سلطات البنين تحبط محاولة انقلابية وتعتقل 12 عسكريا
أعلنت حكومة بنين، يوم الأحد 07 دجنبر 2025، إحباط محاولة انقلاب جرت صباحا واعتقال 12 عسكريا من بينهم متورطون في الإعلان صباحا عبر شاشة التلفزيون عن إقالة الرئيس باتريس تالون.
وقالت مصادر أمنية وعسكرية لوكالة “فرانس برس” إن السلطات أوقفت 12 عسكريا من بينهم متورطون في محاولة الإنقلاب.
وتأتي هذه المحاولة الإنقلابية قبل أشهر من انتخابات رئاسية مقررة في أبريل المقبل، ينبغي أن يسلم بعدها الرئيس السلطة، بعد ولايتين رئاسيتين.
ويسجل هذا البلد الواقع على الساحل الغربي لإفريقيا نموا اقتصاديا قويا، رغم وقوع أعمال عنف يشنها إسلاميون متطرفون في الشمال.
وأكدت مصادر مقربة من الرئيس أنه بخير.
لكن الحذر ظل مخيما في العاصمة الاقتصادية كوتونو ظهر الأحد، وسمعت طلقات نارية فيما كان جنود يقطعون الطريق المؤدي إلى قصر الرئاسة. لكن، في مناطق أخرى من المدينة، كان السكان منشغلين باهتماماتهم اليومية.
“ترد أمني”
في الصباح الباكر، ظهر على شاشة التلفزيون الرسمي ثمانية عسكريين بلباسهم الرسمي وبنادقهم، معلنين إقالة الرئيس.
وأعلن العسكريون الذي عرفوا عن أنفسهم باسم “اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس” أن مجموعتهم “اجتمعت الأحد في 7 دجنبر 2025 وتداولت وقررت إقالة باتريس تالون من مهامه كرئيس للجمهورية”.
وبرر العسكريون الثمانية إعلانهم “بالتردي الأمني المتواصل في شمال بنين” و”إهمال العسكريين الذين قتلوا في الجبهة وترك عائلاتهم من دون دعم”، وأيضا بما اعتبروه “ترقيات غير عادلة على حساب من أهم أكثر استحقاقا”.
وندد الانقلابيون بـ”التراجع المقنع للحريات الأساسية” وتحدثوا عن مطالب اجتماعية.
لكن وفي وقت لاحق، أكد وزير الداخلية الحسن سيدو عبر التلفزيون فشل محاولة الانقلاب. وقال “القوات المسلحة في بنين وقيادتها مخلصة لقسمها، ومتمسكة بالولاء الجمهوري”.
وأضاف “رد فعلهم هو الذي مكن من استعادة السيطرة وإفشال المحاولة”.
جاءت هذه التصريحات فيما كان صوت الطلقات النارية ما زال يتردد في أرجاء من العاصمة، بحسب ما قال شهود عدة لوكالة “فرانس برس”.
وأوردت مصادر مقربة من تالون صباحا أنه بخير، وأن الجيش استعاد السيطرة على المدينة.
وقال المصدر لوكالة “فرانس برس” “إنها مجموعة صغيرة تسيطر فقط على التلفزيون. الجيش النظامي استعاد السيطرة. المدينة (كوتونو) والبلاد في أمان تام”.
وقطعت قوات عسكرية الطرق الموصلة إلى قصر الرئاسة وأيضا إلى مبنى التلفزيون وإلى أحياء تضم مؤسسات دولية.
وأدان الاتحاد الإفريقي محاولة الانقلاب. ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف “كل الأطراف المتورطة في محاولة الإنقلاب إلى الكف الفوري عن أي عمل مخالف للقانون” و”العودة من دون تأخير إلى واجباتها المهنية”.
بدورها، أدانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا محاولة الانقلاب ووصفتها بأنها “حركة لا دستورية تمثل انقلابا على إرادة الشعب”.
“الى نصابه”
وقال مصدر عسكري إن “الوضع تحت السيطرة” وإن الإنقلابيين لم يسيطروا لا على بيت رئيس الدولة ولا على قصر الرئاسة.
وأضاف “إنها مسألة وقت فقط ليعود كل شيء إلى نصابه. عملية التطهير قائمة”.
وشهد التاريخ السياسي لبنين انقلابات أو محاولات انقلاب عدة.
ويتولى باتريس تالون الحكم منذ 2016، وينهي العام المقبل ولايته الثانية، وهي الحد الأقصى المسموح به بحسب الدستور.
واستبعد أكبر حزب معارض من الانتخابات الرئاسية التي باتت محصورة بين الحزب الحاكم ومرشح معارض يعتبر “معتدلا”.
ورغم الإشادة بالتنمية الاقتصادية التي حققتها بنين في عهده، يتعرض باتريس تالون بانتظام لاتهامات من معارضيه بأنه تبنى نهجا استبداديا في بلد سبق أن تميز بديناميته الديموقراطية.