story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

خلافات في الزاوية البودشيشية بعد تلقي معاذ هبة ملكية موجهة للزاوية

ص ص

شهدت جماعة مداغ بإقليم بركان، مساء السبت 13 شتنبر 2025، احتجاجات من طرف أنصار منير القادري، وذلك مباشرة بعد الزيارة التي قام بها وفد ملكي إلى مقر الزاوية القادرية البودشيشية، حيث جرى تسليم هبة ملكية لمعاذ القادري بودشيش، بحضور ممثلين رسميين، خلال حفل ديني نظم بالمناسبة.

وخلال الوقفة الاحتجاجية، رفع أنصار منير القادري شعارات تؤكد أن “سيدي منير هو شيخهم وصاحبها”، وفق ما اطلعت عليه صحيفة “صوت المغرب” في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعرف حفل تسلم الهبة غياب منير القادري ما أعاد إلى الواجهة النقاش حول خلافة الزاوية والخلافات العائلية التي برزت منذ وفاة والدهما الشيخ جمال الدين القادري، إذ ما تزال الخلافات قائمة بين بعض مريدي الزاوية ومنتسبيها حول هوية الزعيم الروحي.

وعن رمزية الهبة وتسلمها، نشر أنصار منير القادري مقاطع فيديو توثق لتسليم الهبات الملكية خلال السنوات الماضية، مؤكدين أن “الأمر يندرج ضمن تقليد سنوي ولا يُعتبر تزكية أو تنصيبا رسميا”، مشيرين في الوقت ذاته، إلى أن العادة جرت أن يتولى معاذ القادري، باعتباره المسؤول المالي، تسلّم الهبة باسم الزاوية.

في المقابل، اعتبر المرتضى إعمراشا، أحد المنتسبين للزاوية القادرية البودشيشية بالحسيمة، أن ما أقدم عليه أنصار منير القادري “لا يمتّ بصلة إلى روحانية الحضرة، بل يندرج ضمن منطق المنازعة الدنيوية”، موضحًا أنهم “استدعوا طقسًا روحانيًا عريقًا وحوّلوه، لأول مرة في تاريخ الزاوية، إلى أداة احتجاجية ضد الإرادة الملكية، متسترين بذكرى أربعينية الشيخ الراحل جمال القادري”.

وأكد إعمراشا في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن الذكر في أصله “فعل تسليم وخشوع”، لكنه عند أنصار القادري “تحوّل إلى فعل تحدٍّ وصراع، ومن حضرة إلى ساحة صخب”.

وفي ما يخص الهبة الملكية التي تسلّمها معاذ القادري، أوضح المتحدث أنها “ليست مجرد تفصيل بروتوكولي، بل ركيزة من ركائز الشرعية المغربية التي جمعت عبر القرون بين السلطان والوجدان، وبين السلطة السياسية والمشروعية الروحية”، مضيفًا أنها “إعلان حاسم عن الشيخ الذي يُعترف به رسميًا وشعبيًا”.

وأضاف أن ما يقوم به أنصار منير القادري من “لا يغيّر من جوهر المسألة، بل يكشف مأزقًا عميقًا يتمثل في تحويل مقام الزاوية إلى مسرح للتعبئة العددية”، بينما المشيخة الحقة “ترفض الانجرار إلى هذه المنزلقات، وتتعامل بروح الصوفي لا بعقلية الفصيل الطلابي”.

وشدد المتحدث على أن “التاريخ المغربي واضح: الشرعية الرسمية هي التي ترسخ، أما الانشقاقات الجزئية فمصيرها التلاشي أو التحول إلى فروع هامشية”، مبرزًا أن حضور منير القادري “سيظل عند قلة من الأتباع، لكنه يفتقر إلى الغطاء الشرعي والعمق التاريخي”، في حين أن الزاوية القادرية البودشيشية “ستظل متمحورة حول معاذ كـ”شيخها الشرعي”، حيث “اجتمعت فيه الشرعية الرسمية والروحية باختيار أمير المؤمنين وعهد المريدين وكبار مشيخة الطريقة”.