story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

زفاف أحمر.. خطة إسرائيل السرية لاغتيال كبار قادة إيران

ص ص

في مذبحة جماعية قُتِل الحاكم ووالدته وزوجته، ومعظم أفراد الأسرة على خلفية خيانة عنيفة داخل العائلة تهدف إلى تشكيل التحالفات. كان هذا مشهداً من مسلسل صراع العروش سُمّيَ “الزفاف الأحمر”، قبل أن يطلق الاسم ذاته على الخطة السرية الإسرائيلية التي أدت إلى تصفية قيادات عسكرية إيرانية.

تبدأ الأحداث في نونبر 2024، عندما قررت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بدء إجراءات قتالية لتنفيذ عملية واسعة في إيران، بحسب تقرير لموقع والا الإسرائيلي، يوم الأربعاء 18 يونيو 2025، تهدف إلى إلحاق ضرر بالغ بمشروعها النووي.

وكشف الموقع عن تفاصيل جديدة من وراء الكواليس حول الخطة التي أدت إلى تصفية قيادات عسكرية إيرانية، على رأسها رئيس هيئة الأركان. بدءاً من اجتماع كبار المسؤولين في شعبة الاستخبارات العسكرية، وسلاح الجو، أثناء العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، لمدة 10 ساعات تقريباً، من أجل تحديد مراكز الثقل في الحرب، التي يحقق الجيش في حال تمكن من ضربها “أقصى قدر من الإنجازات”.

ومن أهم العناصر التي حددها القادة في هيئة الأركان العامة، من المسؤولين عن القيادة والسيطرة، منظومة الدفاع الجوي المصممة لتحقيق التفوق الجوي، ومنظومة الطائرات المسيرة، والصواريخ والقاذفات، فضلاً عن مكونات المشروع النووي الإيراني، مشددين على أن هذه العناصر يجب أن تضعها الخطة على رأس أولوياتها.

والتقى 120 ضابطاً من رتبة مقدّم إلى عميد، من شعبة الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو الإسرائيلي، في اجتماع ثان بمقر وحدة 8200، في إطار ورشة عمل اهتمت بتحليل المعلومات الاستخبارتية، وصياغة خطة عمل.

كما بحث المشاركون في هذا الاجتماع، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، عن موقع واحد أو شخصية محورية، أو خزانة معطيات أو حاسوب يوفر لهم معلومات استخباراتبة تخترق الأسرار، ويساعدهم في كيفية اختراق التحصينات الدفاعية الإيرانية لضرب مراكز الثقل، دون التوصل لجواب طيلة 3 أشهر.

هذا وقرر المسؤولون في النهاية فتح ممر آمن بين إسرائيل وإيران من خلال تنفيذ هجمات متزامنة، بدءاً من فبراير الماضي. وفي الشهر الموالي أصبحت الخطة مكتملة وفقاً للمصدر ذاته، إذ لخص رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية شلومي بيندر الوضع بالقول: “تحويل مسافة الـ1500 كيلومتر التي تفضل بين الدولتين إلى شيء غير موجود، بكل ما يترتب على ذلك”.

أطلق الضباط في شعبة الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو على خطتهم السرية، التي رمت لاغتيال كبار الشخصيات في القيادة الأمنية والعسكرية بإيران، اسم “الزفاف الأحمر”، في إشارة إلى إحدى حلقات مسلسل صراع العروش، التي تضمنت مشهد تنفيذ مجزرة خلال زفاف سياسي بين إدمر تولي شقيق كاتلين ستارك، وإحدى بنات عائلة فراي.

وأسفرت المذبحة، التي خُطط لها، عن مقتل الملك ومعظم أفراد أسرته، على خلفية خيانة داخل العائلة. وبينما لم يوضح موقع والا الإسرائيلي الرابط بينم المشهد السينمائي والهجوم الإسرائيلي على إيران بتاريخ الجمعة 13 يونيو 2025، نقل عن مصادره وجود “خيانة” في الوقت الذي شدد مسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي من الذين اطلعوا على تفاصيل العملية، على أنها حدود الخيال ويصعب تفسيرها، مشيرين إلى أنه تم تنفيذها على مسافة أكثر من 1500 كيلومتر من إسرائيل.

وشاركت أكثر من 200 طائرة مقاتلة إسرائيلية في الهجوم على أكثر من 100 هدف في جميع أنحاء إيران، بحسب الموقع ذاته، كما جرى تكليف كل سرب بقائمة أسماء مسؤولين كبار بحسب المنطقة الجغرافية التي كان عليهم التعامل معها، فيما كانت المسافة بين المواقع، وبين كبار الضباط بمن فيهم رئيس الأركان الإيراني وأعضاء هيئة الأركان العامة تحدياً رئيساً.

وبحسب الموقع الإسرائيلي فإن بعض الذين تم اغتيالهم كانوا في منازلهم، ومنهم من كانوا في غرف نومهم، بينما كان آخرون في مقرات القيادة ومواقع أخرى.

وتمكنت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تنسيق وقت تصفية القيادة العسكرية العليا خلال 12 دقيقة، إذ اغتالت عشرة مسؤولين كباراً في نفس الفترة الزمنية القصيرة.

وشكّلت عمليات التصفية “الناجحة”، بحسب مسؤولين في جيش الاحتلال، نقطة تحوّل حرجة بالنسبة للنظام الإيراني، إذ أنه كان واضحاً في الساعات الأولى أنه تمت تصفية ثلاثة من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، هم رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة محمد حسين باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد مقر الطوارئ “خاتم الأنبياء” غلام علي رشيد، قبل أن تتوسع القائمة. بحيث أنه لم يكن هناك من يتخذ القرارات في اللحظات الأولى التي حاول فيها الجيش الإيراني والحرس الثوري بناء صورة للوضع، وإصدار أوامر للرد على الجيش الإسرائيلي.

وأصبح اسم العملية السرية، بحسب الموقع الإسرائيلي، “استعارة للخيانة القاسية تحت غطاء الهدوء، وسرعان ما تحوّل إلى خطوة عنيفة تهدف إلى كسر العمود الفقري للخصم باستخدام أدوات الحرب والتفكير القاسي المفاجئ”.

وكانت القيادات الإيرانية التي تمت تصفيتها، بحسب مسؤولين إسرائيليين، رموزاً أمنية “أيقونية” ليس فقط في إيران، بل في العالم بأسره. لذلك، وهو ما جعل هذا الحدث نقطة تحول حرجة بالنسبة لإيران.

وأدى الهجوم الإسرائيلي على إيران، فجر الجمعة 14 يونيو 2025، إلى استشهاد 6 علماء نوويين إيرانيين، بينهم فريدون عباسي عباسي، ومحمد مهدي طهرانجي، وأستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقاري، إلى جانب مجموعة من القادة العسكريين أبرزهم حسين سلامي قائد الحرس الثوري، ومحمد حسين باقري رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، واللواء غلام علي رشيد، قبل أن تنضاف إليهم مجموعة من الشخصيات في الأيام اللاحقة من الحرب.

وفي اليوم السادس من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، أطلقت إيران عشرات الصواريخ التي استهدفت منطقة تل أبيب الكبرى ووسط البلاد، كما سُمع دوي انفجارات ضخمة في القدس وتل أبيب وفق ما أعلنته وسائل إعلام إسرائيلية.

وقال الحرس الثوري إنه استخدم الجيل الأول من صواريخ “فتّاح” في الموجة الـ11 من عملية الوعد الصادق 3، مشيراً إلى أن عمليته “تمثل بداية نهاية أسطورة الدفاع الجوي للجيش الصهيوني”.

وأشار رئيس هيئة الأركان الإيرانية عبد الرحيم موسوي أن عملياتهم السابقة ضد إسرائيل كانت ردعية، منبهاً إلى أن إيران ستنفذ عملياتها العقابية قريباً. ودعا سكان تل أبيب وحيفا إلى مغادرتهما للحفاظ على أرواحهم.

أما المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية عي خامنائي فأكد في كلمة له أن الشعب الإيراني “لن يرضخ للحرب المفروضة ولن يرضخ أيضا للسلام المفروض”، وخاطب الولايات المتحدة قائلاً “على أميركا أن تعلم أن شعبنا لن يستسلم وأي تدخل عسكري من جانبهم سيؤدي لتداعيات لا يمكن تداركها”.

ومن جانبه، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقضاء على تهديد إيران الصاروخي والنووي، فيما شدد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي على أن العملية العسكرية لن تنتهي قبل مهاجمة منشأة فوردو.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه قد يقوم بضرب المنشآت النووية الإيرانية وقد لا يقوم بذلك، وكرر مطالبته لطهران بالاستسلام غير المشروط، زاعماً أنه تم تهديد الولايات المتحدة من قبل إيران لسنوات عديدة.