story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
ثقافة |

“رقصة الشيطان” تُشعل الجدل في مهرجان كناوة

ص ص

أثار ظهور شخصية غريبة على شكل “مكنسة ضخمة” تؤدي رقصة غامضة على خشبة مسرح مولاي الحسن بمدينة الصويرة، خلال حفل افتتاح مهرجان كناوة، الخميس 19 يونيو 2025، موجة جدل واستياء واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووصف العديد من المتابعين الرقصة، التي ظهرت ضمن عرض الفنان حميد القصري، بأنها “رقصة الشيطان” أو مظهر من مظاهر السحر الأسود المرتبط بطقوسها الفودو، ما أثار حفيظة فئة واسعة من الجمهور المغربي، وخصوصًا الحاضرين في اليوم الأول من المهرجان الذي يشهد مشاركة الآلاف من عشاق موسيقى غناوة.

وانتشرت انتقادات كثيرة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر البعض عن رفضهم المطلق لما اعتبروه استحضارًا لرموز شعوذة وسحر على منصة فنية مغربية، فيما رأى آخرون أن الأمر لا يتعدى كونه موروثًا إفريقيًا (يساء فهمه)، له جذور روحية واجتماعية، لا علاقة له بما يُروَّج له من مفاهيم عن السحر الأسود.

الرقصة التي أثارت كل هذا الجدل تُعرف باسم “الكمبو (Kumpo)”، وهي طقس احتفالي قديم منتشر في دول غرب إفريقيا مثل غامبيا، كازامانس (جنوب السنغال)، غينيا بيساو وبنين.

ويرتدي المؤدي زيًا مصنوعًا بالكامل من سعف النخيل الجاف، ويضع عصا على رأسه، ويُمنع تمامًا لمسه، حيث ينظر إليه في ثقافة شعب “الديولا” كشخصية رمزية تُذكّر السكان بأهمية “الانضباط والأخلاق الجماعية”.

في مناطق كثيرة، تحولت الرقصة إلى عروض استعراضية يُروّج من خلالها لفكرة أن “القشة تتحرك وحدها بفعل السحر”، ما زاد من ارتباطها في أذهان البعض بالفودو والسحر الأسود.

وتستضيف الدورة ال26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم التي ستقام من 19 إلى 21 يونيو الجاري بالصويرة، 350 فنانا، من بينهم 40 معلما كناويا، يقدمون 54 حفلا موسيقيا على مدار ثلاثة أيام مكثفة من العروض بين الحفلات الكبرى في الهواء الطلق والعروض الموسيقية الوترية، إضافة إلى العروض في الأماكن التراثية مما يوفر تجربة موسيقية متكاملة في أوقات مختلفة من النهار والليل.

وأفاد بلاغ للمنظمين، بأن مدينة الصويرة باحتضانها لتظاهرة ثقافية استثنائية من 19 إلى 21 يونيو، تتحول إلى منصة عالمية للتلاقح الموسيقي والحوار الثقافي، حيث يتجاوز هذا الحدث مفهوم المهرجان التقليدي ليصبح تجربة روحية وإنسانية شاملة، حيث يجتمع معلمو فن كناوة – حماة التراث الروحي الأصيل– مع نجوم الموسيقى العالمية في لقاء فريد يمتد لثلاثة أيام.

وانطلقت فعاليات المهرجان بموكب افتتاحي يعج بالإيقاعات والرموز التراثية، حيث يجوب جميع معلمي كناوة شوارع الصويرة في مشهد يجسد الفرح الشعبي والوحدة الروحية، ويمهد هذا الموكب الطريق لأجواء احتفالية تتميز بطابعها البهيج والروحاني والعالمي.