبة بآسفي، بائعة فخار، تبدو في السبعينات من عمرها، وجدت نفسها محاصرة بالمياه، تصرخ مذعورة: “شادة غير فالحيط… عتقوني!”، بينما كانت الأمطار تتدفق بغزارة حولها، مهددة بابتلاعها في أي لحظة.
لحسن الحظ، تدخل سكان الحي بسرعة وفي اللحظة المناسبة لإنقاذها، إذ مدوا حبلًا باتجاهها، فأمسكته بإحكام، ثم بدأوا بسحبها ببطء من التيار العنيف، حتى تمكنت من الوصول إلى مكان آمن بعيدًا عن المياه الجارفة.
بعد نجاتها، تحدثت السيدة في فيديو وهي تبكي، تحمد الله على نجاتها، وتقول إنه قدر الله، مؤكدة أنه لولا تدخل شباب الحي لكانت قد قضت نحبها، قائلة “رأيت الموت أمام عيني”.
ورغم نجاتها من الغرق، تقول السيدة إن مياه الأمطار لم ترحم من كانوا معها، إذ جرفت زوج ابنتها وأخته، ما زاد من ألمها وحجم الصدمة التي عاشتها.
وقد ظهرت في الفيديو في حالة عياء شديد، متأثرة بمرض السكري الذي تعاني منه، إذ كانت قريبة من فقدان الوعي لولا تدخل الجيران الذين سارعوا إلى مساعدتها، وأجلسوها لتستريح بعد لحظات عصيبة كادت تفقد فيها حياتها.
ويذكر أن مدينة آسفي، قد استيقظت صباح الأحد 14 دجنبر 2025، على وقع أمطار قوية حولت عددا من الشوارع والأحياء السكنية إلى برك مائية، بعدما اجتاحت السيول الأزقة بشكل مفاجئ، متسببة في توقف حركة المرور وتضرر سيارات ومحلات تجارية جراء غمرها بالمياه.
في هذا السياق، أفادت السلطات المحلية بإقليم آسفي أنه على إثر التساقطات الرعدية القوية التي شهدها الإقليم، والتي تسببت في تدفقات فيضانية استثنائية خلال فترة زمنية وجيزة لم تتعد ساعة واحدة، تم مساء يوم الأحد 14 دجنبر 2025، وفي حصيلة مؤقتة، تسجيل سبع حالات وفاة نتيجة السيول الجارفة وتسربها إلى عدد من المنازل والمحلات التجارية.
كما أوضحت المصادر ذاتها أنه تم إسعاف 20 شخصا آخرين، جرى نقلهم إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي، حيث يخضعون حاليا للعناية الطبية اللازمة.
بخصوص الخسائر المادية، فقد تم، في حصيلة أولية، تسجيل غمر مياه الامطار لـ70 منزلا ومحلا تجاريا، خصوصا بشارع بئر انزران وساحة أبو الذهب، إضافة إلى جرف السيول لنحو 10 سيارات.
كما تضرر المقطع الطرقي الرابط بين مدينة آسفي ومركز جماعة احرارة على مستوى الطريق الاقليمية رقم 2300، ما ادى الى انقطاع حركة المرور بعدة محاور داخل المدينة.
وفي مواجهة هذه الوضعية، أفاد البلاغ بأن السلطات العمومية وكافة القطاعات المعنية، عملت بتنسيق مع مختلف المتدخلين، على التعبئة الشاملة لجميع الوسائل اللوجستيكية والموارد البشرية، من اجل التدخل الفوري وتقديم الدعم والمساعدة للمواطنين المتضررين.
ولا تزال الى حدود الساعة الجهود متواصلة من اجل البحث عن مفقودين محتملين، الى جانب اعادة تشغيل شبكات الربط الطرقي وشبكات الخدمات الاساسية بمختلف مناطق الاقليم.