شقيق المختفي مروان المقدم يخوض إضرابا عن الطعام أمام عمالة الحسيمة

أعلن محمد المقدم، شقيق الشاب المغربي المختفي مروان المقدم، عن شروعه في اعتصام و خوضه إضرابا عن الطعام أمام مقر عمالة إقليم الحسيمة، ابتداء من الساعة الثامنة من صباح يوم الإثنين 4 غشت 2025، وذلك احتجاجا على ما وصفه بـ”سياسة الصمت” التي تطبع تعاطي السلطات المغربية وشركة النقل البحري الإسبانية “أرماس” مع ملف اختفاء شقيقه.
وجاء هذا الإعلان، كما عبر عنه محمد المقدم في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي بموقع “فيسبوك” صباح الإثنين 04 غشت 2025، في محاولة للضغط من أجل تحريك الملف، ومطالبة المؤسسات الرسمية بالخروج عن صمتها، وتوضيح الإجراءات التي اتخذتها منذ تسلمها شكاوى وطلبات الأسرة.
وقال محمد المقدم في تدوينته: “نطالب مؤسسات الدولة المغربية الرسمية التي تسلمت ملف المختفي مروان المقدم بأن تخرج لنا بما اتخذته في هذا الملف وأن تقدم توضيحات حول الإجراءات التي قامت بها للكشف عن مصيره “
وطالب المتحدث بكشف مصير شقيقه في أقرب وقت، ومعاقبة كل طرف متورط في حال ثبت وجود شبهة جنائية، مشددا على أن الأسرة “لم تتلق أي توضيحات منذ بداية اختفاء مروان، رغم المراسلات المتعددة التي وجهتها إلى السلطات المغربية”.
ورغم مرور أكثر من سنة، لم يكشف حتى الآن عن أي تطور في التحقيقات، وهو ما تعتبره عائلة المقدم “تجاهلا مؤلما ومعيبا “.
وقد واكبت هذه القضية بعض الجمعيات الحقوقية، مثل الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور، الذي سبق له أن طالب بفتح تحقيق شفاف وشامل معلنا تضامنه المبدئي و اللا مشروط مع عائلة الشاب المغربي مروان المقدم. فيما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تدوينة محمد المقدم، وأطلقوا في نفس الوقت نداءات للتضامن مع الأسرة والمطالبة بكشف الحقيقة.
ودعا محمد المقدم ، في ختام تدوينته، جميع الفاعلين والمهتمين والمتعاطفين مع القضية إلى الحضور ومساندته في هذه الوقفة، من أجل إنجاحها وإيصال صوته للجهات المعنية، مؤكدا أن الاعتصام سيتواصل إلى حين صدور توضيحات رسمية مقنعة للرأي العام، بخصوص مصير شقيقه.
وسبق لمحمد المقدم، أن خاض أيضا إضراب عن الطعام في فبراير الماضي، قبل أن يعلن حينها، في توضيح مصور بثه على حسابه الشخصي بموقع “فايسبوك”، تعليقه الإضراب عن الطعام بعد استدعائه من قبل الوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف بالناظور، الذي أعرب عن تضامنه معه وتسلم منه الوثائق من أجل بدء البحث في القضية، وفقا للمصدر ذاته.
وخاض محمد المقدم إضرابه عن الطعام والماء آنذاك، أمام مقر شركة الشحن البحري أرماس في بني انصار، التي سافر شقيقه على متن إحدى سفنها، مطالبا بكشف الحقيقة حول مصير أخيه مروان المقدم، الذي غادر التراب الوطني يوم 20 أبريل 2024، متجها إلى ميناء موتريل في إسبانيا.
وأكد محضر الشرطة المغربية، وفقا لحقوقيين، مغادرة مروان التراب الوطني، بينما قالت الشرطة الاسبانية عبر محضر رسمي إنه لم يدخل التراب الإسباني يوم 21 أبريل 2024.
وفي إطار تبنيها للملف وجهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع الناظور مراسلتين بتاريخ 19 دجنبر 2024، لكل من وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ومدير شركة أرماس في ميناء بني أنصار – الناظور، “من أجل المساعدة في البحث على الشاب المفقود، وتقديم كافة المعلومات المتوفرة خلال رحلته على متن الباخرة التابعة لشركة أرماس”.
وتوجه أعضاء الجمعية، عندما لم تتلق أي رد على مراسلاتها، إلى مقر الشركة في بني انصار قصد الاستفسار حول الموضوع، “وهناك أخبرهم أحد المسؤولين بأن المقر الرئيسي للشركة يوجد في جزر الكناري، وهو الذي يمكنه العودة إلى أنظمة المراقبة لتوضيح ملابسات الاختفاء”.
ولم تتلق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لحظتها، أي رد من مدير الشركة في جزر الكناري منذ مراسلتها له بتاريخ 22 يناير 2025، وفقا لبلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه.
وفي هذا الصدد، أعربت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن استغرابها من “صمت الشركة تجاه مراسلتها حول مصير الشاب المغربي مروان المقدم”.
وطالبت الجمعية النيابة العامة في الناظور بفتح تحقيق يشمل الخبرة التقنية لرقم هاتف الشاب المختفي، وأنظمة المراقبة التابعة للباخرة، لمعرفة الحقيقة الكاملة وكشف جميع التفاصيل وضمان الشفافية في ملف مروان الذي اختفى وهو على متن باخرة أرماس.
*أكرم القصطلني.. صحافي متدرب