story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

دراسة تكشف تأثير زيارة زوما إلى المغرب على السياسة الجنوب إفريقية

ص ص

أفادت دراسة تحليلية صادرة عن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد أن زيارة جاكوب زوما إلى المغرب في يوليوز 2025 لم تكن مجرد حدث بروتوكولي عابر، بل مثلت محطة سياسية وإعلامية بارزة في جنوب إفريقيا، إذ أخرجت قضية الصحراء المغربية من دائرة النخبة السياسية والدبلوماسية إلى فضاء النقاش العمومي.

وأوضحت الدراسة أن الجدل الذي أثارته الزيارة اتسع نطاقه بشكل لافت، حيث سُجل أكثر من 2200 منشور على منصة “إكس” إلى جانب 20 مقالا في الصحافة الجنوب إفريقية، وتمحورت ذروة هذا التفاعل حول صورتين أساسيتين، ظهور زوما في الرباط إلى جانب العلم الجنوب إفريقي، ثم رد وزارة العلاقات الدولية والتعاون (DIRCO).

وأشارت إلى أن هذا الجدل لم يكن عفويا، بل غذّاه عدد محدود من المؤثرين ووسائل الإعلام الذين لعبوا دورا محوريا في نشر وتوجيه التفاعل، وهو ما جعل النقاش يتخذ طابعا استقطابيا واضحا بين معسكر مؤيد وآخر رافض.

وبيّنت أن الخلاف داخل الساحة السياسية الجنوب إفريقية برز بشكل جلي، حيث تبنى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC) وحزب المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية (EFF) خطابا مناهضا للمغرب، في حين دافع حزب “MK” بقيادة جاكوب زوما عن الوحدة الترابية للمغرب وربطها بمفاهيم محلية كالوحدة الوطنية ومناهضة الانفصال.

كما أوضح المصدر أن التحول الأبرز الذي رصد هو انتقال الخطاب من كونه قضية “تصفية استعمار” إلى إعادة صياغته كمسألة “وحدة وطنية ومناهضة الانفصال”، وهو تحول اعتبره مؤشرا على خفض الكلفة السياسية لتبني مواقف غير معادية للمغرب داخل المشهد الجنوب إفريقي.

وأضاف أن هذا النقاش كشف أيضا عن تغير في موازين القوى داخل البرلمان، حيث لم يعد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي قادرا على فرض هيمنته المطلقة، مما فتح المجال أمام معسكر “غير معادٍ” يضم أحزابا محايدة أو داعمة للمغرب.

ولفت إلى أن البرلمان بات ساحة للتوازن الجديد، إذ أصبحت المواقف حول الصحراء المغربية تتوزع بين معسكر رافض تقليدي ومعسكر غير معاد، وهو ما أضعف القدرة على فرض موقف واحد، وجعل الموضوع مطروحا للتفاوض داخل المؤسسة التشريعية.

وبيّن المركز أن السياسة الخارجية الجنوب إفريقية لم تعد حكرا على السلطة التنفيذية كما في السابق، بل أصبحت موضوعا تتنازع حوله الأحزاب ووسائل الإعلام والرأي العام، وهو ما كشفته بوضوح تداعيات زيارة زوما إلى المغرب.

كما أظهر أن وسائل الإعلام لعبت دورا محوريا في هذه التحولات، إذ ساهمت تغطيتها في إضفاء الشرعية على وجود قراءات متباينة، الأمر الذي خفّض تكلفة تبني مواقف مؤيدة أو محايدة تجاه المغرب لدى أطراف سياسية مختلفة.

وأوضحت الدراسة أن النقاش أظهر أيضا “تطبيعا تدريجيا” للخطاب المؤيد للمغرب، خاصة بعد أن أعيد ربطه بالقيم المحلية مثل الوحدة الوطنية والسيادة، “وهي مفاهيم مترسخة في الذاكرة السياسية الجنوب إفريقية”.

وخلصت إلى أن ما وقع لا يمثل تغيرا فوريا في السياسة الخارجية لجنوب إفريقيا، لكنه يشير إلى تحول “من الدرجة الثانية” يتمثل في تعدد أماكن الشرعية وتراجع الهيمنة المطلقة للخطاب الرسمي المعادي للمغرب.