سفينتان مغربيتان ضمن الأسطول العالمي لكسر الحصار عن غزة

يشارك المغرب بسفينتين ضمن الأسطول البحري العالمي لكسر الحصار عن غزة، حيث تضم الأولى سفينة مغربية خالصة، والثانية سفينة مشتركة تضم مشاركين من المغرب والجزائر وتونس، وفق ما أكدته الحركة العالمية من أجل غزة – المغرب، في بلاغ يوم الأربعاء 27 غشت 2025.
وتتمثل المشاركة المغربية، حسب البلاغ، في فريقين متكاملين، الأول على متن السفن، ويضم طاقم إبحار مغربي يشمل الربان ومساعده والمهندس الميكانيكي، إلى جانب شخصيات وطنية بارزة وأطباء من مختلف التخصصات الجراحية وأطقم تمريضية، إضافة إلى أساتذة جامعيين وباحثين وإعلاميين ومؤثرين ومهندسين وتقنيين ومنسقين.
أما الفريق الثاني، فيعمل من الأرض، مكلفًا بالتنسيق والدعم اللوجستي والإعلامي والتعبوي لضمان متابعة ميدانية مستمرة لجميع مراحل المبادرة التضامنية، بحسب بلاغ الحركة.
ومن المقرر أن تنطلق المبادرة من إسبانيا بتاريخ 31 غشت 2025، ومن تونس بتاريخ 4 شتنبر 2025، وذلك بحضور قوي وملفت للمرأة المغربية والشباب، “ما يعكس روح التضامن والتنوع المجتمعي في هذه المبادرة الوطنية”، وفق ما أوضحته الحركة العالمية من أجل غزة – المغرب.
وتأتي هذه المشاركة ضمن جهود الحركة العالمية من أجل غزة – المغرب (GLOBAL MOVEMENT TO GAZA – MOROCCO) للمساهمة في تنظيم أسطول بحري دولي في اتجاه قطاع غزة، بهدف كسر الحصار وإيصال الدعم الرمزي والإنساني للسكان المحاصرين.
ويشارك الأسطول الدولي في هذه المبادرة هيئات مختلفة، منها الحراك العالمي نحو غزة، مناضلون من أسطول الحرية، أسطول الصمود المغاربي المعروف سابقاً بقافلة الصمود، وأساطيل المبادرة الشرق آسيوية SUMOUD NUSANTARA.
ويهدف الأسطول العالمي البحري إلى كسر الحصار المفروض على غزة، وإشراك الشعوب وأحرار العالم في الفعل المباشر ضد الحصار، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وتسليط الضوء على المجازر والإبادة التي يتعرض لها أهالي القطاع على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى إيصال بعض المساعدات الإنسانية الرمزية، حسب المصدر ذاته.
ويأتي هذا الإجراء في ظل استمرار الحصار الجائر المفروض على غزة، من طرف إسرائيل، وتجاهل المجتمع الدولي للمناشدات العالمية المطالبة بإنهاء هذا الحصار، في وقت تتفشي فيه المجاعة بين الأطفال والنساء والشباب والرجال داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 18 سنة.
وتمثل المشاركة المغربية في هذا الأسطول أكثر من تمثيلية فردية، إذ تضم السفينتان فاعلين من جنسيات متعددة في إطار طابع دولي تضامني واسع، ويشارك الأسطول عشرات السفن من أكثر من 44 دولة.
وشهدت فترة التسجيل، حسب البلاغ نفسه، تفاعلاً واسعاً من المغاربة والمتطوعين على الصعيد الدولي، “حيث عبر عدد كبير من أبناء وبنات الشعب المغربي عن رغبتهم في الانخراط في هذه المبادرة، وهو ما أسفر عن تمثيلية مغربية وازنة من حيث العدد والتنوع والكفاءة”، تقول الحركة العالمية من أجل غزة – المغرب.
وأشار المصدر ذاته، إلى اعتماد مسار انتقاء دقيق للمشاركين بناءً على مدى الالتزام بالضوابط التي وضعتها اللجنة المنظمة، ومن أبرزها السلمية والقدرة على ضبط النفس واتخاذ القرارات السليمة تحت الضغط، إلى جانب القدرة النفسية على تحمل مشاق الرحلة والقيمة المعنوية والضغط الإعلامي الذي يمكن أن يضيفه المشارك للأسطول، وفق ما شددت عليه الحركة العالمية من أجل غزة – المغرب.
وتوجه الحركة العالمية من أجل غزة – المغرب دعوة إلى جميع القوى الوطنية والدولية على اختلاف انتماءاتها ومشاربها الفكرية والسياسية والنقابية والثقافية لتعميم المبادرة ونشرها على أوسع نطاق ممكن، وشن حملة إعلامية قوية لتسليط الضوء على الأسطول منذ لحظة انطلاقه وإبقائه نصب العين، فضلاً عن إسناد المشاركة المغربية والدولية بفعاليات ميدانية متنوعة داخل وخارج أرض الوطن، لا سيما من قبل الجالية المغربية في تونس وإسبانيا وعموم دول الخارج.
وتُعرف هذه المبادرة، بالمجموعة الشبابية المغربية المستقلة التي سبق لها تنظيم وتنسيق “مسيرة الأحرار لكسر الحصار عن غزة” تحت مسمى “Global March to Gaza – Morocco”، والتي كان الهدف منها الوصول إلى القاهرة استعداداً للتوجه نحو معبر رفح، إلا أن المبادرة السابقة لم تكتمل بسبب تدخل السلطات المصرية.
وسبقت هذه المبادرة الإنسانية، في 20 يوليوز الماضي، مبادرة مماثلة، حينما أبحرت السفينة “حنظلة” من ميناء غاليبولي الإيطالي في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 سنة، قبل اقتحامها من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي واختطاف طاقمها، الذي كان من بينهم الصحافي المغربي محمد البقالي، مراسل قناة الجزيرة، وذلك يوم السبت 26 يوليوز 2025، وفق ما ذكرت الحركة العالمية من أجل غزة – المغرب.
وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الصحافي المغربي محمد البقالي يوم الإثنين 28 يوليوز 2025، إلى جانب ستة آخرين من النشطاء على متن السفينة “حنظلة”، قبل الإفراج عن بقية النشطاء في وقت لاحق من الأسبوع ذاته، بحسب المصدر نفسه.
وقبل “حنظلة”، أبحرت السفينة “مادلين” في يونيو 2025، والتي تعرضت أيضاً للاقتحام والاختطاف من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. كما تعرضت سفينة “الضمير” لهجوم بمسيّرات في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا، مما أدى إلى اندلاع حريق وإحداث ثقب في هيكلها.
وأكد منظمو الحملة حينها، ومن بينهم الحركة العالمية من أجل غزة – المغرب، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم سفينة “الضمير”، مما أدى إلى فقدان الاتصال بالسفينة التي كانت تقل 30 شخصاً من 20 دولة، بينهم برلمانيون ونشطاء حقوقيون.
وتُعد “حنظلة” السفينة رقم 37 ضمن سلسلة سفن تابعة لتحالف أسطول الحرية، وقد هددت إسرائيل مراراً باستخدام القوة لاعتراض أي سفن تحاول الوصول إلى غزة، كما سبق أن هاجمت عام 2010 السفينة “مافي مرمرة” ضمن أسطول الحرية قبالة سواحل فلسطين، ما أسفر حينها عن استشهاد عشرة مواطنين أتراك، وإصابة 56 ناشطاً، واعتقال متضامنين كان من بينهم مغاربة.