story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

شبكات إجرامية تستغل قاصرين مغاربة في ترويج المخدرات بإيطاليا

ص ص

كشف تحقيق حديث نشرته صحيفة Corriere della Sera الإيطالية، عن “استغلال شبكات إجرامية منظمة لمجموعة من القاصرين والشباب المنحدرين من مدينة بني ملال المغربية، في أنشطة ترويج المخدرات داخل غابات منطقة “باركو ديلي غرواني”، شمال ميلانو”.

وكشف التقرير عن معطيات صادمة تتعلق بشبه “نظام عبودية حديثة” يتعرض له هؤلاء الشباب في إطار منظّم ومحكم.

وبحسب المصدر، تبدأ القصة من المغرب، حيث “يتم استقطاب هؤلاء الشبان من الأحياء الفقيرة بمدينة بني ملال، التي تعاني من مشاكل أبرزها الفقر، الهدر المدرسي، والتهميش الاجتماعي، إذ تقوم الشبكات الإجرامية بتأمين رحلتهم، ثم نقلهم إلى أوروبا، وتحديداً إلى إيطاليا، عبر ما يُعرف بالطريق الإسبانية، والتي تُعد المسار الأسهل والأكثر استخداماً من طرف الشبكات”.

وعند الوصول إلى إيطاليا، يضيف التحقيق، “يتم إيواء هؤلاء الشبان داخل مبانٍ مهجورة أو مزارع ريفية أُعيد ترميمها بشكل بسيط، وتقع غالباً في أطراف الغابات، إذ يتم استئجار هذه المواقع أو توفيرها من طرف شركاء يحملون نفس الأصول المغاربية، وتُستعمل كمراكز خلفية لتخزين المواد المخدرة وتنظيم عمليات البيع اليومية داخل الغابة”.

وتابع المصدر ذاته أنه “لا يُسمح لهؤلاء الشبان بمغادرة أماكن الإقامة لأي سبب كان، حتى لو تعلق الأمر بشراء حاجيات أساسية أو الخروج لفترة قصيرة، وذلك لمنعهم من الظهور في الأماكن العامة، أو التعرّف عليهم من قبل الجيران أو عناصر الأمن، للحفاظ على سريّة الشبكة وإخفاء هويات مروّجيها”.

وأضاف أنه “يتم إجبار كل شاب على حمل حقيبة صغيرة تحتوي على كميات محددة من المخدرات، وتتم محاسبته يوميًا من طرف مسؤولي الشبكة، وفي حال وجود نقص في عدد الجرعات المباعة أو في الأموال التي تم جمعها، يتعرّض المروج لعقوبات جسدية تشمل الضرب والتعذيب، دون أي إمكانية للدفاع عن نفسه”.

وتشير الصحيفة إلى أن “الدفاع عن البضاعة هو مسألة حياة أو موت بالنسبة لهؤلاء الشبان، وهو ما يجعلهم يحملون أسلحة بيضاء من نوع ماشيتا، كما قد يستخدمون العنف في مواجهة الشرطة أو حتى العض، في محاولة لبث الرعب وإيهام عناصر الأمن بإمكانية إصابتهم بأمراض معدية”.

وذكر التحقيق أنه “في إطار التصدي لهذه الظاهرة، قامت وحدات خاصة من الدرك الإيطالي، على رأسها “وحدة الصيادين Cacciatori”، بتطوير آليات وتقنيات لملاحقة الشبكات داخل الغابات، خصوصًا عبر عمليات التمشيط الليلي، والمراقبة المستمرة لمخابئ المهربين، كما تبرز مساهمة كتيبة الدرك بمدينة رو القريبة من ميلانو، والتي استعانت بالتنصت الميداني لكشف مسارات التموين وخطط التوزيع”.

ورغم الجهود الأمنية المكثفة، يشير المصدر إلى “غياب مقلق في التفاعل من قِبل باقي مكوّنات المجتمع المدني والمؤسسات الاجتماعية، التي يُفترض أن تلعب دورًا أساسيًا في الوقاية والتحسيس، خاصة أمام الظاهرة المتفاقمة التي تمزج بين استغلال الأطفال والاتجار بالبشر والعنف المنظم وتجارة المخدرات”.